عندما يجد الأطفال صعوبة في القيام ببعض المهام، والأنشطة وفقا لأعمارهم مثل القراءة والكتابة والتعلم والفهم ، يمكن أن يكون ذلك من بعض علامات الإصابة بالإعاقة الذهنية حيث يحدث في هذه الحالة عدم عمل العقل بشكل صحيح في كل من الظروف الفكرية، والوظيفية، والمهارية، فالجدير بالذكر إن هذه الحالة في المجال الطبي تسمى “التخلف العقلي”، لهذا سوف نقوم اليوم بالتعرف على هذه الحالة بشيء من التفصيل مع التعرف على أهم أسباب حدوثها، وطرق تشخيصها المناسبة.
الإعاقة الذهنية
يتم تصنيف هذه المشكلة إلى أربعة مستويات من الهوية ألا وهما الخفيفة، والمتوسطة، والشديدة، والخطيرة جدا حيث تظهر تداعياتها من خلال معدل الذكاء المنخفض ومشكلات عدم القدرة على القيام بالمهام اليومية مما تؤدي إلى إيجاد أيضا صعوبة في التعلم، أو التحدث، أو العلاقات الاجتماعية، والإعاقات الجسدية. فالجدير بالذكر أن كثير من هذه الحالات وبالأخص الشديدة يتم تشخيصها عند الولادة
ما هي أهم أعراض الإعاقة الذهنية؟
- الفشل في تلبية المعايير الفكرية السليمة.
- تعلم الطفل الجلوس، أو المشي في وقت متأخر مقارنة بالأطفال الآخرين.
- مشاكل الذاكرة.
- عدم القدرة على فهم عواقب الإجراءات.
- صعوبة التفكير المنطقي الصحيح.
- قلة الفضول.
- صعوبة شديدة في التعلم.
- صعوبة في تذكر الأشياء.
- عدم القدرة على إكمال المهام التعليمية المطلوبة من قبل المدرسة، والمعلمين.
- معدل الذكاء أقل من 70.
- عدم القدرة على الكلام الصحيح.
- عدم إمكانية الإعتناء بالنفس.
ما هي أسباب حدوث الإعاقة الذهنية؟
تتعدد وتتنوع أسباب حدوث هذه المشكلة ومن الهام ضرورة التعرف عليها لكي يتم تجنبها إذا كان الأمر في الإستطاعة، وأهم هذه الأسباب ما يلي:
- أسباب ما قبل الولادة فإذا كان أحد والدي الطفل، أو كلاهما يعاني من إعاقات عقلية، فإن فرص إصابة الطفل بهذه الحالة تزداد بشكل كبير.
- حدوث بعض المشكلات الإستثنائية قبل الولادة، مثل العدوى لبعض الأمراض أو تناول المشروبات الكحولية بكثرة أو تعاطي المخدرات أو اللجوء لأي من السموم الأخرى.
- الإصابة بعض الأمراض خلال فترة الحمل مثل الحصبة الألمانية، أو داء المقوسات، أو عدوى الفيروس المضخم للخلايا، أو الزهري،أو فيروس نقص المناعة البشرية.
- الأزمات، والمشكلات أثناء مرحلة الولادة مثل نقص الأكسجين، أو حدوث الولادة المبكرة.
- إصابة الأم ببعض الأمراض المزمنة مثل السكري، وأمراض القلب، والأوعية الدموية، وأمراض الكلى وما إلى ذلك.
- الإصابة ببعض الاضطرابات الوراثية.
- تشوهات الكروموسومات مثل متلازمة داون
- التسمم ببعض المواد مثل الرصاص، أو الزئبق.
- سوء التغذية الحاد، أو المشاكل الغذائية الأخرى مثل نقص اليود، أو نقص فيتامين B9.
- الإصابة ببعض أمراض الطفولة، مثل السعال الديكي، أو الحصبة، أو التهاب السحايا.
- حدوث الإصابات الشديدة في الدماغ.
- الإصابة ببعض مضاعفات الحمل مثل ارتفاع ضغط الدم، أو حدوث نزيف مفرط أثناء الولادة، أو الإصابة بضعف المشيمة.
إقرأ أيضا: مرض الزهايمر في مراحل العمر المبكرة
كيف يتم تشخيص الإعاقة الذهنية؟
يجب أن يكون الطفل ماهرا فكريا أثناء القيام بالمهام اليومية، من خلال فهم الأشياء طبقا للمرحلة العمرية، وإذا حدث خلل في هذه المهارات فسوف يقوم الطبيب بتقييم الطفل من خلال ثلاثة جوانب:
- التحدث بشكل شامل، ودقيق مع أولياء الأمور.
- إقامة حديث شامل مع الطفل، وفهم ما يندرج عليه من معاناه.
