في بعض الأحيان قد تطرأ بعض الحالات النسائية التي تندرج ضمن أنواع التشوهات الخلقية والتي تحدث تحديدا في منطقة الرحم ,ويتم تصنيفها بأنها أكثر تشوهات الرحم شيوعا ويمكن الإستدلال عليه بدون معرفة مسبقة عن غير قصد أثناء إجراء فحص التصوير بالموجات الصوتية وبعض النساء لايعرفون إلا أثناء فحص ماقبل الولادة أنهم يمتلكون رحما ذو قرنين وسنقدم لكي من خلال مقالنا التالي كل مايهمك من معلومات تفصيلية عن الرحم ذو القرنين أثناء الحمل .
الرحم ذو القرنين أثناء الحمل
قد لاتعرفين أن لديكي نوع من التشوهات الخلقية في رحمك تم تشخيصه بالرحم ذو القرنين ويبدو أن وقع الإسم يبدو غريبا لأول وهلة إلا أن اختبار الفحص سيخبرك بالكثير الذي لم تعرفينه من قبل. والآن سيكون أول مايشغل تفكيرك حول مدى تأثير هذا التشوه على خصوبة النساء وحتى إذا حدث حمل في ظل وجود رحم ذو قرنين هل يمكن أن تمر الولادة طبيعية دون مواجهة المرأة أي مشكلات ؟ دعينا نجيب على تلك الأسئلة التي طرحها
ما هو الرحم ذو القرنين؟
يتخذ الرحم ذو القرنين شكل قلب لذلك فإنه يعرف أيضا بإسم الرحم على شكل قلب (Bicornuate Uterus) وهو أحد المصطلحات العلمية التي تنتمي إلى أصول لاتينية وترجع سبب تسميته بهذا الإسم إلى تلك النتواءات التي تشبه القرن وتتواجد على كل جانب من جانبي الرحم بينما يوجد حاجز بينهما داخل الرحم
الأسباب المحتملة للرحم ذو القرنين
بما أن الرحم ذو القرنين نوع من العيوب الخلقية فهو لايشكل مرضا ما تصاب به المرأة خلال مراحل حياتها لكنه يصاحبها منذ ولادتها وبما أنه يصف تشوه في الرحم فتلك دلالة على وجود خلل في عملية اندماج قناتين للكلية الجنينية المجاورة والتي تعرف باسم قنوات مولر خلال عملية تطور الجنين حيث أنه من الطبيعي أن يحدث الإندماج على أكمل وجه أما في الحالات التي يحدث فيها عدم إكتمال للإندماج بين القناتين فسوف تنتج تشوهات رحمية على هيئة قلب وتكون أشد كثيرا عند مقارنتها بالرحم المزدوج .
نتيجة اقتران تلك العيوب الرحمية بصغر حجم الرحم وسعته فإنه يمكن أن يصاحب ذلك عدد من المضاعفات من أكثرها شيوعا الولادة المبكرة، تمزق الأغشية المبكر، انخفاض وزن الجنين عند الولادة، وجود الجنين في وضعية غير طبيعية ومع الأسف حتى يومنا هذا لاتوجد طريقة طبية للوقاية من العيوب الخلقية.
أعراض الرحم ذو القرنين
أشارت العديد من الدراسات إلى أن نسبة تم تقديرها بحوالي 3% من النساء يعانين من تشوهات رحمية ومن أمثلتها التشوهات في حجم الرحم أو طبيعة بنيته الشكلية .
من الجدير بالذكر أن تعرفي أن الإجراءات التشخيصية التي يقوم الطبيب بإجرائها يمكن أن تكشف الأمراض النسائية في الأعضاء التناسلية ومن بينها تلك الحالات الناجمة عن تشوهات خلقية والتي يحددها اختبار فحص أمراض النساء أو فحوصات الحمل ويجب الإشارة إلى أن معظم النساء اللاتي يعانين من الرحم ذو القرنين لاتظهر عليهن أي أعراض دالة على المعاناة من أي نوع من أنواع التشوه على الرغم من وجود بعض الحالات الإستثنائية المتعلقة بظهور بعض الأعراض لدى عدد قليل من النساء وتتمثل في :
- آلام حادة في البطن مع شعور بالإنزعاج وعدم الراحة خلال أيام الإباضة
- ظهور نزيف مهبلي غزير وغير طبيعي
- آلام شديدة خلال دورات الحيض
- آلام حارقة وتورمات أثناء ممارسة العلاقة الجنسية
- في بعض الأحيان قد تواجه المرأة حالات متعددة ومتكررة من الإجهاض.
