تعاني العين من المشاكل الكثيرة بسبب حساسيتها تجاه العديد من العوامل والمتغيرات المحيطة. الجدير بالذكر أن من أهم هذه الأزمات هي المعاناة من التهاب الكيس الدمعي، فهو يعد مرض شائع إلى حد ما، وعادة ما يحدث بسبب الانسداد في القناة الدمعية. فيجب العلم أن هذه الحالة تسبب الكثير من مشاعر عدم الراحة والدموع الطبيعية وتقلل من القدرة على العمل لدى من يصاب بها. لذا قررنا اليوم أن نتعرف على أهم الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتهاب الكيس الدمعي وكيف نستطيع العمل على علاجها بصورة صحية سليمة.
ما هي أسباب التهاب الكيس الدمعي؟
تتواجد القناة الدمعية في زاوية العين بالقرب من الأنف، وعند إصابة هذا الجزء بأي نوع من أنواع العدوى، فسوف يؤدي هذا الأمر إلى حدوث انسداد في المسار الدمعي، فعند حدوث هذا الانسداد لن يتم تصريف الدموع أسفل الأنف ولكن تظل راكدة في الكيس الدمعي، مما ينتج عن هذا عدم تدفق الدموع بصورة طبيعية وعدم وضوح العينين.
تحدث الإصابة بهذه الحالة المرضية بسبب الشكوى من التهاب السير الدمعي حيث تعد هذه الحالة شائعة عند الرضع والبالغين الذين تزيد أعمارهم عن الـ 40 عاما. فالجدير بالذكر أن هذا المرض يكون حادا في البداية ومن الممكن أيضا أن يتطور بشكل مزمن إذا لم يتم علاجه بشكل نهائي، فمن الهام معرفة أن البكتيريا التي تسبب الالتهاب هي أساسا المكورات العنقودية الذهبية والمكورات العقدية الانحلالية.
بوجه عام وعند الشكوى من التهاب الكيس الدمعي الحاد، فسوف يعاني المريض من تمزق وتورم واحمرار ووجع في منطقة الكيس الدمعي، وقد يكون هناك إفرازات في العين ومع الحالات الأكثر شدة قد فمن الوارد أن يظهر خراج الكيس الدمعي أما عن المرحلة المتأخرة فقد يعاني المصاب من القيح يرافقه الحمى، والتعب، واعتلال العقد اللمفية أمام الأذنين.
يمكننا القول بأن الالتهاب الدمعي المزمن يظهر مع حالة من التمزق المتكرر وإفرازات العين الواضحة حيث تبدو منطقة الكيس الدمعي في شكلها الكتلى المنتفخ، وتقوم بالضغط مع تدفق القيح المخاطي على الزاوية الداخلية للعين .
ما هي أهم الإجراءات الصحية التي تعمل على علاج التهاب الكيس الدمعي؟
مع بداية ظهور أعراض التهاب الكيس الدمعي، من الضروري وبشكل فوري أن يتم الذهاب لرؤية الطبيب أخصائي العيون وهذا للحصول على الإرشادات العلاجية المبكرة. فيجب العلم أنه اعتمادا على حالة المرض سوف يتم الحصول على العلاج المناسب.
العلاج الشائع للالتهاب الدمعي الحاد هو القيام بإستخدام قطرات العين من نوعية المضادات الحيوية أو اللجوء إلى المضادات الحيوية الجهازية. بالإضافة إلى ذلك، فإذا كان المريض يعاني من الألم والتورم، فقد يقوم الطبيب بوصف بعض مسكنات الألم لتحسن الآلام العرضية والتي يتم المعاناة من في هذه الأوقات.
ولكن قبل اللجوء إلى إستخدام أن منتجات علاجية، فمن الضروري أن نتعرف على مسببات هذه الحالة المرضية لكي يتم وصف المضادات والأدوية طبقا لحالة المريض التشخيصية السليمة وهذا للحصول على أفضل النتائج من حيث الشفاء السليم والسريع.
