ينتمي التهاب البلعوم القيحي إلى أنواع الأمراض الإلتهابية المزمنة التي تصنف بأنها ضمن الحالات الخطيرة ,والتي يمكن أن يعاني منها البالغين والأطفال على حد سواء وتحمل نفس القدر من الخطورة ولكنها أكثر شيوعا لدى الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة , وعليكي أن تنتبهي جيدا لهذا النوع من الأمراض التي ما أن تركت دون علاج فسوف تسبب مضاعفات خطيرة ,وسنقدم لكي من خلال مقالنا التالي أسباب التهاب البلعوم القيحي وطرق علاجه .
ماهو التهاب البلعوم القيحي؟
ينتج التهاب البلعوم الحاد أومايعرف بالحبيبي عن تعرض الحلق للضرر أوإصابته بالعدوى البكتيرية أو الفيروسية لذلك فإنه يصنف ضمن الأشكال الحادة من التهابات البلعوم, وفيه تفقد الخلايا الليمفاوية قدرتها على تدمير ومكافحة البكتيريا والفيروسات , وترجع تسميته بالإلتهاب القيحي إلى اختراق تلك الكائنات الحية الدقيقة المسببة للعدوى الحلق من الداخل لتتحد مع أي بقايا أطعمة في الحلق ليتشكل القيح وبالطبع سوف يصاحب ذلك مجموعة من الأعراض , وماهي الخيارات العلاجية لهذا المرض المزمن .
ما هي أعراض التهاب البلعوم القيحي؟
يمكن من خلال بعض العلامات تشخيص إصابتك ذاتيا بإلتهاب البلعوم القيحي على النحو التالي :
- استمرار حالة التهاب الحلق المزعجة التي تسبب شعورا بعدم الراحة في الحلق وقد يتفاقم الألم ليصبح أكثر سوءا خاصة عند بلع الطعام حتى عند التلفظ بالحديث العادي .
- سيطرة حالة من السعال الجاف الغير مقترن ببلغم أو السعال المصحوب بالبلغم، ويزداد خصيصا في فترات الصباح .
- من خلال التقاط مرآة صغيرة والنظر إلى عمق الفم سوف تكتشفين بروزبقع حمراء مليئة بالصديد الأبيض
- صدور رائحة كريهة عند التنفس
- حكة مثيرة في الحلق , والإحساس بالإختناق عند تناول الطعام وكأن الحلق مسدود .
- تغيرات في الصوت بأنه يتحول ليصبح أجش
- يمكن أن تتعرضي للإصابة بالحمى التي تتفاوت بين عالية الشدة ومنخفضة الشدة والتي عادة ماتحدث خلال الصباح الباكر أو في المساء، ولكن في بعض الأحيان توجد حالات لاتصاحبها أعراض الحمى .
أسباب التهاب البلعوم القيحي
تتنوع الأسباب المسئولة عن حدوث هذا النوع من التهابات القيح لتشمل :
- التهاون في علاج حالة التهاب البلعوم الحاد يمكن أن يجعل الأمر شديد الخطورة نتيجة لتطور المرض وتحوله ليصبح مزمن جراء ظهور القيح .
- يمكن أن يتسرب هذا القيح بمنتهى السهولة إلى الحلق كعرض مصاحب لإلتهاب الجيوب الأنفية المزمن , وهذا من شأنه تهيئة البيئة الملائمة لإنتشار البكتيريا والفيروسات التي تشكل المسبب الرئيسي للمرض .
- من أمثلة الفيروسات التي قد تجلب منها حالة التهاب البلعوم الحاد تضم الجديري المائي ، الأنفلونزا، الحصبة.
- إهمالك للعناية الشخصية بأسنانك من خلال عدم الإهتمام بتنظيفها صباحا عقب استيقاظك وقبل الخلود إلى الفراش يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالمرض نتيجة للبكتيريا المتراكة بمرور الوقت
- يمكن أن يتسبب أيضا النظام الغذائي الغير صحي والذي غالبا مايحتوي على دهون مشبعة تسبب ضررا على الصحة يمكن أن يسبب خللا أو ضعفا في نظامك المناعي مما يجعله لايمتلك القوة الكافية لمحاربة الأمراض ومسبباتها
- الإفراط في تناول المنبهات على المدى الطويل مثل الشاي والقهوة بالإضافة إلى المنبهات الشديدة كالكحول والسجائروالبهارات الحارة .
- التغيرات المناخية والبيئة المعيشية المليئة بالملوثات الخارجية كالغبار والدخان
- يمكن أن يكون التهاب البلعوم الحبيبي نتاجا الحساسية الغذائية والتعرض للمواد الكيميائية وحبوب اللقاح ووبر الحيوانات.
- ملامسة قطرات أو إفرازات شخص مريض.
تشخيص التهاب البلعوم الحبيبي القيحي
سيتولى طبيبك خلال اختبار الفحص الذي يقوم بإجراؤه لتشخيص المرض بتفحص منطقة الحلق لإستكشاف عما إذا كانت تحتوي على أي بثور أو جزيئات حمراء مليئة بالكثير من الصديد الأبيض ويرجع إلى ذلك سبب تسميته بالقيح الأبيض ومن الجدير بالذكر أنه إذا استمر هذا المرض لفترات طويلة وترك دون علاج على المدى الطويل , فإن السائل الموجود في القيح سيكون أحضر اللون , وعادة مايكون ذو رائحة كريهة .
علاوة على ذلك , يلجأ الطبيب إلي البحث عن أي انتفاخات أو احمرار في الحلق , وأي أعراض أخرى يشكو منها المريض كالحكة المثيرة المصحوبة بآلام أو حرقان , أو أعراض السعال الجاف أو المصحوب ببلغم سواء كان أبيض أو أخضر مع رائحة كريهة .
