بالنسبة للمرأة التي تجاوزت سن الأربعين عاما , ومع دخولها في تلك النقلة النوعية الجديدة من مراحل حياتها , فإنه من الأفضل أن تحاول الإبتعاد قليلا عن مسئوليات الحياة , والإتجاه للتفكير في صحتها التي تحتاج أيضا للإهتمام , حيث أن هذا الجسم الأنثوي قد يواجه تغيرات , وتقلبات بين الحين والآخر, فمع مرور العديد من الأعوام سوف تتغير تلك الطبيعة المنتظمة للدورات الشهرية التي كانت السمة السائدة لمرحلتي العشرينات , والثلاثينات , ولكن الأمر سوف يشهد الأمر تحولات بالنسبة للمرأة الأربعينية , حيث تتم ملاحظة انسياب نزيف الحيض وتدفق الدورة الشهرية بغزارة وبكميات مفرطة , وهنا سوف تكون الفرصة سانحة لظهور الجلطات الدموية كأحد العلامات التحذيرية على أن لديك دورة شهرية غير طبيعية .
حول جلطات الدورة الشهرية بعد سن الأربعين
جلطات الدورة الشهرية بعد الأربعين
تعبر جلطات الحيض عن التكتلات الدموية التي تتجمع أثناء الدورة الشهرية بسبب تعرض كميات الدم المتدفقة من الرحم لعوامل التجلط , وتتراوح تلك الجلطات بين كونها عادية أي تحدث بشكل طبيعي بدون أن تثير أي مشاعر قلق أو توتر ,وغالبا ماتتميز بكونها ذات حجم صغير مع لون أحمر ذو درجة داكنة , ورغم ذلك في حالة كبر حجم الجلطات أو تكرار معدلات حدوثها , أو أن تأتي مصحوبة بأعراض مرضية أخرى , فإنه لابد من الحصول على استشارة طبية طارئة
رغم أن خثرات الدم مفيدة في أوقات الإصابة حيث تكون مفيدة في المساعدة على إيقاف نزيف الدم وهذا يعني أنه ليس شرطا أن تسبب ضررا , ولكن الأمر يتوقف على حدوثها في مواقع غير مناسبة أو لم تتعرض للذوبان على نحو طبيعي فعندئذ يمكن أن تجلب خطرا , خاصة إذا جاءت بنمط متكرر فإنه تصبح أكثر إثارة للمخاوف
الأسباب المحتملة لجلطات الدورة الشهرية بعد سن الأربعين
1-مرحلة ماقبل بلوغ سن اليأس واضطرابات مستوى هرمون الإستروجين
مرحلة ماقبل سن اليأس
مع توديع المرأة لسن الثلاثين , وبلوغها الأربعينات من العمر فإن تلك المرحلة العمرية تعطي إذن الدخول لمرحلة ماقبل إنقطاع الطمث حيث تتم تهيئة الجسم لبلوغ سن اليأس ,.وهي مرحلة انتقالية تؤدي إلى غياب الدورة الشهرية , وترتبط تلك الفترة بمظاهر غير منتظمة من التغيرات في مستويات هرموني الإستروجين ,والبروجسترون ويشكلان الهرمونات الجنسية الأنثوية الرئيسية
ويجب العلم أن تقلبات مستويات هرمون الإستروجين من شأنها العمل على تحفيز عملية بناء البطانة الرحمية , وتدني مؤشرات هرمون البروجسترون تعبر عن قدرات تنظيم منخفضة , مع تضاؤل خصائص التخلص من سموم الجسم , وكلما اكتسبت البطانة مزيدا من السماكة كان النزيف المتدفق أكثر ثقلا , وبالتالي تزداد فرص تكون الجلطات
اقرأ أيضا أفضل 5 تمارين يوغا بعد الولادة لتقليل التعب والإجهاد
2-الأورام الليفية الرحمية
الأورام الليفية الرحمية
بحلول سن الخمسين , فإنه من الممكن أن ترتفع نسب الإصابات بأورام ليفية في الرحم لدى النساء بما تتراوح نسب الإصابة مابين 20% إلى 80%,وفي الغالب يتم رصد وكشف تلك الأورام النسائية في فترة الأربعينات , وأوائل مرحلة الخمسينات من العمر ,ويوصف الورم الليفي بأنه ذو طبيعة عضلية ,ويكون في الغالب من النوع الحميد بلا خلايا سرطانية وماإن أصيبت المرأة بها فإنها تسبب تضخم في تجويف الرحم تاركة وراءها تشوهات شكلية
