تعد إصابات الحروق من الإصابات الشائعة والتي من الوارد أن نتعرض لها جميعا. فالجدير بالذكر أنه في حالة التعرض لهذه المشكلة الصحية يحتاج مرضى الحروق إلى القيام بتلقي التغذية الجيدة للتعافي من الجروح قدر الإمكان والعمل على تضميدها بصورة سريعة، فمن الهام معرفة أن التغذية عامة وبعض العناصر الغذائية خاصة لهما دور فعال في التعامل مع هذه المشكلة. بمزيد من الفهم والتوضيح قررنا أن نتعرف من خلال سطورنا القادمة على أفضل الأنظمة الغذائية المفيدة والصحية لمرضى ومصابي الحروق.
أهمية النظام الغذائي مع مرضى الحروق
يعاني العديد من مرضى الحروق أثناء الإقامة في المستشفى من التعرض لمشكلة سوء التغذية بسبب عدد من الأسباب والتي تتمثل في:
- انخفاض تناول العناصر الغذائية بسبب فقدان أو حدوث تغيرات في الشهية أو الألم أو الآثار الجانبية للأدوية.
- انخفاض المدخول بسبب متطلبات الصيام قبل الجراحة.
- تقليل أحجام الحصص بسبب تناول الأطعمة غير المستساغة.
عند معاناة المريض من سوء التغذية، فسوف يؤثر هذا الأمر بشكل كبير على المسار السريري ونتائج العلاج، وضعف وظيفة الجهاز المناعي، والتقليل من قوة العضلات مثل عضلات الجهاز التنفسي، وبطئ التئام الجروح.
الجدير بالذكر أن هذا الأمر يساهم في زيادة معدلات العدوى، ووقت التهوية الميكانيكية لفترات طويلة، والمعاناة من مضاعفات الشق، و من ثم إطالة فترة الإقامة في المستشفى ، وزيادة التكاليف العلاجية.
بالنسبة للمرضى المصابين بأمراض خطيرة، فمن الممكن أن توفر التغذية الأنبوبية المزيد من العناصر الغذائية الهامة حيث يقوم الأنبوب المرن الذي يتم إدخاله عبر الأنف بإيصال التغذية إلى المعدة حيث يوفر تركيبة سائلة تحتوي على جميع العناصر الغذائية اللازمة أثناء علاج المرض المعني.
من أجل أن تكون نتائج العلاج فعالة، بالإضافة إلى الإدارة الأولية للإنعاش المضاد للصدمة والعدوى المضادة للحروق، فيجب العلم أن التغذية لمرضى الحروق تلعب أيضا دورا مهما للغاية حيث سيوفر النظام الغذائي الصحي والعلمي والكافي لجسم المريض العناصر الغذائية اللازمة لتجديد الأنسجة وتحسين مقاومة الجسم.
بوجه عام يمكننا القول بأن النظام الغذائي لمرضى الحروق مهم لأنه مغذي ويدعم عملية الشفاء من الحروق، فالتغذية السليمة والنظام الغذائي الكافي يمكن أن يقلل من الخسارة الضارة لكتلة العضلات الخالية من الدهون ومخازن الطاقة والبروتين. أما فيما يخص التغذية غير السليمة، فيمكن أن يقوم بإبطاء عملية الشفاء، والعمل على فقدان الكثير من الوزن ومن ثم حدوث قمع لجهاز المناعة.
العناصر الغذائية الأساسية لمرضى الحروق
يجب أن تلبي وجبات مرضى الحروق جميع المجموعات الغذائية مثل الكربوهيدرات والبروتينات والدهون والفيتامينات والأملاح المعدنية، إلى جانب ضرورةالاهتمام بمجموعة متنوعة من الأطعمة لضمان التغذية وتحفيز المرضى على تناول الطعام بشكل أفضل. الجدير بالذكر أن هذه العناصر تتمثل فيما يلي:
أولا: البروتين
بعد التعرض لحالة من الحرق، فمن المهم أن يكون لدينا نظام غذائي متوازن يتضمن الكثير من البروتين بالإضافة إلى الأطعمة الأخرى مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة حيث يجب على المرضى تناول الأطعمة الغنية بالبروتين في كل وجبة ووجبة خفيفة.
يتم تطبيق هذا النمط الغذائي لأن البروتين هو المصدر الرئيسي للمواد الخام للخلايا وتشكيل الجسم والمجمعات المناعية. فيجب العلم أن نقص البروتين يقلل من تجديد خلايا الجلد والأنسجة الجديدة، مما يؤدي هذا الأمر بدوره إلى حروق طويلة الأمد.
بشكل شامل يحتاج مرضى الحروق إلى توفير الكثير من البروتين أثناء التئام الجروح لأن الجسم سيفقد البروتين من خلال الحرق وستنهار العضلات عند محاولة توليد المزيد من الطاقة لعملية الشفاء. لذا فيمكننا القول أن البروتين الإضافي يساعد على عملية إعادة بناء العضلات المفقودة.
تتضمن أمثلة الأطعمة الغنية بالبروتين ما يلي:
- اللحوم مثل لحم الدجاج ولحم البقر والأسماك.
- المكسرات مثل اللوز والفول السوداني والجوز والكاجو والسمسم وعباد الشمس وزبدة الجوز.
- التوفو والبقوليات مثل الفاصوليا، والعدس، والبازلاء، والحمص.
