تعد مشكلة التصلب والتيبس التي تصيب المفاصل في الصباح من أهم المشاكل الصحية الشائعة وخاصة مع كبار السن، فالجدير بالذكر أن روتين الاكتشاف المبكر لحالة التصلب هذه من اهم الأمور التي تساعد على تلقي العلاج في الوقت المناسب، بالإضافة إلى دورها الفعال أيضا في التقليل من مخاطر المعاناة من أي مضاعفات صحية خطيرة. من هنا سنبدأ الحديث بشكل مفصل عن أزمة تصلب المفاصل الصباحي وكيف يتم التعامل مع هذا الأمر بشكل سليم وصحي لمواجهة آلامه قدر الإمكان؟
ما هي أسباب المعاناة من تصلب المفاصل الصباحي؟
توجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث المعاناة من أزمة تصلب المفاصل في الصباح، والتي غالبا ما تتمثل في الأتي:
أولا: الشيخوخة
الشيخوخة
تعد هذه الظاهرة من أهم العوارض والظواهر الطبيعية لعملية الشيخوخة، فالجدير بالذكر أنه كلما تقدمنا في السن، كلما زادت التغيرات الفسيولوجية التي تقلل من إنتاج السائل الزليلي المشلق للمفصل مما يتسبب هذا الأمر في جفاف الغضروف المفصلي وعضلات الأوتار لتصبح أقل مرونة، ومن هنا تحدث الشكوى من تصلب المفاصل الصباح.
ثانيا: العادات الحياتية الغير سليمة
العادات الحياتية الغير سليمة
يقوم الكثير من الناس بممارسة بعض العادات الحياتية الغير سليمة والمسببة للعديد من المشاكل الصحية والتي من الوارد أن يكون من ضمنها حدوث الشكوى من أزمة التهاب وتيبس المفاصل في الصباح.
بشكل أكثر توضيحا، تتمثل هذه الأنماط في سوء التغذية حيث المعاناة من نقص العناصر الغذائية الأساسية ومن ثم حدوث أزمة ضعف العضلات والعظام. إلى جانب هذا، يأتي أيضا وضعيات النوم الخاطئ المتسبب وبشكل رئيسي في انخفاض الدورة الدموية، وزيادة تراكم حمض اللاكتيك وحدوث حالات التصلب.
لا يمكننا أيضا أن نغض الطرف عن أماكن العمل في البيئات الرطبة أو درجات الحرارة المنخفضة أو قلة الضوء حيث تقوم جميع هذه العوامل بالتأثير بشكل رئيسي على صحة العظام والمفاصل.
ثالثا: المعاناة من التهابات المفاصل
المعاناة من التهابات المفاصل
فيما يخص الأمراض المتعلقة بالتهاب المفاصل، فيمكننا أن نقوم بذكر الآتي:
التهاب المفاصل الروماتويدي: يعد هذا المرض المناعي الذاتي مزمن، ويتسبب بشكل رئيسي في حدوث الشكوى من بعض الآلام والتورمات والتصلب في اليدين والقدمين والكتفين وما إلى ذلك.
تنكس المفاصل: تصيب هذه الحالة المرضية المسببة للكثير من مشاعر عدم الراحة عادة مفاصل الركبة والورك واليد.
التهاب المفاصل الصدفي: ترتبط هذه الحالة المرضية بالصدفية، مما يسبب هذا الشعور بالكثير من مشاعر الألم وتورم المفاصل والتهاب نقاط التعلق بالأوتار.
التهاب الفقار الالتصاقي: يصيب هذا المرض العمود الفقري ومفاصل الحوض، مما يسبب هذا حدوث الشكوى من تصلب وآلام المفاصل في الصباح.
ما هي أعراض الإصابة بتصلب المفاصل الصباحي؟
ما هي أعراض الإصابة بتصلب المفاصل الصباحي؟
في هذه الأوقات ومع هذه الحالة المرضية فغالبا ما يشعر المرضى بالكثير من مشاعر الألم حيث تعد هذه هي العلامة الأولى والأكثر تميزا، فعلى سبيل التوضيح تبدو هذه العلامة واضحة أيضا من خلال الشعور بالخدر ومن ثم يمكن أن يكون الألم عابرا أو مستمرا حيث يمكن أن يأتي هذا اعتمادا على سبب التيبس.
