عند معاناة بعض الأطفال من أزمة التهاب الغدد اللعابية، فيجب على الوالدين معرفة أن هذه العدوي بكتيرية تحدث الإصابة بها نتيجة التعرض لبعض العوامل والمسببات وفي حالة عدم التعامل معها بشكل سليم وصحي، فمن الممكن أن ينتج عنها العديد من المضاعفات الصحية التي تؤثر بشكل كبير على نوعية حياة الأطفال. لهذا الأمر سنتحدث اليوم بشكل مُفسر على أزمة التهاب الغدد اللعابية عند الأطفال وكيف نستطيع التعامل معها بشكل مثالي داخل المنزل؟.
التهاب الغدد اللعابية
عند الحديث عن التهاب الغدد اللعابية، فكما ذكرنا من قبل أنها عبارة عن عدوى بكتيرية تصيب منطقة الغدد اللعابية حيث تشمل هذه الغدد النكفية المتواجدة تحت اللسان وتحت الفك، فالجدير بالذكر أن هذه النوعية من الالتهابات شائعة بصورة كبيرة خاصة عند الأطفال.
يجب علينا معرفة أن مسار التهاب الغدد اللعابية يشمل الآتي:
- التهاب الغدد اللعابية الحاد: يستمر عادة لمدة 1-2 أسابيع.
- التهاب الغدد اللعابية المزمن: يستمر في الغالب من بضعة أسابيع إلى عدة أشهر.
- التهاب الغدد اللعابية المتكرر: هذه الحالة المرضية تحدث مرارا وتكرارا.
أهم العوامل التي تجعل الأطفال عرضة لالتهاب الغدد اللعابية
أولا: العوامل المتعلقة بالطفل
- فيما يتعلق بالأطفال من سن 12 شهرا إلى 6 سنوات، فهم معرضون لمخاطر الإصابة بالفيروسات بشكل عام، والنكاف بشكل خاص والذي يعد أمر شائع عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الـ 5-9 سنوات
- الأطفال الذين لم يتم تطعيمهم ضد الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية.
- التهاب الغدد اللعابية المناعية الذاتية والذي يعد أمر شائع عند الفتيات في سن البلوغ.
- يظهر التهاب الغدد اللعابية المتكرر بشكل رئيسي عند الأولاد الذين تتراوح أعمارهم بين 1-16 عاما.
- الاتصال الوثيق مع طفل مصاب بالنكاف.
- سوء نظافة الفم.
- الأطفال الذين يعانون من الجفاف.
- الأطفال المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز أو الأمراض المصاحبة
ثانيا: العوامل البيئية
- تغيرات الطقس.
- التلوث البيئي.
- الأنماط الغذائية السيئة والغير صحية.
- المنازل الضيقة وذات الرطوبة المرتفعة.
علامات للتعرف على الطفل المصاب بالتهاب الغدد اللعابية
تشمل العلامات التي تساعد الوالدان في التعرف على الطفل المصاب بالتهاب الغدد اللعابية ما يلي:
- الحمى وارتفاع درجة الحرارة.
- ظهور بعض الأعراض التي تشبه أعراض الإنفلونزا.
- انخفاض حاسة التذوق.
- صعوبة في فتح الفم.
- ألم في زوايا الفك.
- جفاف الفم.
- صعوبة في البلع.
- ظهور بعض التورمات الحمراء في زوايا الفك أو تحت الفك على جانب أو جانبين من الفم إذا كانت المسببات بكتيرية أما إذا كان فيروسا مثل النكاف، فتحدث المعاناة من الألم والتورمات على جانب واحد خلف الأذن ومن ثم أن يمتد الإنتشار للجانب الآخر.
رعاية الأطفال المصابين بالتهاب الغدد اللعابية في المنزل
بوجه عام، يجب علينا تعلم طرق الرعاية داخل المنزل لطفل مصاب بالتهاب الغدد اللعابية، فالجدير بالذكر أنها تتضمن بعض الخطوات والمعايير التي تتمثل في الآتي:
- محاولة العمل على تقليل الحمى والألم من خلال طرق خفض الحرارة المعتادة.
- إذا كان الطفل يعاني من حمى ≥ 38.5 درجة مئوية أو يعاني من الآلام الكثيرة، فيجب أعطاء الطفل دواء خافض للحرارة على النحو الذي يحدده الطبيب المتابع لحالته المرضية.
- العمل وبشكل جاد دائما على مراعاة نظافة الأنف والفم.
- الإلتزام بشكل دوري بروتين تنظيف غرف الأطفال وألعابهم وتعقيم أدوات تناولهم للطعام بشكل خاص وذو عناية مكثفة.
- يحتاج مقدمو الرعاية والمقصود بهم هنا الوالدان إلى القيام بغسل أيديهم جيدا قبل وبعد العناية بأطفالهم. إلى جانب ضرورة إيلاء إهتمام خاصة بخطوات إعداد الطعام.
أطعمة يجب على الأطفال المصابون بالتهاب الغدد اللعابية الإلتزام بتناولها
من الواجب عليكِ عزيزتي الـأم أن تعلمي بأهمية نظام تغذية طفلك في هذه الأوقات والذي يتطلب المزيد من الحرص حيث ينصح بأن يكون الطعام ذو فائدة وقمية غذائية عالية، بالإضافة إلى طبيعته اللينة أو السائلة لسهولة البلع وتجنب المضغ ومن ثم تيسير عملية الهضم.
عند حدوث المعاناة من النكاف، فمن الواجب علينا ترك الطفل يستريح في المنزل لمدة 5-7 أيام، وتجنب إجباره على ممارسة أي تمارين رياضية أو مجهود بدني شاق يصيب بالكثير من التعب والإرهاق. إلى جانب أهمية إطعام الأطفال حسب احتياجاتهم حيث ينصح بضرورة تقسيم الوجبات على مدار اليوم وتصبح كمية كل وجبة أقل من المعتاد، والبعد تماما عن تناول المقليات وجميع الأطعمة الجاهزة أو المصنعة أو ذات النكهات والألوان الصناعية الضارة.
في النهاية يمكننا القول، أن جميع حالات الأطفال المصابين بالتهاب الغدد اللعابية لا تحتاج إلى تلقي العلاج في المستشفى حيث يمكن علاج البعض في داخل المنزل وخاصة إذا كان الالتهاب خفيفا.
بالرغم من ذلك، قد يحتاج بعض الآباء إلى اصطحاب أطفالهم إلى الطبيب عندما يكون لديهم بعض العلامات والأعراض المرضية مثل ارتفاع في درجة الحرارة، وصعوبة في التنفس أو البلع، والبكاء الشديد حيث يصبح الطفل صعب الإرضاء كثيرا، وتخطي وجبات تناول الطعام، والتقيؤ المستمر، والدخول في نوبات خمول وعدم الرغبة في الإستيقاظ.