الطرق العلاجية لإلتهاب البلعوم القيحي
تتضمن أساليب علاج التهاب البلعوم القيحي قسمين رئيسين :
1-علاج التهاب البلعوم بالأدوية
تساعد الأدوية وخاصة مضادات الإلتهابات في تخفيف الأعراض المزعجة لإلتهاب البلعوم القيحي كما أنها تدريجيا سوف تتغلب على المرض نهائيا وتشمل تلك الأدوية التي يصفها الطبيب مايلي :
- الأدوية المضادة للالتهابات : يصف الطبيب في العادة مضادات الالتهاب الستيرويدية (الكورتيكوستيرويدات) ومن أمثلتها الأكثر شيوعا ديكساميثازون، بيتاميثازون ، بريدنيزولون، ميثيل بريدنيزولون ولكن بعض الحالات وبعض الأطباء يجدون أن مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) أكثر فاعلية لتقليل أعراض التهاب الحلق
- مسكنات الألم: يتم وصفها كنوع من تهدئة الآلام وغالبا مايوصف الباراسيتامول أو الإيبوبروفين لعلاج أعراض الحمى الشديدة والتهاب الحلق.
- الأدوية المضادة للحساسية: مضادات الهيستامين H1 مثل ديفينهيدرامين، كلورفينيرامين ، أليميمازين، بروميثازين… ولها دور فعال في تحجيم الوذمة المعبئة بالسوائل المحتبسة علاوة على تهدئة آلام الحلق وتقليل السعال.
- مثبطات السعال: يمكن للأطباء أن يصفوا التربين الكوديين، والدكستروميتورفان، والنيو كوديون، والفولكودين…
- طاردات للبلغم: تشمل N-Acetylcysteine، Bromhexine، Ambroxol، Carbocisteine.
- أدوية علاج المعدة:يتم وصفها في حالات محددة وخاصة إذا كان التهاب البلعوم ناجما عن قرحة الاثني عشر أو ارتجاع المريء، فسوف يتجه الطبيب لوصف دواء لتحييد حمض المعدة المسبب لحرقة المعدة مثل بانتوبرازول، فاموتيدين، سيميتيدين، أوميبرازول، رانيتيدين.
اقرأ أيضا خطر الإصابة بالحساسية المفرطة وكيف يتم التعامل معها؟
علاج التهاب البلعوم القيحي منزليا
ليس بالأدوية فقط فلا تعتقدين أن التعافي السريع ستحققه الأدوية وحدها بل يمكن الإستعانة ببعض الإجراءات المنزلية لتسريع علاج التهاب البلعوم وتشمل
- يمكن استعمال الغرغرة بالمحلول الملحي الفسيولوجي وهي خليط بين الماء والملح يتم استخدامه بصفة منتظمة كمنظف فعال لتجويف الفم والحلق منعا لسيطرة البكتيريا وانتشارها
- ينبغي التحقق من أن البيئة التي تعيشين فيها نظيفة وجيدة التهوية
- تضمين المصادر الغذائية التي تحتوي على فيتامين سي كالبرتقال واليوسفى والجريب فروت والكيوي في نظامك الغذائي مما يعزز من مناعتك ,وقدرة جسمك على مقاومة العدوى ويؤدي ذلك إلى التعافي بشكل أسرع .
- اجعلي النظافة عنوانك من خلال جعل نظافتك الشخصية بمثابة أسلوب لحياة صحية , وخاصة بعد الذهاب للمرحاض مع مراعاة غسل اليدين قبل تناول الطعام .
عوامل الخطر لإلتهاب البلعوم القيحي
تتضح عوامل الخطر هنا في إهمالك لحالتك الصحية وعدم علاجها فورا أو انتظار أن تتلاشى من تلقاء نفسها وهذا لم يحدث ويمكن أن يتطور إلى بروز عدة مضاعفات :
- خراج الحلق: بمجرد تكون الخراجات والبثور في حلقك لن نتعجب كثيرا من ذلك الشعور الحارق في الحلق والذي يصاحبه عدم قدرتك على البلع , وينتشر الألم أيضا إلى عضلات الفك , وقد يطرأ خفقان في الأذنين وصعوبات في التنفس
- التهاب حول اللوزتين: تتشابه أعراضها إلى حد كبير مع أعراض خراج الحلق, ولعل أكثر العلامات الدالة بروز تورم واضح على جانبي اللوزتين , مع إحمرار في الجلد لذلك يمكن توقع صعوبات في فتح الفم
- الالتهاب الرئوي : توجد احتمالية لحدوثه نتيجة لإنتشار السائل القيحي من ذلك الجزء المصاب في الحلق وصولا إلى القصبات الهوائية فيصيبها بالإلتهاب .
- سرطان البلعوم الأنفي: ينظر إليه بإعتباره من أشد مضاعفات التعاب البلعوم خطورة خاصة إذا لم تلتزمي بالكورس العلاجي , وفيه ستتكون انتفاخات مصحوبة بآلام شديدة وإحمرار في الغشاء المطاطي للحلق بالإضافة إلى أعراض السعال وبحة وفقدان الصوت مع صعوبات في القدرة الطبيعة للبلع ,وفي بعض الأحيان يكون مهددا لحياة المريض .
- مضاعفات أخرى: تضم مجموعة من الإلتهابات التهاب الأذن الوسطى، التهاب الجيوب الأنفية، التهاب كبيبات الكلى، الروماتيزم، ، التهاب الدم.