- منتجات الألبان.
ثانيا: الكربوهيدرات
يحتاج مرضى الحروق أيضا إلى المزيد من الكربوهيدرات في نظامهم الغذائي وبالأخص عند التعافي من الحروق. فعلى أرض الواقع، تشكل الكربوهيدرات غالبية التغذية حيث يقوم الجسم بتحويل الكربوهيدرات إلى جلوكوز الذي يتم استخدامه للحصول على الطاقة.
من خلال توفير هذه الطاقة للشفاء، تسمح الكربوهيدرات للبروتين المبتلع بإعادة بناء العضلات، بدلا من استخدامه كوقود. فالجدير بالذكر أن بعض الأطعمة الشائعة التي تحتوي على الكربوهيدرات تتضمن ما يلي:
- الحبوب ، مثل الخبز والمعكرونة والبسكويت والأرز.
- الفواكه مثل التفاح والموز والتوت والمانجو والبطيخ والبرتقال.
- منتجات الألبان، مثل الحليب والزبادي.
- البقوليات، بما في ذلك الفاصوليا المجففة والعدس والبازلاء.
- الخضروات النشوية مثل البطاطس والذرة.
ثالثا: الدهون الصحية
تعمل الدهون الغذائية على توفير الأحماض الدهنية الأساسية وإضافة سعرات حرارية إضافية. فمن أهم هذه الدهون يمكننا أن نقوم بذكر أحماض الأوميغا 3 حيث أنها تعد أخماض دهنية أساسي وهي أحد مكونات أغشية الخلايا، والتي يمكن أن تساعد في التئام الجروح.
تتواجد الأوميغا 3 في العديد من العناصر الغذائيو ولكنها تعد وفيرة في الأسماك والمأكولات البحرية التي يجب أن يتم إدراجها في أنظمتنا الغذائية بوجه عام ولمصابي الحروق بوجه خاص.
رابعا: الحديد
يعتبر الحديد هو أحد مكونات تكوين الدم، وهو أحد المعادن المهمة جدا للجسم حيث أنه يشارك في تكوين وتطوير كريات الدم الحمراء، وتوليف الهيموغلوبين وهياكل الدماغ، وتكوين إنزيمات الجهاز المناعي، والعمل على نقل الأكسجين والمواد المغذية.
من الهام معرفة أن الحديد هو عنصر غذائي مهم يمكن الحصول عليه من الطعام ويأتي في شكلين: حديد الهيم والحديد غير الهيم، فالحديد من النوع الهيم هذا مشتق من اللحوم الحمراء والأسماك والدواجن ويمكن للجسم امتصاص حوالي 30 ٪ من هذا الحديد في أي وقت أما فيما يخص الحديد غير الهيم فهو مشتق من النباتات مثل الخضروات والفواكه والمكسرات، ولا يتم امتصاص هذا النوع من الحديد بسهولة حيث يتم امتصاص حوالي 2 إلى 10٪ فقط في أي وقت.
بوجه عام يعد محتوى الحديد وفير في لحم البقر وبيض الدجاج والروبيان والدجاج.
خامسا: الخارصين
يعد الخارصين أو الزنك من المعادن الهامة جدا بعد المغنيسيوم والحديد حيث يؤثر نقص هذا العنصر على جميع أنشطة النمو والتندب والمناعة. يتواجد محتوى الزنك المثالي في العديد من الأطعمة التي تتمثل في اللحوم والمأكولات البحرية، بالإضافة إلى الأطعمة النباتية الغنية بالبروتين مثل الفول والمكسرات والبذور والحبوب الكاملة ومنتجات الألبان.
سادسا: فيتامين (أ)
يقوم فيتامين (أ) بالعمل على تعزيز إلتئام الجروح، ومقاومة الجسم ضد الالتهابات، فمن الهام معرفة أن نقص هذا الفيتامين داخل الجسم يبطئ الظهارة، ويبطئ تخليق الكولاجين، ويقلل من استقراره.
يتواجد فيتامين (أ) بنسبة عالية جدا في البيض وزيت السمك وكبد البقر وبعض الأسماك وسرطان البحر والدجاج والخضروات الورقية الخضراء مثل اللفت والسبانخ والبروكلي والخضروات البرتقالية والصفراء مثل الجزر والبطاطا الحلوة واليقطين والقرع.
سابعا: الفيتامينات والمكملات المعدنية
من الضروري عند المعاناة من هذه الأزمة المرضية أن يتم العمل على إجراء الاختبارات لتقييم نقص بعض العناصر الغذائية الروتينية مثل: اختبارات لتقييم حالة فيتامين أ وفيتامين ج والحديد والزنك والألبومين.
بوجه عام وعندما لا يتم توفير التغذية المناسبة عن طريق الفم لتلبية الاحتياجات الموصى بها، فينبغي استكمال التغذية عن طريق الفم أو الوريد حيث يجب أن يكون هذا الملحق معني بإضافة أقراص متعددة المغذيات الدقيقة والتي تتمثل في (فيتامين أ ، ب ، ج والمعادن مثل الزنك.
يمكن وصف مكملات الفيتامينات والمعادن أو المكملات الغذائية للمرضى أثناء وجودهم في المستشفى وبعد الخروج يقوم الأطباء بوصف النحاس والسيلينيوم والزنك وفيتامين C للمرضى المصابين بأمراض خطيرة بهدف المساعدة في التئام الجروح.