يستحوذ حب القطط على كثير من قلوب البشر، مما يدفعهم هذا الأمر نحو القيام باقتنائهم وتربيتهم داخل المنزل، ومن هنا تحدث العديد من المغامرات والأحداث التي تحمل بين ثناياها الكثير من المرح والسعادة وعلى الجانب الآخر تحدث حالة من الخدوش والتعرض للإصابات ببعض المشاكل الصحية نتيجة العدوي التي من الوارد أن تصيب الجسم نتيجة التعرض لهذه الخدوشات. لذا وبشكل عام سنقوم اليوم بطرح موضوع العدوى التي قد تصيب الجسم نتيجة التعرض لخدوش القطط وكيف يمكننا أن نقوم بالتعامل معها بشكل طبي سليم لتجنب حدوث أي من التداعيات والمضاعفات الصحية؟.
ما هي العدوى التي تسببها خدوش القطط؟
عند حدوث الإصابة بهذا النوع من العدوى، فيجب معرفة أن السبب الأساسي المؤدي لذلك هو تواجد الجراثيم في مخالب القط مما ينتج عن هذا الأمر إنتقال العدوى وإنتشارها إلى العقدة الليمفاوية. الجدير بالذكر أن الأمراض التي تسببها خدوش القطط تعد نادرة جدا، وتحدث معظمها بين أوائل الخريف أو منتصف الشتاء.
من الهام علينا معرفة أن الغدد الليمفاوية هي عبارة عن كتل من الأنسجة التي تنتمي إلى جزء من جهاز المناعة في الجسم والتي لها تأثير ضروري في مكافحة العدوى.
ما هي أعراض الاصابة بعدوى خدوش القطط؟
بشكل عام تظهر أعراض الاصابة بعدوى خدوش القطط عادة بعد أيام قليلة من خدش القط لصاحبه. ففي بداية الأمر يظهر نتوءا يتكون في الجرح غير مصحوب بالقيح. وبعد مرور فترة زمنية تتراوح من أسبوع إلى ثلاثة أسابيع، تبدأ الغدد الليمفاوية بالقرب من الورم في الانتفاخ حيث يشير التورم في هذه الخدوش إلى زيادة عدد خلايا الدم البيضاء (الخلايا التي تقاوم العدوى) والبدء في محاربة الجراثيم.
من الوارد هنا أن تظهر الحمى المنخفضة التي قد يصاحبها بعض من الإرهاق والصداع وعدم القدرة على مواجهة روتين الحياة والأنشطة اليومية. إلى جانب هذا فقد تكون هناك أعراض وعلامات أخرى غير مذكورة يتم التعرف عليها عند حدوث الإصابة وحسب طبيعة كل جسم مقاوم لهذه العدوى.
إقرأ أيضا: اكتشفي حقيقة مخاطر تربية القطط على صحة حملك
متي يجب علينا اللجوء إلى الطبيب؟
في الغالب وعند حدوث الإصابة بالخدوش من هذا النوع، فسوف تعود بعض الغدد الليمفاوية المتورمة إلى طبيعتها وهذا من أنواع العدوى الخفيفة حيث يمكن أن تلتئم من تلقاء نفسها. ومع ذلك، فمن المستحسن الاتصال بالطبيب عند الشعور بالقلق أو إذا كانت الغدد الليمفاوية على الحالات الصحية المرضية التالية:
- ظهور بعض البؤر الإلتهابية.
- زيادة هذه البؤر بصورة كبيرة حيث من الوارداستمرارها من أسبوعين إلى أربعة أسابيع
- الشعور بالتيبس أو عدم المرونة في مناطق الخدش.
- الشعور بالحمى المستمرة، والتعرق الليلي، أو فقدان الوزن غير المبرر.
- ظهور بعض العلامات الحمراء بالقرب من خدوش القط.
ما هي مسببات حدوث العدوى الناجمة عن خدوش القطط ؟
يجب معرفة إن سبب حدوث هذا النوع من العدوى هو الإصابة بجرثومة تسمى (بارتونيلا هينسيلاي). فالجدير بالذكر أن معظم القطط المنزلية تحمل هذه الجرثومة ولكن نادرا ما تظهر عليها أعراض العدوى.
ما هي الطرق المستخدمة لعلاج العدوى الناجمة عن خدوش القطط؟
في معظم الحالات الخفيفة، تحدث حالة من شفاء الجهاز المناعة من هذه العدوى في الجسم بدون تناول أي أنواع من الأدوية. أما إذا كان الجهاز المناعي للجسم لا يعمل بشكل جيد، فقد يقوم الطبيب بوصف أنماط العلاج الذي يتم فيه الإستعانة بالمضادات الحيوية لمدة أسبوع إلى أسبوعين ومن هنا سيتم القضاء على المرض تماما.
يجب العلم أن الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة مثل المرضى المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية أو الإيدز، فإنهم معرضون لحدوث تطور في هذه الحالة المرضية إلى عدوى خطيرة تتطلب العلاج الفعال شاملا للمضادات الحيوية.
بوجه عام، تعد الراحة مع هذه النوعية المرضية هي أفضل طريقة حتى يصبح الجسم خاليا من الحمى ويتعافى. فالجدير بالذكر أنه لا يلزم اتباع نظام غذائي خاص لهذا المرض، ولكن يجب العمل على شرب الكثير من السوائل خلال فترة الحمى إلى جانب القيام بتناول مسكنات الألم للعمل على تخفيف أي أعراض مرضية مزعجة.
ما هي أنماط الحياة الصحية التي تساعد على الحد من تطور عدوى خدش القطط؟
عند قيامنا بالعمل على إتباع بعض أنماط الحياة الصحية، فيجب العلم أن هذا الأمر سوف يترتب علية الحد من تطور المرض. الجدير بالذكر أن هذه الأنماط تتمثل فيما يلي:
- الإستراحة لوقت كافي حتى تختفي الحمى ويستعيد الجسم الطاقة.
- تناول المضادات الحيوية على النحو الذي يحدده الطبيب حتى يتم الشفاء من هذه الحالة المرضية.
- مراقبة حالة خدوش القط وعلامات العدوى.
- تجنب التفاعل مع الحيوانات البرية، وتعليم الأطفال الصغار كيفية الابتعاد عنها قدر الإمكان.
- العمل على تقليم الأظافر التي تتواجد داخل المنزل، والإهتمام بنظافتهم ورعايتهم بشكل مثالي.
في الختام يجب علينا معرفة أنه لا توجد حاجة لعزل الأشخاص الذين خدشتهم القطط لأن هذا المرض لا ينتشر. ولكن بوجه عام ينصح دائما بضرورة العمل على استشارة الطبيب تجاه هذه الحالة المرضية وهذا للحصول على أفضل إجابة وطريقة تعامل صحية سليمة مع هذا الوضع الذي عند تطوره ينتج عنه العديد من المشكلات ونحن في غنى عن هذا الأمر.