مما لا شك فيه، أن حالة الانسداد المعوي من أهم الحالات المرضية الطارئة التي تصيب الجسم، فالجدير بالذكر أنه إذا لم يتم علاج هذه الحالة في الوقت المناسب، فمن الممكن أن يترتب على هذا العديد من المضاعفات مثل الجفاف بسبب القيء وانخفاض ضغط الدم وانهيار الأوعية الدموية ونخر الأمعاء حتى قد يصل الأمر إلى الموت. بمزيد من التوضيح سنتعرف اليوم على أسباب المعاناة من الانسداد المعوي وأهم العلامات والأعراض الدالة على حدوثة وطرق العلاج المناسبة له.
أسباب الإصابة بانسداد الأمعاء
يمكن أن يحدث الانسداد المعوي في العديد من المراحل العمرية، وخاصة مع كبار السن والأطفال الصغار. فعلى سبيل التوضيح هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث هذا الانسداد وتشمل الآتي:
- في الأطفال، يمكن أن يحدث انسداد الأمعاء بسبب التصاق الديدان المستديرة ببعضها البعض.
- يحدث انسداد الأمعاء عند كبار السن بسبب بقايا الطعام أو مع الذين خضعوا لاستئصال المعدة أو فشل نخاع العظم أو حصوات المرارة.
- تواجد بعض الكتل السرطانية التي تتشكل في الأمعاء الدقيقة والقولون أو الكتل السرطانية الحميدة التي تتواجد في جدار الأمعاء الدقيقة بأحجام مختلفة.
- ضيق القناة المعوية بسبب حدوث المعاناة من الالتهابات، والذي من الوارد أن يحدث بسبب الأربطة والالتصاقات التي تصيب الأشرطة المعوية أو بسبب الخضوع لعملية جراحية في البطن أو ربما بسبب التكوين الخلقي.
- الشلل المعوي الذي يعد هو أحد الأسباب الرئيسية لحدوث الأنسداد المعوي.
بالإضافة إلى ذلك ، فإن انسداد الأمعاء له أيضا أسباب أخرى عامة مثل التعرض لاضطرابات التمثيل الغذائي بسبب تعاطي مسكنات الألم بصورة مبالغ فيها. إلى جانب مرضى السكري وتصلب الجلد واضطرابات استقلاب البورفيرين حيث تؤدي جميع هذه الحالات المرضية إلى تلف وانسداد الأمعاء.
علامات الإصابة بانسداد الأمعاء
تختلف أسباب هذه الحالة المرضية، لذلك سيكون لكل نوع مظاهر مرضية مختلفة. ومع ذلك ، لا يزال المرضى الذين يعانون من انسداد معوي ميكانيكي ووظيفي يعانون من نفس الأعراض والتي تتمثل في الآتي:
- ظهور آلام في البطن حيث يعد هذا هو العرض الأول للتعرف على انسداد الأمعاء، والذي يظهر عادة فجأة، ويكون الألم فيه شديدا وفي غضون 2-3 دقائق، ثم يهدأ تدريجيا ثم يظهر مرة أخرى. الجدير بالذكر أنه في البداية، كان الألم موضعيا فقط في المنطقة المسدودة، ثم انتشر بالتساوي في جميع أنحاء البطن.
- الشعور بالغثيان والقيء أي نعم ليس كل المرضى الذين يعانون من انسداد الأمعاء لديهم أعراض القيءن لكن إذا وجد هذا العرض فعادة ما يكون مصحوبا بألم في البطن. على سبيل التوضيح وفي البداية، يتقيأ المريض الطعام، وفي وقت لاحق، يتقيأ العصارات الهضمية والعصائر الصفراوية، وكلما زاد انسداد الأمعاء ظهر القيء في وقت مبكر.
- المعاناة من مظاهر سلس البول والتغوط حيث تعد هذه العلامة تحذيرية نتيجة الركود المعوي، ومن هنا يمكننا القول بأن انسداد الأمعاء أصبح خطيرا.
- الشكوى من انتفاخ البطن والذي يحدث بداية من الانسداد الخفيف إنتقالا إلى الأكثر حدة حيث يعتمد على سبب وموقع الانسداد.
تشخيص انسداد الأمعاء
عادة ما يعتمد الفحص البدني للانسداد المعوي على الأعراض والاختبارات بما في ذلك:
- الأشعة السينية والتي يمكن أن تظهر علامات الغاز المحبوس، وتكتشف علامات الأمعاء المتوسعة على الانسداد.
- التصوير المقطعي المحوسب حيث توفر هذه الطريقة صورا أكثر تفصيلا عند توسيع الأمعاء وركود السوائل والبخار في الأمعاء، مما يدل هذا على الأضرار التي لحقت بالأمعاء، وتسببت في إنسدادها الانسداد.
- يتم إستخدام الموجات فوق الصوتية لتحديد صورة الحلقات المعوية المتوسعة، وتجويف الأمعاء الذي يحتوي على الكثير من السوائل، وهناك سائل بطني، وأورام، وأقفاص معوية يمكن ملاحظتها … إلخ.
- اللجوء إلى إجراء اختبارات الكيمياء الحيوية في الدم.
طرق علاج انسداد الأمعاء
بالنسبة لأزمة الانسداد المعوي الصحية، فسوف ستكون هناك طرق علاج مختلفة اعتمادا على أسباب المرض وشدته والحالة البدنية لكل مريض. فالجدير بالذكر أنه في بعض الأحيان يحتاج انسداد الأمعاء فقط إلى تغيير بعض الملاحظات حول النظام الغذائي والاستخدام وإتباع بعض الآليات الصحية.
أولا: العلاج الطبي
عندما يصف الطبيب العلاج الطبي، فيمكن وضع المريض مع مسبار المعدة لتخفيف البطن، وانهيار المعدة وهذا لتصريف الغازات والعصارة المعدية ، وتجنب تدفق السوائل الراكدة مرة أخرى إلى الجهاز التنفسي.
بالإضافة إلى ذلك، فيتم اللجوء إلى الحقن والكهارل لتجنب الجفاف واضطرابات الكهارل بسبب القيء السابق للمريض. خلال هذا الوقت ، تتم مراقبة المريض للنبض وضغط الدم والضغط الوريدي المركزي وإخراج البول.
بوجه عام، ينصح بضرورة تناول الأدوية على النحو الذي يحدده الطبيب مثل مسكنات الألم ومضادات القيء والمضادات الحيوية للوقاية من الالتهابات، مع ذرورة مراقبة حالة البطن لدى المريض والقيء وتواتر حركات الأمعاء.
ثانيا: العلاج الجراحي
في حالة انسداد الأمعاء الميكانيكية والعلاج الطبي غير الناجح، فسوف يلجأ الطبيب للتدخل الجراحي لتجنب المضاعفات الخطيرة، والتي يمكن أن تكون جراحة مفتوحة أو بالمنظار.
من الضروري العمل على تنسيق الطب الباطني والجراحة لتصحيح الاضطرابات الجهازية لمساعدة المرضى على أن يكونوا أصحاء بما يكفي للجراحة وتقليل المضاعفات الخطيرة التي من الوارد حدوثها بعد التدخل الجراحي.