تعد بكتيريا الميكوبلازما من السلالات البكتيرية التي توجد عادة في الأغشية المخاطية للفم والحلق والجهاز التناسلي للرجال والنساء. فالجدير بالذكر أنه مع زيادة عددها فإن هذا الأمر غالبا ما يسبب بعض الالتهابات البكتيرية، والالتهاب الرئوي الأكثر شيوعا لدى الأطفال الصغار. إذن هيا نتعرف على ما هي بكتيريا الميكوبلازما بمزيد من الفهم والتوضيح ؟ وكيف يتم التعامل معها بشكل صحيح؟
ما هي بكتيريا الميكوبلازما؟
الميكوبلازما هي أحد أنواع البكتيريا التي تسبب الالتهابات في أماكن مختلفة من الجسم؛ بما في ذلك الجهاز التنفسي، والبولي، والتناسلي. فالجدير بالذكر أن هذا النوع من البكتيريا ذو حجم صغير وتسبب المرض لكل من البشر والحيوانات.
عادة ما تصيب بكتيريا الميكوبلازما الرئوية الأطفال في سن المدرسة، وبالأخص من تتراوح أعمارهم ما بين الـ 5 و 9 سنوات. ولكن في السنوات الأخيرة قد تزايدت نسب حدوث الالتهاب الرئوي الناجم عن الميكوبلازما الرئوية من قبل الأطفال دون سن الـ 5 سنوات، والأخص في أماكن التجمعات أو المناطق التي يمكن أن تنتشر فيها البكتيريا بسهولة من شخص لآخر.
ما هي أنواع بكتيريا الميكوبلازما؟
هناك حوالي 200 نوع من بكتيريا الميكوبلازما، ولكن معظمها غير ضار ولكن يوجد من بينها 3 أنواع نموذجية متخصصة في التسبب في الالتهابات البشرية ، تتمثل فيما يلي:
-
الميكوبلازما الرئوية
يعد هذا النوع هو سبب عدوى الرئة المعروفة باسم الالتهاب الرئوي. فالجدير بالذكر أن أعراض الالتهاب الرئوي الناجم عن الميكوبلازما الرئوية تشمل نزلة برد أو الشعور بإزعاج في الصدر أو الإصابة بإلتهاب رئوي خفيف.
-
الميكوبلازما التناسلية
يعيش هذا النوع في الأعضاء التناسلية ويمكن أن ينتشر عن طريق الاتصال الجنسي. فيجب العلم أن معظم أعراض العدوى الناجمة عن هذا النوع من الميكوبلازما تشبه أعراض الأمراض المنقولة جنسيا مثل الشعور ببعض الآلام عند الجماع. أو ظهور الإفرازات غير طبيعية من المهبل أو القضيب.
-
الميكوبلازما البشرية
هذا النوع من البكتيريا يعيش في المسالك البولية، والأعضاء التناسلية حيث أنه يسبب التهابات لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة إلى جانب إمكانية إنتقال العدوى من المرأة الحامل إلى الطفل أثناء الولادة خاصة عند الأطفال الخدج.
ما هو طرق العدوى بالإلتهاب الرئوي الميكوبلازما؟
ينتقل الالتهاب الرئوي الناجم عن عدوى الميكوبلازما الرئوية من شخص لآخر عبر الجهاز التنفسي. فالجدير بالذكر أنه إذا استنشق الطفل عن طريق الخطأ الهواء الذي يعطس أو يسعل به الشخص، فسوف يصاب الطفل بالعدوى.
في العموم ونظرا لأن آلية إنتقال هذه البكتيريا بسيطة للغاية، فإن العدوى المسببة للالتهاب الرئوي أيضا معدية للغاية وبالأخص في المجتمعات الصغيرة مثل المنازل والمكاتب والمدارس.
على الرغم من أن بعض العوامل مثل دخان السجائر وتلوث الضباب الدخاني البيئي لا تسبب عدوى الميكوبلازما بشكل مباشر عند الأطفال الصغار، إلا أنها تجعل أعراض الالتهاب الرئوي الناجم عن عدوى الميكوبلازما الرئوية أسوأ. لذلك، يجب العمل على توفير بيئة معيشية نظيفة للأطفال الذين يعانون من هذه المشكلة بعيدا عن التلوث.
