مما لا شك فيه أن النظام الغذائي الصحي يلعب دورا مهما في إدارة الصحة العامة وتقليل مخاطر حدوث المضاعفات للأشخاص المصابين بالعديد من الحالات المرضية والمتلازمات وعلى سبيل المثال يمكننا أن نتحدث عن متلازمة مارفان والنظام الغذائي المناسب لها وهذا بشكل توضيحي مفصل من خلال سطور مقالنا التالي.
ما هي متلازمة مارفان؟
تعد متلازمة مارفان هي عبارة عن اضطراب وراثي يصيب النسيج الضام المتواجد في جميع أنحاء الجسم، ومن ثم يمكن أن تؤثر هذه المتلازمة على العديد من أجهزة الأعضاء مثل نظام القلب والأوعية الدموية والعظام والمفاصل والعينين والجهاز التنفسي حيث انسكاب الهواء في التجويف الجنبي، والتوسع السنخي، بالإضافة إلى دورها السلبي على الجلد والأنسجة المتواجدة تحت الجلد… إلخ.
الجدير بالذكر، أنه على الرغم من أن متلازمة مارفان لا تؤثر بشكل مباشر على الكبد والكلى بالطريقة المعتادة، إلا أن مضاعفات هذه الحالة المرضية، وخاصة المتعلقة بمشاكل القلب والأوعية الدموية يمكن أن تؤثر بشكل غير مباشر على عمل هذه الأعضاء.
على سبيل المثال، يمكن أن يؤثر قصور القلب (أحد المضاعفات المحتملة لدى الأشخاص المصابين بمرض مارفان) على وظائف الكلى. لذلك، يعد أمر الحفاظ على نظام غذائي صحي، والتحكم في ضغط الدم، ومراعاة جميع عوامل الخطر الأخرى للوقاية من أمراض القلبية الوعائية أمر بالغ الأهمية لحماية صحة كل من القلب والكبد والكلى.
ما هي أهمية النظام الغذائي للأشخاص الذين يعانون من متلازمة مارفان؟
على الرغم من عدم وجود نظام غذائي محدد لعلاج متلازمة مارفان، إلا أنه في حال اتباع الأنظمة الغذائية المتوازنة والصحية، فسوف ينتج على هذا الأمر تدعيم صحة القلب والعظام والمفاصل والأعضاء الأخرى.
بشكل أكثر توضيحا، تتمثل فوائد الأنظمة الغذائية لمرضى متلازمة مارفان في الآتي:
1) دعم صحة القلب: نظرا لأن الأشخاص المصابين بمرض مارفان معرضون لمخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل تمدد الأوعية الدموية الأبهري واقلس صمام القلب، فيعد هنا اتباع نظام غذائي صحي للقلب أمر مهم للغاية.
2) الحفاظ على صحة العظام والمفاصل: يساعد اتباع نظام غذائي غني بالكالسيوم وفيتامين د في الحفاظ على كثافة العظام والتقليل من مخاطر الإصابة بهشاشة العظام، وهي عبارة عن مشكلة مرضية شائعة الحدوث لدى الأشخاص المصابين بمرض مارفان.
3) التحكم في الوزن: يساعد الحفاظ على وزن صحي على تقليل الضغط على القلب والمفاصل، مما يقلل هذا الأمر من مخاطر المعانلة من أي مضاعفات صحية واردة الحدوث.
4) توفير العناصر الغذائية الكافية: عند تناول الأنظمة الغذائية الصحية مع هذه المتلازمة المرضية، فسوف ينتج على ذلك تأكد من توفير ما يكفي من الفيتامينات والمعادن والعناصر الغذائية الأساسية للجسم وهذا للقيام بالكثير من مهامه بشكل صحيح.
ما هي العناصر الغذائية الأساسية للأشخاص الذين يعانون من متلازمة مارفان؟
توجد العديد من العناصر الغذائية التي ينصح خبراء التغذية بضرورة قيام مرضى متلازمة مارفان بالعمل على تناولها بشكل دوري منتظم، فالجدير بالذكر أن هذه الأنظمة تتمثل في الآتي:
– الكالسيوم وفيتامين د
عند الحديث عن عنصري الكالسيوم وفيتامين د، فمن الهام معرفة أنهما أحد أهم العناصر المعنية بالحفاظ على صحة العظام والمفاصل.
