يعد مرض الطاعون أحد الأمراض الخطيرة المعدية التي تسببه البكتيريا. فيجب العلم أن هذا المرض يمكن أن يصاحبه بعض الأعراض الحادة والقوية حتى قد يصل الأمر إلى حدوث الإصابة بالوفاة وبالأخص إذا لم يتم علاج هذا المرض بشكل فوري وسريع. لذا هيا نتعرف من خلال سطورنا التالية عن ما هو مرض الطاعون؟ وما هي أعراض وأسباب الإصابة به؟ وما هي طرق العلاج المناسبة له؟
ما هو مرض الطاعون؟
الطاعون هو عدوى خطيرة تسببها بكتيريا الطاعون المسماه بـ (يرسينيا الطاعونية) والتي تنتشر في بعض مجموعات من القوارض الصغيرة مثل الفئران، والتي توجد بشكل شائع في المناطق الريفية وشبه الريفية في إفريقيا وآسيا والولايات المتحدة.
الجدير بالذكر أن هذا النوع من البكتيريا ينتقل إلى البشر عن طريق لدغات البراغيث التي تطفلت على القوارض المصابة، أو عن طريق الاتصال البشري بالحيوانات المصابة.
يجب العلم أن مرض الطاعون كان يعرف في العصور الوسطى باسم “الموت الأسود” حيث كان يصيب أقل من 5000 مريض سنويا في جميع أنحاء العالم. فكما ذكرنا من قبل أن الطاعون قد يكون من الأمراض المميتة إذا لم يعالج على الفور بالمضادات الحيوية.
بوجه عام يمكن أن يتسبب الشكل الأكثر شيوعا من الطاعون في حدوث تورم بالغدد الليمفاوية والشعور بآلامها في مناطق الفخذ أو الإبطين أو الرقبة. بالإضافة إلى أن أندر وأخطر أشكال المرض هو الذي يصيب الرئتين، والذي يمكن أن ينتشر من شخص لآخر عن طريق السعال أو العطس.
ما هي أعراض الإصابة بمرض الطاعون؟
من الهام جدا معرفة أن الطاعون ينقسم إلى 3 أنواع رئيسية ألا وهما الدبلي والإنتان والأشكال الرئوية. الجدير بالذكر أن كل نوع له بعض العلامات والأعراض حسب نوع المرض والتي تتمثل فيما يلي:
أولا: الطاعون الدبلي
يعد هذا هو النوع الأكثر شيوعا من الأمراض، والذي يتميز بتضخم الغدد الليمفاوية. فيجب العلم أنه عادة ما يتطور اعتلال العقد اللمفية في الأسبوع الأول بعد الإصابة في مواقع مثل الفخذ والإبطين والرقبة.
يتسبب الطاعون الدبلي أيضا في حدوث الإصابة بالتهاب اللوزتين واللحمية والطحال والغدة الصعترية. بالإضافة لذلك فقد تشمل الأعراض الأخرى الحمى والقشعريرة المفاجئة والصداع والتعب والشعور بالضيق وآلام العضلات.
ثانيا: طاعون الإنتان
يحدث هذا النوع من المرض عندما تتكاثر بكتيريا الطاعون وتنمو في داخل الدم حيث أنه من أهم الأعراض الشائعة لهذه الحالة المرضية هي الشعور بالحمى والقشعريرة وضعف الصحة وآلام البطن والإسهال والقيء والنزيف من الفم والأنف ونزيف المستقيم ونزيف تحت الجلد والصدمة وموت الأنسجة ونخر الأطراف خاصة أصابع اليدين والقدمين والأنف.
ثالثا: الطاعون الرئوي
تحدث الإصابة بالطاعون الرئوي عندما تدخل البكتيريا إلى الرئتين وتسبب الالتهاب الرئوي الجدير بالذكر ان هذه الحالة المرضية تعد هي الأقل شيوعا ولكنها الأكثر فتكا وخطورة حيث يمكن أن تكون عاملا إرهابيا بيولوجيا بسبب إنتشارها من شخص لآخر عن طريق القطيرات.
يجب معرفة أن العلامات والأعراض قد تبدأ بالظهور في غضون ساعات من الإصابةحيث يتمثل ذلك في السعال، والبلغم الدموي، وضيق التنفس، والغثيان، والقيء، والحمى الشديدة، والصداع والضعف، وضيق الصدر الرئوي الذي يتطور بشكل سريع جدا ويمكن أن يسبب فشل في الجهاز التنفسي والصدمة في غضون يومين من حدوث الإصابة.
ما هي أهم الأسباب التي تؤدي لحدوث الإصابة بالطاعون؟
توجد العديد من الطرق التي تؤدي إلى حدوث الإصابة بمرض الطاعون ودخول البكتيريا المسببة له إلى جسم الإنسان حيث تتمثل في الآتي:
- تدخل بكتيريا يرسينيا بيستيس المسببة للطاعون جسم الإنسان من خلال لدغات البراغيث والقمل الذي كان يتواجد على جسم الحيوانات المصابة مثل الفئران.
- يمكن لهذا النوع من البكتيريا أيضا دخول الجسم عند تلف مناطق الجلد والجروح المفتوحة والغشاء المخاطي البلعومي والملتحمة العينية، وهذا من خلال الاتصال المباشر مع دم الحيوانات المصابة. إلى جانب هذا فيمكن أن تصاب الكلاب والقطط المنزلية بالطاعون من خلال لدغات البراغيث أو عن طريق تناول القوارض المصابة.
- يمكن أن تدخل بكتيريا مرض الطاعون إلى الجسم وتؤثر على الرئتين من خلال بعض القطرات الصغيرة من اللعاب المنبعثة من الجهاز التنفسي عند السعال والعطس لبعض الحيوانات المصابة.
كيف يتم تشخيص وعلاج مرض الطاعون؟
يقوم الأطباء بتشخيص مرض الطاعون عن طريق استخدام المعلومات التي تم جمعها من خلال اختبار بكتيريا اليرسينيا الطاعونية في العينات المأخوذة من دم المصاب والرئتين.
في حالة تأكد حدوث الإصابة بهذه الحالة المرضية فيجب على الفور الذهاب إلى أقرب منشأة طبية والدخول لتلقي العلاج وتناول المضادات الحيوية القوية التي تتمثل في الآتي:
- الجنتاميسين
- دوكسيسيكلين
- سيبروفلوكساسين
- ليفوفلوكساسين
كيف تتم الوقاية من مرض الطاعون؟
يجب العلم أنه إلى وقتنا يعمل العلماء جاهدين على تقديم أفضل لقاح ويكون فعال للوقاية من مرض الطاعون، ولكن لحين هذه اللحظة يجب علينا إتباع بعض الإجراءات الوقائية التي تتمثل فيما يلي:
- المحافظة على المنزل من دخول القوارض والعمل على تنظيفة بشكل دائم من الأشياء القديمة والصخور والحطب والقمامة.
- عدم ترك طعام الحيوانات الأليفة في المناطق التي يمكن للقوارض أن تصل إليها وتخترقها بكل سهولة.
- العمل على تنظيف الحيوانات الأليفة بانتظام لتجنب تواجد البراغيث بها.
- القيام بإرتداء القفازات عند ملامسة الحيوانات التي يحتمل أن تكون مصابة بالطاعون لمنع البكتيريا من الانتشار إلى البشر.
- القيام بإستخدام طارد الحشرات في أماكن تواجد الحشرات وعندما يلزم الأمر.