في حالة ظهور أيا من الأعراض التالية أو أي أعراض أخرى لم يتم ذكرها من الضروري التوجه إلى الطبيب فورا من أجل التشخيص ووصف العلاج المناسب
اقرأ أيضا كل مايهمك من معلومات حول الرحم المقلوب
أساليب تشخيص الرحم ذو القرنين
في البداية سوف يلجأ الطبيب إلى إجراء فحصا سريريا شاملا ثم ينتقل بعد ذلك لتحديد فحوصات واختبارات من أجل تشخيص أكثر دقة:
- فحص الحوض
- الموجات فوق الصوتية
- التصوير بالرنين المغناطيسي (مري)
- تصوير الرحم والبوق (HSG): هو إجراء يقوم به الطبيب للحصول على صورة مقربة أو أشعة سينية للأعضاء الداخلية للرحم وقناتي فالوب ويتم ذلك لاحقا بعد القيام بحقن صبغة خاصة كخطوة أولية. وتمثل تقنية طبية غير جراحية يستند إليها الأطباء في سبيل تقييم الحالة تقييما دقيقا مما يساهم في تقديم العلاج الأنسب .
- منظار الرحم: هي طريقة فعالة في التشخيص من أجل تقييم الحالة الصحية للرحم بشكل جيد مما يشكل الأساس الذي يبنى عليه وصف العلاج المناسب، بالإضافة إلى علاج مشاكل النزيف غير الطبيعي ومضاعفاته في حال تواجدها
مخاطر حدوث مضاعفات الحمل بالرحم ذو القرنين أثناء الحمل
يمكن أن ينتج عن تشوه الرحم ذو القرنين أثناء الحمل المضاعفات التالية أثناء الحمل :
- الإجهاض البسيط
- بطء نمو الجنين
- الولادة المبكرة
توجد بعض الإحتمالات بشأن تعرض النساء في المراحل الأخيرة من الحمل لمخاطر الإجهاض وليست المرأة الحامل وحدها من تتعرض لمضاعفات جراء ذلك العيب الخلقي بل يتأثر الجنين أيضا بمخاطر تأخر النمو أو الولادة المبكرة نتيجة صغر حجم الرحم وسعته بما لايكفي لإستيعاب الطفل ومن العوامل التي تشكل أسباب تلك المضاعفات مايحدث من تقلصات الرحم غير الطبيعية أو المظهرغير الطبيعي للرحم، وبالتالي سوف ينعكس ذلك على انخفاض قدرة الرحم على إيصال العناصر الغذائية للجنين أو عدم ملائمة موضع التصاق المشيمة في الرحم
يمثل معدل الإجهاض عند النساء الحوامل ذوات الرحم على شكل قلب حوالي 1.8 – 37.6٪ من حالات الإجهاض ، بينما يمثل خطر الولادة المبكرة 15 – 20٪.
أظهرت إحدى الدراسات أن النساء الحوامل اللاتي لديهن رحم على شكل قلب أكثر عرضة لإنجاب طفل مصاب بعيوب خلقية أربع مرات أكثر من النساء ذوات الرحم الطبيعي. ومع ذلك، لا تقلقي كثيرًا إذا كان لديك رحم ذو قرنين، لأن هناك العديد من الحالات التي أنجبت فيها النساء المصابات بهذا النوع من الرحم أطفالًا أصحاء.
طرق علاج الرحم ذو القرنين
إذا كان اتفاقك مع شريك حياتك يتضمن عدم إنجاب أطفال فلن تتأثر حالتك بوجود رحم ذو قرنين ولاتوجد حاجة للعلاج أو الجراحة أما في حالة التخطيط للحمل أو تكرار حالات فقدانك لأجنة متلاحقة عن طريق الإجهاض وعندئذ سوف يصف الطبيب إجراء جراحي لإعادة بناء الرحم مع مراعاة اتخاذ احتياطات ضرورية بعد الجراحة تتمثل في الانتظار حوالي ثلاثة أشهر لحين حدوث الحمل. مما يقلل من خطر إصابة المرأة الحامل بتمزق الرحم أثناء المخاض، وبالتالي درء أي مضاعفات على صحة الأم والطفل .
نصيحتنا لكي في حال امتلاكك لرحم ذو قرنين أن تحرصي على المتابعة الطبية الدقيقة من قبل الطبيب من أجل حمل صحي حيث يفيد الفحص الدوري بشكل منتظم في تقليل معدلات المخاطر على صحة الجنين و تعد حقن البروجسترون من الخيارات العلاجية الفعالة التي يلجأ الطبيب لوصفها ففي العادة يصف الأطباء حقن البروجسترون بداية من الأسابيع الأولى من الحمل، ثم تستمر حتى 36 أسبوعًا من الحمل.
تتمثل الفوائد التي تجلبها حقن البروجسترون في زيادة سماكة جدار الرحم أو بطانة الرحم، مما يزيد من قدرة رحم الأم الحامل على الحفاظ على الطفل لأطول فترة ممكنة. ويمكن إتباع تلك الطريقة للتقليل من خطر الولادة المبكرة بشكل جزئي