خلال فترة الحمل ينتاب أغلب النساء الكثير من مشاعر القلق وخاصة فيما يتعلق بالأطعمة الغذائية التي يتم تناولها وهذا بسبب الخوف من أي تداعيات صحية سلبية واردة الحدوث جراء تناول بعض الأنواع من الأطعمة. الجدير بالذكر أن من أهم هذه الأطعمة يمكننا أن نتحدث عن الباذنجان وما مدى آمان تناول المرأة الحامل له؟ وما هي أهم المعايير الصحية التي يجب إتباعها بخصوص هذا الأمر؟
الباذنجان
يعتبر الباذنجان من أهم أنواع الخضروات المألوفة لدينا وهذا لما له من مذاق لذيذ خاصة عند طهيه بشكل سليم، بالإضافة إلى إحتواءه أيضا على العديد من العناصر الغذائية المفيدة للصحة حيث أنه يعد مصدر غني بالفيتامينات والمعادن، بما في ذلك فيتامينات B1 و B2 و C والكالسيوم والبوتاسيوم والحديد والألياف.
من الهما أيضا معرفة أن الباذنجان نوع من الخضروات ذات السعرات الحرارية المنخفضة جدا، لذا فهو يساعد في تقليل مخاطر زيادة الوزن المفرطة. إلى جانب شموله أيضا على الأنثوسيانين، وهو أحد مضادات الأكسدة القوية التي تحمي الخلايا من هجوم الجذور الحرة، مما يساهم هذا الأمر في حماية صحة القلب للنساء الحوامل.
فوائد تناول المرأة الحامل للباذنجان
أولا: تدعيم صحة الجهاز الهضمي
خلال فترة الحمل، غالبا ما تعاني أغلب النساء من الإمساك حيث يحدث هذا الأمر بسبب التغيرات الهرمونية وحدوث حالة من ضغط الرحم على الأمعاء.
من هنا يأتي دور الباذنجان الفعال وهذا بسبب إحتواءه على نسبة عالية من الألياف، مما يساعد هذا الأمر على تعزيز وظيفة الجهاز الهضمي وتحسين حركة الأمعاء، فالجدير بالذكر أن هذا لا يساعد فقط في تخفيف الإمساك ولكن يقلل أيضا من خطر الإصابة بالبواسير لدى النساء الحوامل.
بالإضافة إلى ذلك، تدعم بعض الفيتامينات مثل B1 و B2 و C والتي تتواجد بشكل رئيسي في الباذنجان أيضا من عملية تحسين الصحة العامة للحامل ولنمو الجنين.
ثانيا: حماية صحة القلب
يعد ارتفاع ضغط الدم من أهم المخاطر المحتملة الحدوث طوال فترة الحمل، مما قد يؤدي هذا الأمر إلى حدوث مضاعفات صحية خطيرة مثل تسمم الحمل.
الجدير بالذكر أن الباذنجان من أهم الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم ومنخفض جدا في الصوديوم مما يدعم هذا من توازن الماء والكهارل في الجسم، ويساعد على تنظيم ضغط الدم، ويدعم من وظيفة القلب والأوعية الدموية. بالإضافة إلى ذلك، يلعب البوتاسيوم أيضا دورا مهما في تخثر الدم، مما يساعد على منع الإصابة بمخاطر النزيف عند الولادة.
لا يمكننا أيضا أن نغض الطرف عن الأنثوسيانين، وهو مركب ذو تأثيرات قوية مضادة للأكسدة موجود في قشور الباذنجان ويعمل على حماية الأوعية الدموية من تلف الجذور الحرة، وتقليل الالتهابات، وحماية صحة القلب.
يجب العلم أن هذا الأمر ليس مفيدا لصحة النساء الحوامل فقط، بل يدعم أيضا من تطور نظام القلب والأوعية الدموية فيما يتعلق بنمو الجنين.
ثالثا: الحد من مخاطر الإصابة بسكري الحمل
تساعد الألياف الوفيرة والكربوهيدرات منخفضة الذوبان المتواجدة بالباذنجان في العمل على تنظيم مستويات السكر في الدم.