في حالة عدم إمكانية استخدام بعض الأنواع من المضادات الحيوية الموضوعية، فقد يقوم الطبيب بوصف بعض المضادات الحيوية العينية والجهازية واسعة الطيف والتأثير.
إقرأ أيضا: هل تسبب مستحضرات التجميل إصابة العين بالجفاف؟
كيف نقوم بعلاج التهاب الكيس الدمعي الحاد؟
أثناء القيام بعلاج هذه الحالة المرضية وهي في وضعها الحاد، فيمكننا أن نقوم بإستخدام قطرات العين من نوعية المضادات الحيوية الموضعية مثل موكسيفلوكساسين على أن تكون بمعدل من 6-8 مرات في اليوم. الجدير بالذكر أنه من الممكن أن يتم إستبدال هذا النوع ببعض المضادات الحيوية مثل الـ غاتيفلوكساسين، والليفوفلوكساسين أو بالمضادات الحيوية الجهازية مثل سيفوروكسيم، أو أموكسيسيلين + كلافولانات.
يجب أن تكون مدة تناول المضادات الحيوية تتراوح من 7-10 أيام حيث يكون هذا على حسب درجة استجابة المضادات الحيوية ودرجة العدوى الحادة. من الضروري ملاحظة أن المضادات الحيوية المستخدمة في الأطفال تختلف عن البالغي ، سواء كان هذا الأمر في فئة المضادات الحيوية أو في الجرعة التي يتم تناولها. لذلك، فمن الضروري أن يتم اتباع وصفة الطبيب في هذا الأمر.
بالإضافة إلى ذلك، فمن الضروري أن يتم الجمع بين علاج هذا المرض مع بعض التدابير الأخرى المعنية بإزالة القيح الدمعي إلى جانب استخدام مسكنات الآلام.
كيف نستطيع أن نقوم بعلاج التهاب الكيس الدمعي المزمن؟
عند ظهور هذه الحالة المرضية في صورتها المزمنة، فسوف يتم اللجوء إلى بعض الخطوات العلاجية التي تتمثل في جعل الممر الدمعي إلى الأنف بمضخة قناة عرفية أو بممر للكيس الدمعي. فمن الهام معرفة أنه بمجرد استخدام هذه الطريقة سوف تحدث حالة من التحسن ولكن إذا ظلت هذه الحالة المرضية، فمن الضروري أن يتم العمل على إزالة الكيس الدمعي لاستبعاد الشكوى المزمنة منه تماما.
من الشائع جدا حدوث تكرار لحالة التهاب الكيس الدمعي، وبالأخص إذا لم يتم حل الانسداد. لذا فيمكننا القول بأن العلاج الأمثل هنا هو التدخل الجراحي لإنشاء مسار جديد يساعد المريض في التوقف عن المعاناة من التمزق والالتهاب ومخاط القيح في الكيس الدمعي.
بالنسبة للرضع والأطفال الصغار، فإن الإجراء الأول والأبسط هو تقويم المنطقة بالكيس الدمعي، فعندما يكون من الضروري الجمع بين قطرات العين المضادات الحيوية. يجب أن تكون طريقة ضبط المنطقة الدمعية ثابتة وماهرة للغاية لتكون فعالة ولا تسبب ضررا بسبب التأثير البدني.
إذا لم تنجح هذه الطريقة العلاجية مع الأطفال، فمن الضروري أن يتم اللجوء إلى المضخة للعمل على إزالة الدموع أسفل الأنف حيث يجب العلم أن أفضل مرحلة عمرية لإتمام هذا النظام العلاجي هو عمر الأطفال من 4-5 سنوات.
في حالة تقدم الطفل في العمر مع المعاناة من هذه الحالة المرضية، فيوصى بضرورةأخذ الطفل إلى أخصائي عيون حتى يتمكن الطبيب من تحديد السبب الدقيق لهذا الوضع المرضي. فمن الضروري علينا معرفة أنه كلما أسرعنا في عملية علاج حالات الانسداد، كلما إستطعنا إحتواء المرض ومنع تقدمه والإصابة به بصورة حادة مزمنة ومتكررة.