كما نعلم جميعا أن صناعة الأدوية تتم عن طريق الإستعانة بالمواد الكيميائية، فالجدير بالذكر أن لكل دواء العديد من الآثار الجانبية التي توقع بعض الأضرار على الجسم حيث تعتمد درجة التعرض لهذه العيوب على مجموعة متنوعة من العوامل، والتي سنقوم من خلال سطورنا القادمة بالتعرف عليها بشكل توضيحي مفصل.
ما هي أهم العوامل التي تزيد من مخاطر الآثار الجانبية للأدوية؟
توجد العديد من العوامل الشخصية التي تقوم بجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة للمعاناة من الآثار الجانبية للأدوية أكثر من غيرهم. فعلى سبيل التوضيح تتمثل هذه العوامل فيما يلي:
أولا: المرحلة العمرية
تعد المرحلة العمرية من أهم العوامل التي تزيد بصورة كبيرة من التأثيرات السلبية للأدوية حيث يبدو هذا الأمر واضحا على الفئات التالي ذكرها:
– الأطفال الصغار
نقصد هنا الأطفال الغير بالغين حيث تختلف الطريقة التي تمتص بها أجسامهم الأدوية عن البالغين وخاصة مع الأطفال الرضع، فعلى سبيل التوضيح يميل الأطفال الصغار إلى امتصاص الأدوية من المعدة بشكل أبطأ ولكن معدل الامتصاص من خلال الحقن العضلي يكون أسرع.
الجدير بالذكر أيضا أنه خلال المراحل المبكرة من الحياة يكون لدى الأطفال نسبة أعلى من الماء إلى الدهون في أجسامهم ونسبة أكبر من الكبد إلى وزن الجسم، ومن هنا تصبح وظائف الكلى للطفل هي أيضا غير ناضجة. بالإضافة إلى أن نفاذية الحاجز الدموي الدماغي (طبقة الخلايا التي تقيد حركة المواد من الدم إلى الدماغ) تكون أعلى مع هذه المرحلة العمرية، وتزيد من مخاطر التعرض للآثار الجانبية للأدوية.
– كبار السن
مع التقدم في العمر يحتاج كبار السن بصورة كبيرة إلى تناول المزيد من الأدوية، ومن ثم تتأثر أجسامهم بالآثار الجانبية للأدوية. بالإضافة إلى أنه من المرجح أن يستخدم أصحاب هذه الفئة العمرية الأدوية ذات الحدود الأضيق بين الجرعات العلاجية والسامة مثل الوارفارين (مميع الدم) والأنسولين (لمرض السكري) والديجوكسين (مساعد للقلب) والأدوية المضادة للصرع.
تميل أجسام كبار السن إلى الحصول على المزيد من الدهون وكمية أقل من الماء حيث يتسبب هذا الأمر من زيادة مدة عمل بعض الأدوية. بالإضافة إلى أنه غالبا ما يتم تقليل عمليات التمثيل الغذائي في الكبد والإفراز من خلال الكلى، وتصبح أدمغتهم أكثر حساسية للتأثيرات المهدئة للأدوية مع إمكانية تفاقم بعض المشاكل الصحية مثل الدوخة ومشاكل العين والأذن، وتزداد مخاطر الإصابة بالسقوط
ثانيا: العوامل الشخصية
تلعب العديد من العوامل الفردية أيضا دورا مهما في احتمالية حدوث العديد من الآثار جانبية، فالجدير بالذكر أن هذه العوامل تتمثل فيما يلي:
* علم الوراثة: حيث تؤثر الجينات بشكل مباشر على استجابة الجسم للأدوية وتمثل العوامل الوراثية نسبة كبيرة من قدرة المريض على التحور.
* وظائف الكلى: في حالة عدم قيام الكلى بالعمل بشكل صحيح، فمن المرجح أن تحدث آثار جانبية لبعض الأدوية المتناولة، وخاصة التي يتم إفرازها عن طريق الكلى، ومن ثم تنخفض فاعليتها بصورة كبيرة.
* النوع: تكون بعض إنزيمات الكبد لدى النساء في حالة ضعيفة من النشاط حيث تبلغ نسبة الدهون والماء في الجسم أعلى وتصفية الأدوية من خلال الكلى أقل عن الرجال.
ثالثا: العوامل المتعلقة بالأدوية
توجد العديد من العوامل التي تزيد من الآثار الجانبية للأدوية وتتعلق بآلية تناول الأدوية ذاتها حيث أنها تتمثل في الآتي:
– الجرعات لأنه كلما زادت الجرعة، زادت مخاطر الآثار الجانبية.
– الصيغة الدوائية المستخدمة حيث تقوم بعض الأنواع الدوائية بتأثيرات سلبية أقل عن غيرها، فعلى سبيل التوضيح تستهدف الستيرويدات المستنشقة الرئتين مباشرة وتنتج آثارا جانبية أقل من المنشطات الفموية التي لها تأثيرات نظامية أكثر.
– كيف يتم امتصاص الأدوية واستقلابها وتوزيعها على الجسم.
– تناول بعض الأدوية الأخرى التي يتم استخدامها في نفس الوقت ومن هنا تحدث التفاعلات الدوائية.
رابعا: التأثيرات البيئية أو الاجتماعية
تشمل الآثار البيئية أو الاجتماعية العديد من العوامل والتي تتمثل فيما يلي:
* تناول المشروبات الكحولية التي تتسبب في بعض الآثار الجانبية مثل النعاس والارتباك والتغيرات في ضغط الدم والسلوك غير الطبيعي وفشل الجهاز التنفسي والغثيان والقيء.
* ممارسة عادة التدخين ومن ثم يترتب على هذا الأمر إنتاج إنزيمات الكبد CYP 1A2 و 2B6 عن طريق ممارسة هذه العادة السيئة حيث تقوم هذه الإنزيمات باستقلاب بعض الأدوية المهمة سريريا مثل كلوزابين وأولانزابين والميثادون، مما يعني أن التوقف المفاجئ عن التدخين يمكن أن يزيد من تركيز هذه الأدوية في الدم.
* بعض الأنظمة الغذائية حيث من الوارد أن تتفاعل بعض الأطعمة مع الأدوية مثل الأتورفاستاتين مع الجريب فروت والخضروات الورقية الخضراء والوارفارين وعرق السوس الأسود الطبيعي والليثيوم والملح ومكملات البوتاسيوم ومثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين والأطعمة التي تحتوي على التيرامين ومضادات الاكتئاب ومن هنا تظهر الآثار الجانبية في أسوأ صورها.
* يمكن أن يزيد جفاف الجسم من خطر الآثار الجانبية لبعض الأدوية، فعلى سبيل التوضيح تشمل هذه الادوية مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، ومضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، والميتفورمين، ومدرات البول.
* من المرجح أن تحدث المعاناة من الآثار الجانبية إذا كانت التعليمات الخاصة بالدواء غير واضحة أو إذا كان المريض لا يفهم سبب تناوله للدواء، ومن هنا يتم تناول بعض الجرعات الخاطئة وتزداد مخاطر التعرض للآثار الجانبية.