- إجراء الاختبارات القياسية مثل اختبار ستانفورد بينيه للذكاء، حيث سيساعد هذا الطبيب على تحديد معدل ذكاء طفلك.
- في الوقت الحاضر، يتم تنظيم العديد من المعسكرات في المدارس حيث يمكن خلالها إختبار مواهب الأطفال، وقياس معدلات ذكائهم بأبسط الأنشطة.
كيفية نقوم بتجنب حدوث مشكلة الإعاقة الذهنية؟
- الإلتزام بالتطعيم ضد بعض الأمراض، مثل الحصبة، والتهاب الكبد B، حيث يمنع هذا التطعيم العديد من الأمراض التي يمكن أن تسبب التخلف العقلي، والإعاقة الذهنية.
- من الأشياء الهامة هو قيام فحص حديثي الولادة بشكل دقيق لإكتشاف بعض المشكلات الوارد الإصابة بها مثل قصور أو فرط نشاط الغدة الدرقية، فإذا حدث، وظهرت هذه المشكلات، فمن الهام جدا، وعلى الفور علاجها، حيث أن علاج هذه الأمراض بصورة سريعة من الممكن أن تكون الخطوة الأولى للحماية من حدوث خطر الإعاقة الذهنية.
- يمكن أن تساعد الرعاية الجيدة عند الولادة أيضا في الوقاية من الإعاقة العقلية.
- يجب أن تكون النساء الحوامل على دراية بمخاطر شرب الكحول، والتدخين، وما إلى ذلك.
- قيام الحامل بإتباع أنماط التغذية الجيدة أثناء الحمل.
- من الممكن القيام بعض أنواع الاختبارات مثل التصوير بالموجات فوق الصوتية، وذلك لمعرفة ما إذا كان الجنين ينمو بشكل طبيعي في الرحم، أم لا.
- يجب أن يخضع جميع الأطفال حديثي الولادة لفحوصات النمو الجسدي، والعقلي المنتظمة تحت إشراف الأطباء المختصين.
يعتبر الفحص مهم بشكل خاص للأطفال الذين لم يتم ملاحظتهم، أو الذين يعانون من سوء التغذية، أو للأطفال الذين يعيشون في ظروف توجد فيها فرص لانتشار هذا المرض.
كيف يمكن العمل على تنمية التفكير العقلي للأطفال ذوي الإعاقة الذهنية؟
- عند الحصول على المشورة من المتخصصين يجب أن يقوم الوالدان بالعمل على تقليل مخاطر السلامة لدى الأطفال، والإتجاه لتعليمهم المهارات الحياتية المناسبة، والمؤهلة للتعامل مع الكثير من المشكلات، والمواقف.
- يجب أن يتم التعرف بشيء من التفصيل عن مشكلة الإعاقة الذهنية فكلما زادت المعلومات التي نحصل عليها حول هذه المشكلة، كلما تمكنا من مساعدة الأطفال الذين يحتاجون للمساعدة.
- من الهام إشراك الأطفال داخل الأنشطة الجماعية، والألعاب الرياضية، لأن مثل هذه الأنشطة تعمل على تطوير المهارات الاجتماعية لدى الطفل.
- يجب أن نقوم بتشجيع الطفل على أن يكون مستقلا من خلال توجيهه إلى تعلم أشياء جديدة، ومحاولة القيام بها بنفسه، وأن يكون دور الأب، والأم توجيهي فقط، وعند القيام بأداء المهام في صورتها الجيدة فيجب العمل على مدحه، والثناء عليه.
- عندما يكون الطفل مستعدا للذهاب إلى المدرسة، يجب أن نقوم بتضمينه في برنامج التعليم المخصص له للمساعدة في تلبية احتياجاته التعليمية، حيث يستفيد جميع الأطفال ذوي الإعاقة الذهنية من التعليم الخاص.
- من الهام البقاء على اتصال مع معلم الطفل، والقيام بالتعرف على أنشطته لكي يتم القيام بتطبيقها في المنزل حتى يتمكن الطفل من ممارستها بشكل إحترافي.
يجب العلم أن هذه المشكلة ليست خطيرة لدرجة أنه لا يمكن مواجهتها، ولكن من المهم أن نبقى في حالة تأهب، وإستعداد دائم، وأن نتخذ إجراءات فورية عند ظهور أي علامات مرضية لهذه المشكلة، وعند التأكد من الإصابة بها يجب الثبات دائما حيث يمكن أن يخلق التخلف العقلي العديد من المواقف الصعبة للبشر، لكن يجب عدم الإستسلام لها فنحن بحاجة إلى إعطاء الأطفال أصحاب هذا المرض معاملة خاصة فهم ملائكة على هيئة بشر.