على سبيل التوضيح، يعد الأشخاص المصابون بمتلازمة مارفان هم أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام، لذا فيلزم هنا ضمان ما يكفي من الكالسيوم وفيتامين د للحفاظ على كثافة العظام وتقليل مخاطر الإصابة بالكسور المزعجة.
– أطعمة الطاقة
عند ذكر أطعمة الطاقة، فنحن نتحدث هنا عن الحليب ومنتجات الألبان مثل الزبادي والجبن والخضروات الخضراء مثل اللفت والبروكلي، وسمك السلمون والسردين والأسماك الدهنية مثل الماكريل وصفار البيض والحليب ومنتجات الألبان المدعمة أيضا بفيتامين د.
– عنصر المغنيسيوم
يلعب المغنيسيوم دورا مهما في العديد من وظائف الجسم، بما في ذلك وظائف العضلات والأعصاب وصحة القلب والأوعية الدموية وصحة العظام والمفاصل.
من أهم المصادر الغذائية التي تحتوي على المغنيسيوم يمكننا أن نقوم بذكر الخضروات الخضراء مثل السبانخ واللفت والمكسرات مثل اللوز والكاجو) والحبوب الكاملة والفاصوليا والأفوكادو.
– فيتامين C
لا يغفل على أحد منا أن فيتامين C يعد أحد أهم مضادات الأكسدة القوية ذات الدور الرائع والفعال في العمل على حماية الخلايا من التلف. كما أنه ضروري لتكوين الكولاجين، وهو مكون مهم في النسيج الضام.
من أهم المصادر الغذائية التي تحتوي على هذا الفيتامين يمكننا أن نقوم بذكر الحمضيات مثل البرتقال والليمون والجريب فروت والفراولة والكيوي والفلفل الحلو والبروكلي.
– البروتينات
يعتبر البروتين هو اللبنة الأساسية للعضلات والعظام والأنسجة الأخرى حيث يحتاج الأشخاص المصابون بمارفان إلى ما يكفي من هذا العنصر للبقاء بصحة جيدة ودعم حالة التعافي.
من أهم مصادر البروتين اللحوم الخالية من الدهون مثل الدجاج والسمك. إلى جانب البيض والفاصوليا والمكسرات والحليب ومنتجات الألبان، ولكن يجب الآخذ في عين الإعتبار إلى ضرورة إعطاء الأولوية للبروتينات الخالية من الدهون ويجب الحد من اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة.
– أحماض أوميغا 3 الدهنية
فيما يتعلق بأحماض أوميغا 3 الدهنية، فيجب العلم أنها أحماض متعددة غير مشبعة مفيدة للقلب، وما لها من دور فعال في تقليل الالتهابات داخل الجسم وتحسين وظيفة الأوعية الدموية حيث يعد هذا الأمر مهم بشكل خاص مع الأفراد المصابين بمرض مارفان والمعرضين لخطر الإصابة بمشاكل القلب والأوعية الدموية.
تتمثل المصادر الغنية بأحماض أوميجا 3 في الأسماك الدهنية مثل السلمون والماكريل والسردين وزيت السمك وبذور الكتان وبذور الشيا. إلى جانب هذا، فيمكننا القيام باستكمال أوميغا 3 بأقراص زيت السمك على النحو الذي يحدده الطبيب المعني بمتابعة الحالة المرضية.
– الألياف الغذائية
تساعد الألياف الغذائية وبشكل عام في الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي والتحكم في الوزن وخفض الكوليسترول الضار من داخل الجسم ومن ثم سيتجلى هذا الأمر بشكل نافع على صحة مرضى متلازمة مارفان.
من أهم الأطعمة المليئة بالألياف الغذائية يمكننا أن نقوم بذكر الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والبقوليات.