يجب العلم أيضا أن تصلب المفاصل الصباحي يتسبب في انخفاض مرونة المفاصل، مما يحد هذا الأمر من نطاق الحركة حيث يتمثل هذا الأمر في صعوبة شد الأطراف أو ثني الجسم أو الدوران أو المشي، ومن هنا يمكن أن تؤثر هذه الحالة بشكل خطير على الأنشطة اليومية خاصة إذا لم يتم التدخل الطبي.
بوجه عام، عادة ما يستمر التصلب من بضع دقائق إلى نصف ساعة ويقل تدريجيا مع الحركة أما إذا كان هذا الأمر ناتجا عن التهاب المفاصل، فإن مدة التصلب تستمر من ساعة إلى عدة ساعات، وتكون شدتها أكثر حدة وغالبا ما تكون مصحوبة بأعراض أخرى مثل تورم أو احمرار المفاصل.
كيف نستطيع التغلب على أزمة تصلب المفاصل الصباحي؟
يمكن أن يحدث تصلب الصباح لدى أي فرد، ولكن يمكن تقليل هذا الأمر بفضل بعض التدابير الوقائية البسيطة والتي تتمثل فيما يلي:
– خلق عادات معيشية صحية
خلق عادات معيشية صحية
- ينصح مباشرة بعد الاستيقاظ بأهمية العمل على ممارسة تمارين الإحماء بلطف والتي تتم من خلال تمارين التمدد وحركة العظام والمفاصل لمساعدة الجسم على التكيف.
- الحصول على حمام دافئ لتنشيط الدورة الدموية وإرخاء العضلات.
- ممارسة الرياضة بانتظام حيث ينصح بأهمية إعطاء الأولوية للتمارين الخفيفة مثل اليوجا أو السباحة أو المشي والتي تساعد في الحفاظ على مرونة المفاصل وصحتها.
- التقليل من مشاعر التوتر عن طريق المشاركة في بعض الأنشطة المفضلة أو الدردشة أو الاسترخاء مع العائلة والأصدقاء.
- إتباع وضعيات النوم المناسبة والمريحة دون الضغط على الأطراف أو المفاصل.
- يجب أن تتميز أماكن النوم بدرجات الحرارة المناسبة للطقس لتجنب تصلب العضلات.
– إتباع الأنماط الغذائية الصحية
إتباع الأنماط الغذائية الصحية
تلعب التغذية دورا مهما في حماية صحة العظام والمفاصل، فعلى وجه التحديد يبدو هذا واضحا من خلال التالي:
- تناول الأطعمة المكملة الغنية بالكالسيوم وفيتامين د مثل الحليب واللبن والجبن وهذا للعمل على تقوية العظام.
- الإعتياد على تناول المكسرات مثل اللوز والجوز والكاجو وهذا لإحتوائها على العديد من العناصر الغذائية الأساسية للمفاصل.
- إعطاء الأولوية للحمضيات مثل البرتقال واليوسفي والجريب فروت وهذا للعمل على استكمال فيتامين C ودعم إنتاج الكولاجين وحماية غضروف المفاصل.
- تعزيز آلية تناول الخضروات الخضراء مثل السبانخ والملفوف واللفت، فالجدير بالذكر أن جميع هذه الأطعمة غنية بمضادات الأكسدة والألياف المفيدة للعظام والمفاصل.
- تناول الأسماك الدهنية مثل سمك السلمون والماكريل والتونة وهذا لغناها بأوميغا 3 التي تساعد في تقليل الالتهاب ودعم صحة المفاصل.
- اختيار تناول الأطعمة الغنية بالبروتين، والخالية من الدهون مثل الدجاج ولحم البقر الخالي من الدهون وهذا للعمل على تجديد أنسجة العضلات الهيكلية.
في النهاية يجب مراعاة أنه في حال تكرار المعاناة من أزمة تصلب المفاصل الصباحي، فمن الضروري أن يتم الذهاب إلى أقرب منشأة طبية لإجراء الفحوصات اللازمة والبعد تماما عن أنماط التعافي بشكل ذاتي لتجنب أي مضاعفات وعواقب صحية غير مرضية.