بالإضافة إلى ذلك، تساعد مادة البوليفينول أيضا الموجودة في هذه النوعية من الخضروات في التحكم بمستويات السكر في الدم لدى النساء الحوامل. لذلك، يمكن للحامل الحد من الإفراط في تحمل الجلوكوز، مما يقلل هذا الأمر من خطر الإصابة بسكري الحمل.
رابعا: دعم التحكم في الوزن
يحتوي الباذنجان على عدد قليل جدا من السعرات الحرارية ولكنه غني بالألياف الغذائية، مما يساعد هذا على خلق الشعور بالامتلاء لفترة طويلة دون زيادة السعرات الحرارية في داخل الجسم. الجدير بالذكر أن هذا مفيد للنساء الحوامل خاصة اللواتي يحتجن إلى التحكم في الوزن أو يرغبن في منع زيادة الوزن المفرطة أثناء الحمل.
من الهام معرفة أن روتين الحفاظ على وزن صحي لا يساعد النساء الحوامل على الشعور براحة أكبر طوال فترات حملهن فقط، بل يقلل أيضا من خطر حدوث بعض المضاعفات الصحية مثل سكري الحمل أو ارتفاع ضغط الدم أو صعوبة في عملية الولادة.
ملاحظات هامة عند تناول الباذنجان أثناء الحمل
أحد أهم الاهتمامات الرئيسية التي يقوم الكثير من خبراء التغذية بإلقاء الضوء عليها عند تناول الباذنجان هو وجود السولانين، وهو مركب طبيعي موجود في بعض الخضروات ومن الممكن أن يتسبب في حدوث حالة من التسمم الغذائي خاصة إذا تم تناوله بكميات كبيرة، مما يمكن أن يؤدي هذا إلى ظهور بعض الأعراض المرضية المزعجة مثل الغثيان وآلام البطن والإسهال.
من الهام أيضا معرفة، أن مادة السولانين موجودة في الغالب بقشر الباذنجان، وعندما ينضج الباذنجان جيدا، فسوف تنخفض كمية هذه المادة بشكل كبير. لذلك، يمكن للمرأة الحامل تناول الباذنجان إذا تم تحضيره بشكل صحيح وفي حالة من النضج مثل الخبز أو القلي السريع أو الطهي، وتجنب تناوله تماما في حالته النيئة.
بالإضافة إلى ذلك فإن محتوى الهرمونات النباتية في الباذنجان مرتفع جدا، والذي لديه القدرة على تحفيز الحيض وعلاج انقطاع الطمث. إلى جانب دوره في تعزيز المخاض المبكر والولادة المبكرة خاصة إذا أكلت الأم منه كثيرا.
الآلية الصحيحة لاستخدام الباذنجان بشكل صحيح وآمن للحوامل
– يجب أن نقوم بشراء الباذنجان ذو القشرة الناعمة واللامعة.
– ينصح بأهمية غسل شرائح الباذنجان ونقعها في الماء المالح المخفف قبل المعالجة.
– يجب على النساء الحوامل المصابات بأمراض المعدة أو العظام أو المفاصل أو الكلى عدم تناول الباذنجان لتجنب الأمراض الأكثر خطورة، وهذا لأن الحموضة العالية يمكن أن تسبب اضطرابات في المعدة مما يؤدي إلى هذا إلى حدوث الكثير من مشاكل الحمض في الجسم.
– يجب على النساء الحوامل اللواتي لديهن تاريخ من الحساسية عدم تناول الباذنجان لأن بعض البروتينات الموجودة في الباذنجان يمكن أن تسبب حكة في الجلد.
– يجب على الحوامل تناول الباذنجان لمدة 2-3 أيام فقط أسبوعيا وكل وجبة تتراوح من 100 إلى 200 جرام.
الخلاصة أن الباذنجان غذاء آمن ومغذي للنساء الحوامل خاصة إذا تم تناوله بكميات معقولة وإعداده بشكل صحيح، وهذا بفضل فوائده الغذائية والألياف ومضادات الأكسدة حيث يمكننا القول هنا بأنه يمكن للباذنجان أن يدعم صحة الأم ونمو الجنين.
بالرغم من ذلك، تحتاج النساء الحوامل الانتباه إلى عدم الإفراط في تناول الطعام والتأكد دائما من طهي الباذنجان جيدا قبل تناوله.