إقرأ أيضا: ماذا أفعل عندما يصاب طفلي بإلتهاب الشعب الهوائية ؟
ما هي أعراض إصابة الطفل بالميكوبلازما الرئوية؟
عندما يصاب الطفل بالميكوبلازما الرئوية، عادة ما تظهر بعض الأعراض التالية:
- مظاهر في الجهاز التنفسي تتمثل في السعال، والصفير، وسيلان الأنف، والعطس.
- المظاهر غير التنفسية مثل الصداع، والطفح الجلدي، واحمرار العينين، والتعب.
- يشعر الأطفال المصابون بالمرض والخمول والتهاب الحلق مع حمى منخفضة درجة الحرارة حيث يتم الخلط بكل سهولة بين هذه أعراض هذا الإلتهاب، والأنفلونزا الشائعة.
- عادة ما تكون الحمى عند الأطفال غير مرتفعة للغاية أي أقل من 39 درجة مئوية مصحوبة بالسعال المستمر والمطول الذي عادة ما يبدو جافا في البداية، ثم يتحول إلى سعال مصحوبا بالبلغم.
- هناك العديد من حالات الإصابة ببكتيريا الميكوبلازما الرئوية التي تؤدي إلى الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي مثل: التهاب البلعوم والتهاب الجهاز التنفسي العلوي والتهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي.
يمكن أن تستمر أعراض الإصابة ببكتيريا الميكوبلازما الرئوية لبضعة أيام فقط أو حتى شهر أو لمدة أسبوعين من بعد التعرض للبكتيريا بشكل مباشر.
ما هي أعراض إصابة الأطفال ببكتيريا الميكوبلازما التناسلية؟
يمكن أن تسبب العدوى بأنواع أخرى من الميكوبلازما وبالأخص التي تشمل الأعضاء التناسلية أعراضا تتمثل في:
- تورم مجرى البول المسمى بإلتهاب الإحليل.
- ظهور الكثير من الإفرازات في منطقتي المهبل والقضيب.
- الآلام الشديدة عند التبول بسبب الأصابة بعدوى المسالك البولية.
كيف يتم علاج الأمراض التي تسببها بكتيريا الميكوبلازما؟
على الرغم من أن العديد من المضادات الحيوية لا تلعب دور فعال في قتل بكتيريا الميكوبلازما. لكن توجد المضادات الحيوية الماكرولايد الفعالة في إزالة هذه البكتيريا من جسم الطفل عند تناولها فقط توجيهات الطبيب.
يجب العلم أن بكتيريا الميكوبلازما الرئوية ليس لها جدار خلوي. لذلك عند تسببها في المرض فسوف تقوم بالإختباء في خلايا الجهاز التنفسي للطفل حيث أن المضادات الحيوية التي تريد قتل هذه البكتيريا تحتاج إلى دخول الخلايا الظهارية التنفسية لكي تستطيع أن تقوم بإتمام عملها.
وتشمل تلك المضادات الحيوية التي تتمتع بهذه الخاصية (الماكروليدات، الفلوروكينولونات، التتراسيكلين) وفي العموم يجب أن يتم تناول هذه المضادات تحت إشراف طبي. أما على الجانب الأخر فيمكن للوالدين تناول الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية لتخفيف الأعراض إذا كان الطفل يعاني من انسداد الأنف أو السعال أو أي أعراض بسيطة على هذا النهج.
خلال فترة العلاج، وبعد أن يبدأ الطفل في تناول المضادات الحيوية عادة ما تهدأ الأعراض بعد 2-3 أيام ولكن قد يستغرق هذا الأمر عدة أسابيع للتعافي تماما من الالتهاب الرئوي حيث يجب على الوالدين أيضا الإنتباه، واصطحاب طفلهم إلى المستشفى إذا كان لا يزال يعاني من أعراض المرض على الرغم من تناول الأدوية طويلة الأمد.
على وجه العموم يجب الإطمئنان لأن بعض حالات عدوى الميكوبلازما قد يحدث لها شفاء من تلقاء نفسها. لذلك فالعلاج ليس مطلوبا دائما خاصة إذا كان الطفل يعاني من أعراض خفيفة جدا.