عند الحديث عن أزمة تكلس غضروف الأضلاع، فيجب علينا معرفة أنها عبارة عن حالة حميدة ولكن من السهل الخلط بينها وبين أمراض القلب والرئة حيث أنها تسبب الكثير من مشاعر القلق وعدم الراحة، ومن ثم يساعد روتين التعرف المبكر على هذه الأزمة وتلقي العلاج المناسب على تحسين نوعية الحياة بشكل فعال. لذا، سنتحدث اليوم وبمزيد من الفهم على أزمة التكلس الغضروفي الضلعي وكل ما يتعلق بها من معلومات للوقوف على هذه الحالة بشكل سليم والتغلب عليها قدر الإمكان.
ما المقصود بـ تكلس غضروف الضلع؟
ما المقصود بـ تكلس غضروف الضلع؟
تعد هذه الأزمة الصحية هي عبارة عن حالة مرضية يحدث فيها ترسب غير طبيعي للكالسيوم في مفصل غضروف الضلع أو بمعنى أدق المنطقة التي تتصل فيها الأضلاع والقص.
المقصود هنا بالغضروف الضلعي هو نسيج ناعم ومرن بطبيعته يساعد الصدر على التمدد عند التنفس، ولكن عند تكلس بنية الغضروف فسوف تصبح هذه المنطقة أكثر صلابة، مما يؤدي هذا إلى الشعور بالألم وانخفاض الحركة، ومن ثم خلق الكثير من مشاعر عدم الرحة والتأثير بشكل كبير على الأنشطة اليومية.
يجب معرفة أن هذه الحالة شائعة بصورة كبيرة عند كبار السن، وخاصة النساء بعد انقطاع الطمث، بسبب التعرض للتغيرات الهرمونية التي تؤثر على عملية التمثيل الغذائي للكالسيوم والمعادن الأخرى في الجسم. ومع ذلك، يمكن أن يظهر المرض أيضا عند الشباب خاصة إذا كانت هناك عوامل خطر مثل التعرض لبعض أنواع الإصابة أو الموقف غير الصحيح أو أمراض التمثيل الغذائي.
ما هي أسباب الإصابة بتكلس غضروف الضلع؟
ما هي أسباب الإصابة بتكلس غضروف الضلع؟
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث المعاناة من أزمة تكلس غضروف الضلع، والتي من الوارد أن تتمثل في:
أولا: الشيخوخة والتنكس الطبيعي
تعد الشيخوخة هي السبب الرئيسي لحدوث تكلس غضروف الضلع، فمع التقدم في العمر تقوم أنسجة الغضروف بفقدان الماء والمرونة تدريجيا، مما يسهل هذا الأمر من ترسب الكالسيوم.
الجدير بالذكر، أن هذه العملية تتم بصمت ولكنها تستمر لفترة طويلة، مما يتسبب هذا الأمر في أن يصبح غضروف الضلع تدريجيا صلبا وأقل مرونة.
ثانيا: الالتهاب المزمن في غضروف الضلع
عند التعرض للإصابة بالأمراض الالتهابية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والتهاب الفقار وما إلى ذلك، فمن الممكن أن يسبب هذا الأمر التهابا مزمنا في منطقة غضروف الضلع.
تتسبب الالتهابات المطولة هذه في تلف أنسجة الغضروف حيث يقوم الجسم بالإستجابة عن طريق الإستعانة بطبقات من الكالسيوم المتراكم، مما يؤدي هذا إلى أزمة التكلس.
ثالثا: الصدمات المتكررة والدقيقة
من المتوقع أن يعاني الأشخاص الذين غالبا ما يحملون أحمالا ثقيلة أو يمارسون رياضات عالية الكثافة أو يعملون في أوضاع غير مناسبة من التعرض للإصابات الدقيقة في غضروف الضلع.
من الهام معرفة، أنه عندما تتكرر هذه الأزمات الحياتية الصغيرة، فتحدث حالة من التكلس الطبيعي للغضروف الضلعي.
رابعا: اضطرابات التمثيل الغذائي
في بعض الأوقات، يمكن أن تسبب مشكلات استقلاب الكالسيوم أو فيتامين د أو الفوسفور الشائعة لدى الأشخاص المصابين بأمراض الكلى المزمنة في حدوث حالة من ترسب الكالسيوم غير الطبيعي في الجسم، بما في ذلك الغضروف الضلعي.
ما أعراض تكلس غضروف الضلع؟
ما أعراض تكلس غضروف الضلع؟
عادة ما تكون أعراض تكلس غضروف الأضلاع غير محددة، ولكن يمكن التعرف عليها من خلال بعض العلامات التالية:
– الآلام النابضة في منطقة الصدر: تزداد مشاعر الألم هذه عندما يتم آخذ نفسا عميقا أو في حالة السعال أو عند الإستدارة، فالجدير بالذكر أن الألم يتركز عادة في المنطقة القريبة من القص.
– لا علاقة له بمعدل ضربات القلب: تأتي هذه الحالة المرضية على عكس الذبحة الصدرية القلبية الوعائية، فعلى سبيل التوضيح لا يتغير ألم التكلس مع مستوى التوتر أو معدل ضربات القلب.
– تصلب غضروف الضلع: يمكن أن يشعر أصحاب هذه الحالة المرضية بالصلابة في منطقة الصدربشكل غير طبيعي.
– الآلام عند الحركة: تزداد مشاعر الألم بشكل ملحوظ عند أداء أوضاع التأرجح أو الانحناء أو حمل الأشياء الثقيلة.
– التأثير المباشر على جودة النوم: تظهر مشاعر الألم بشكل واضح في العديد من أوضاع الاستلقاء، مما يترتب على هذه الأمر الشعور بالأرق وعدم الراحة لفترات زمنية طويلة.
يجب العلم، أن هذه الأعراض غالبا ما يتم الخلط بينها وبين الأمراض الخطيرة الأخرى مثل احتشاء عضلة القلب أو الالتهاب الرئوي أو الألم العصبي الوربي، لذلك سوف يحتاج المرضى إلى زيارة الطبيب للحصول على تشخيص دقيق.
ما هي اتجاهات العلاج المعنية بالتغلب على تكلس غضروف الضلع؟
ما هي اتجاهات العلاج المعنية بالتغلب على تكلس غضروف الضلع؟
اعتمادا على شدة المرض، يمكن علاج المرضى في الاتجاهات التالية:
* تناول مسكنات الألم: تتمثل هذه النوعية الدوائية في أدوية الباراسيتامول، والإيبوبروفين، والنابروكسين حيث أنها تساعد في تخفيف الأعراض على الفور.
* استخدام مرخيات العضلات: يتم اللجوء إلى هذه الأدوية عندما تكون هذه الحالة المرضية مصحوبة بتشنجات عضلية وربية.
* تناول المكملات الغذائية: والتي تتمثل في الكالسيوم وفيتامين د والمغنيسيوم ويتم تحديدها بناء على بعض التحاليل والفحوصات التي يقوم الطبيب بتوجيه المريض نحو ضرورة اجراؤها.
* العلاج الطبيعي: والتي من الوارد أن تتمثل في الكمادات الساخنة والموجات فوق الصوتية والنبضات الكهربائية وتمارين التنفس وتمدد العضلات الوربية.
في حالات نادرة، وخاصة إذا كان التكلس شديدا جدا وينتج عنه حدوث بعض التشوهات في الصدر أو ضغط على الأعصاب، فقد يتم التفكير في الالتدخلات الجراحية ، ولكن هذا الأمر غير شائع على الإطلاق.