بوجود الورم الليفي سوف تتسع مساحة السطح في تجويف الرحم الداخلي, حتى أنه يترك أثرا متداخلا مع التقلصات العضلية الطبيعية , ومن ثم تتراكم تجمعات دموية لأطول فترة, وتواجه تخثرا مؤديا إلى تكون جلطات
3-الإنتباذ البطاني الرحمي
الإنتباذ البطني الرحمي
من المشكلات النسائية التي تصيب الجهاز التناسلي الأنثوي حيث تنمو أنسجة شبيهة ببطانة الرحم في غير موقعها وعادة ماتتشكل في منطقة الحوض, وهذا النسيج المنتبذ والنامي في جدران عضلات الرحم يجعله سميكا , ومترهلا مع قدر من الحساسية المفرطة كل ذلك يحفز على تكون الجلطات مسببا آلام وتقلصات في الحوض , مع شعور بثقل وامتلاء في الرحم , بالإضافة إلى الإنقباضات الشديدة التي تتفاقم بمرور الوقت لتصبح أكثر سوءا
4-اضطرابات الغدة الدرقية
اضطرابات الغدة الدرقية
تلك الغدة الموجودة في مقدمة العنق متخذة شكل فراشة والمتحكمة في العديد من العمليات الحيوية داخل الجسم مثل درجة الحرارة , ووظائف القلب , وعملية التمثيل الغذائي والوظائف الأيضية بالإضافة إلى دورة الحيض , ولكنها يمكن أن تصاب بخلل وظيفي يتخذ وجهان إما قصور أو فرط نشاط .
فبالنسبة لمن يواجهون مشكلة كسل أو خمول في الغدة الدرقية فإن عملية الآيض ,وكذلك الدورة الشهرية سوف يشهدان حالة من التباطؤ ,وفي مثل تلك الظروف المعنية بإنخفاض هرمون الغدة الدرقية فإن ذلك سوف يؤثر على مستويات هرمون البرولاكتين ويؤدي إلى رفع مؤشراته بطريقة غير مباشرة , ويتصل ذلك بحدوث ارتفاع في هرمون مُطلق للثيروتروبين ويرتبط ذلك بالتسبب في إعاقة عملية التبويض , ويترتب على ذلك ظهور بعض الأعراض مابين فترات حيض طويلة , وبطانة رحمية سميكة , مع تدفق دموي غزير , وجلطات دموية
5-اضطرابات تجلط الدم والأدوية العلاجية
هؤلاء الأشخاص من أصحاب المشكلات الصحية القلبية ,أو من يواجهون اضطرابات دموية عادة مايستخدمون مضادات التخثر ضمن روتين العلاج , والتي تمتلك آلية مساعدة على تخفيف الدم , والعمل على زيادة حجمه , وربما قد ينتج عنها كبر في حجم الخثرة , لذلك من الضروري في حال ملاحظتك أن قوام دمك قد أصبح خفيفا للغاية , أو تمكنت من رؤية كدمات بمنتهى السهولة مع خثرات ثقيلة , أهمية الخضوع لإختبار فحص للتحقق من مستويات تخثر الدم
6-فرط تنسج بطانة الرحم
فرط تنسج بطانة الرحم
من الممكن أن يسيطر على المرأة بعد تخطي الأربعين من عمرها هذا العرض المقلق والذي يشهد تدفق للنزيف الحاد والغزيرالذي تصاحبه جلطات ذات حجم كبير تتطلب التقييم الطبي في محاولة لإستبعاد أي تغيرات سابقة على الأورام , ومن ضمن عوامل الخطر المرتبطة بحالة فرط تنسج بطانة الرحم حيث يكون النسيج المبطن للرحم سميكا على نحو غير طبيعي السمنة المفرطة ، وداء السكري، وانقطاع الإباضة المزمن.
لابد من الإلتزام بعدة نصائح هامة لتقليل فرص التعرض لجلطات الدم بعد سن الأربعين من أبرزها :
1-شرب كمية كافية من الماء بما يوفر إمدادات الترطيب للجسم داخليا
2-الحصول على قسط كافي من النوم
3-في بعض الأحيان يمكن تناول مسكنات الألم بدون وصفة طبية مثل دواء الإيبوبروفين