يعتبر الارتجاع المعدي المريئي من أهم أمراض الجهاز الهضمي الشائعة والتي يتعين على الكثير من الناس أن يتعايشوا مع أعراضه اليومية خاصة التي تكون خلال فترات الليل. من هنا، فقد قررنا أن نفتح الحديث اليوم ومن خلال سطورنا القادمة عن أزمة الارتجاع المعدي المريئي وخاصة خلال فترات النوم.
الأعراض الظاهرة للارتجاع المعدي
الأعراض الظاهرة للارتجاع المعدي
الارتجاع المعدي المريئي (GERD) هو أحد أكثر اضطرابات الجهاز الهضمي شيوعا، ويؤثر بشكل رئيسي على المريء حيث يحدث المرض عندما ترتد العصارة من المعدة إلى المريء.
تتمثل الأعراض النموذجية لهذه الحالة المرضية في المعاناة من حرقة المعدة، والحرقان خلف القص، ومرارة وحموضة الفم، وصعوبة البلع، وما إلى ذلك.
من الهام معرفة، أنه في حال حدوث هذه الأزمة في الليل، فمن الممكن أن يسبب الارتجاع مجموعة متنوعة من المشاكل الصحية المزعجة، فعلى الرغم من أن هذه الحالة المزعجة تحدث بشكل أكثر شيوعا خلال فترات النهار خاصة بعد تناول الوجبات وعندما تكون المعدة مليئة بالسوائل، إلا أن الارتجاع الليلي يمكن أن يسبب أضرارا أكثر خطورة.
الجدير بالذكر، أنه في حال تلقي العلاج المناسب، فسوف تتحسن الأعراض عادة بعد 10-15 يوما، ولكن يكون المرض عرضة للتكرار خاصة إذا لم يمتثل المريض للعلاج أو لم يغير عادات نمط حياته.
المشاكل الشائعة خارج المريء لأزمة الارتجاع المعدي المريئي
المشاكل الشائعة خارج المريء لأزمة الارتجاع المعدي المريئي
تتعدد المشاكل التي تنتج عن هذه الأزمة الصحية وتتمثل في الآتي:
- مشاكل في الجهاز التنفسي: يسبب تدفق الحمض إلى الجهاز التنفسي حدوث احتقان الأنف أو بحة في الصوت أو التهاب الحلق أو التهاب الجيوب الأنفية أو الربو أو التهاب الحنجرة أو التهاب الشعب الهوائية أو الالتهاب الرئوي.
- تضيق المريء: يؤدي الارتجاع المطول إلى إتلاف الأغشية المخاطية، مما يتسبب هذا الأمر في حدوث تقرحات ووذمة ويؤدي تدريجيا إلى تضيق المريء. في هذه الآونة، سوف يعاني المريض من ألم وصعوبة في البلع والقيء وألم في الصدر خلف عظم القص.
- مريء باريت: مع هذه الحالة المرضية سوف يتغير الغشاء المخاطي للمريء ليشبه الغشاء المخاطي للأمعاء، والذي يعتبر حالة محتملة التسرطن ، مما يزيد هذا من خطر الإصابة بسرطان المريء.
- اضطرابات النوم: من السهل حدوث ارتجاع الحمض عند الاستلقاء، مما يتسبب هذا في حدوث حرقان الصدر والسعال الجاف والإحساس بالاختناق وضيق التنفس، وتباعا سوف يعاني المريض من صعوبة في النوم أو ينام بشكل متقطع أو يستيقظ عدة مرات بسبب شعوره بالكثير من مشاعر عدم الراحة.
إقرأ أيضا: أهم المضاعفات الخطيرة المترتبة على الارتجاع المعدي المريئي
أسباب المعاناة من أزمة الارتجاع المعدي المريئي أثناء النوم
أسباب المعاناة من أزمة الارتجاع المعدي المريئي أثناء النوم
- قلة إفراز اللعاب والبلع: عند النوم يقوم الجسم بإنتاج كمية أقل من اللعاب، مما يترتب على ذلك قلة منعكس البلع، لذلك يصعب تحييد الحمض والتخلص منه.
- زيادة حساسية المريء: عند المعاناة من اضطرابات النوم، فسوف يترتب على ذلك زيادة حساسية المريء للحمض ، مما يترتب على ذلك جعل الألم الحارق أسوأ.
- منعكس الاستيقاظ: تؤدي الأعراض المرضية غير السارة إلى منعكس الاستيقاظ ، مما يؤدي هذا الأمر إلى تعطيل دورة النوم، وتقليل جودته.
بناء على ما ذكرناه، فيمكننا القول بأن الارتجاع المعدي والأرق لهما علاقة ثنائية الاتجاه، فالارتجاع يسبب الأرق بينما يؤدي الأرق إلى تفاقم الارتجاع.
أنماط متبعة للتغلب على أزمة الارتجاع المعدي المريئي أثناء النوم
أنماط متبعة للتغلب على أزمة الارتجاع المعدي المريئي أثناء النوم
توجد الكتير من النصائح الفعالة التي من الواجب علينا مراعاتها تتغلب على أزمة الارتجاع المعدي المريئي أثناء النوم، والتي تتمثل فيما يلي:
- عدم تناول الطعام قبل النوم بفترة زمنية لا تقل عن 3 ساعات.
- رفع رأس من على السرير حيث يساعد وضع الجزء العلوي من الجسم أعلى في الحد من ارتجاع المعدة.
- الإستلقاء على الجانب الأيسر حيث أظهرت بعض الأبحاث أن هذا الوضع يساعد في تقليل أعراض حرقة المعدة ليلا، مع حدوث بعض التحسن في أزمة الشخير وتوقف التنفس أثناء النوم.
- خلق بيئة نوم جيدة عن طريق إطفاء الأضواء والتقليل من الضوضاء والإزعاج.
- تجنب تناول الأطعمة التي تحفز الارتجاع مثل القهوة والكاكاو والشوكولاتة والثوم والنعناع والبصل والحليب والأطعمة الحارة والدهنية والحمضية من الخضروات والفواكه.
التغلب على أزمة الارتجاع المعدي المريئي أثناء النوم بالعلاج الدوائي
التغلب على أزمة الارتجاع المعدي المريئي أثناء النوم بالعلاج الدوائي
إذا لم تُجدي تغيرات أنماط الحياة فاعلية ملحوظة ومؤثرة تجاه هذه الأزمة، فيمكننا أن نلجأ إلى الكشف الطبي وتباعا سيقوم الطبيب بوصف بعص الأدوية للتغل على هذه الأزمة.
تتمثل هذه الأدوية في الأنواع التالي ذكرها:
- أدوية مثبطات مضخة البروتون (PPIs) مثل (أوميبرازول – رابيبرازول – إيزوميبرازول – بانتوبرازول).
- محايدات الأحماض مثل (ملح الألومنيوم – ملح المغنيسيوم).
- مضادات مستقبلات H2 مثل (سيميتيدين – رانيتيدين – فاموتيدين).
في النهاية، يجب علينا معرفة أن أزمة ارتجاع حمض المعدة التي تحدث أثناء النوم تؤثر بشكل كبير على الصحة ونوعية الحياة ومن ثم سوف يحتاج المرضى إلى رؤية أخصائي للتشخيص والعلاج والمشورة في الوقت المناسب إلى جانب إجراء بعض التغيرات في أنماط الحياة.