هل انتهيت من حمامك للتو لتتفاجئين بخروج بعض القطرات التي تسربت تلقائيا؟ هذا هو المقصود بتقطير البول بعد التبول وهو ذلك العرض البولي الذي يحدث عقب خروج الشخص من دورة المياة , والإنتهاء من إفراغ المثانة مما يثير المزيد من الشعور بالقلق حول ارتباط هذا الأمر بأحد المشكلات الصحية في الأعضاء التناسلية , كأحد العلامات التحذيرية التي تمثل مؤشرا دالا على مشكلة ما .. وسوف نتعرف من خلال مقالنا التالي على أسباب تقطير البول بعد التبول .
تقطير البول بعد التبول
إنه لأمر محرج أن يعاني شخص ما من التنقيط البول حيث تبعث تلك المشكلة كثيرا من مشاعر الضيق والخجل والإحراج من صدور رائحة كريهة من المصاب , ويجب أن نشير إلى أن هذا التقطير يشكل علامة أولية ترصد بدايات الإصابة بالسلس البولي والذي يقترن برغبة ملحة تسيطر على الشخص للتبول بشكل فوري , وفي ظل فقدان قدرة المرضى على التحكم في عضلات المثانة فسوف يحفز ذلك ظهور مشكلة تقطير البول .
ماالمقصود بتقطير البول بعد التبول ؟
يتم إعطاء تعريف لتلك الحالة لكونها تعبر عن معوقات تعترض الشخص في بدء عملية إخراج افرازات البول أو حتى استمرارها , وفي حين أن كلا الجنسين قد يعانون من تنقيط البول عقب الإنتهاء من عملية التبول إلا أنه أكثر شيوعا لدى فئة الرجال
وفي البداية سوف يتعين علينا معرفة الأسباب التي تقف وراء حدوث تنقيط البول التي تشكل مقدمة للإنتقال إلى مرحلة العلاج
أسباب تقطير البول بعد التبول
1- عدوى المسالك البولية
ينطلق حدوث تلك العدوى الإلتهابية في الجهاز البولي وتستهدف في العادة جزءا من المسالك البولية , فعندما تصيب الجزء السفلي من الجهاز البولي فإننا نطلق عليها التهاب المثانة أو المثانة المتهيجة , والتي يصاحبها رغبة شديدة في التبول مرارا وتكرارا وفي مدة قصير وبالإضافة إلى الإحساس بالحرقان المؤلم الذي يعد سمة مميزة لتلك العدوى , فقد تم استكشاف أن تلك المشكلة التناسلية سببا مباشرا وراء تقطير البول عقب الخروج من المرحاض.
اقرأ أيضا التغذية الصحية للأشخاص الذين يعانون من التهابات المسالك البولية
2- فترة الحمل والولادة
بالنسبة للنساء الحوامل فقد يعانون من إحراج شديد نتيجة صعوبة التحكم في المثانة مما يجعلهم من فئات الأشخاص الأكثر عرضة لمواجهة تقطير البول بعد التبول , والذي يتفاقم خلال فترات الحمل ويمكن أن يستمر لما بعد ولادة الطفل , ويتم تفسير ذلك بالضعف الذي يطرأ على العضلات والأعصاب والأربطة الموجودة في منطقة الحوض السفلية مما يرفع احتمالات الإصابة بسلس البول
3- مرحلة انقطاع الطمث
يعد بلوغ سن اليأس مرحلة من المراحل التي تمر بها جميع النساء والتي تتداخل مع عوامل هرمونية وفيسيولوجية , وفي ظل التوقف التام للدورة الشهرية سوف يكون التقطير البولي أكثر شيوعا لدى المرأة في المرحلة العمرية التي تتراوح مابين 50 إلى 55 عاما , ويعود السبب الكامن وراء ذلك في تدني مؤشرات هرمون الإستروجين الذي يمثل أحد أبرز الهرمونات الجنسية الأنثوية والذي يقدم اسهامات بارزة في مجال تعزيز صحة المثانة والحفاظ على العضلات الحوضية
4- مشكلات البروستاتا
توجد غدة البروستاتا في الجهاز التناسلي الذكري للرجل وتقع أسفل المثانة , ويمكن أن تصاب بأحد الإضطرابات الإلتهابية التي يرافقها ظهور أعراض الحرقان المؤلم الذي يجعل التبول عسيرا , مع المعاناة من تنقيط البول أو خروجه بشكل متقطع والذي يعتبر ضمن العلامات الدالة على وجود مشكلة حقيقية تتطلب التوجه إلى الطبيب فورا فربما تكون هناك احتمالات على الإصابة بتضخم البروستاتا,وفي نفس السياق يجب أن نعلم جيدا أن خروج قطرات البول بعد التبول ينتمي إلى نوعية الآثار الجانبية الناجمة عن الخضوع لعملية استئثصال البروستاتا كنتيجة مترتبة على الضعف العضلي فيما يحيط بالمثانة من عضلات بعد إزالة تلك الغدة
5- التدخين
ترتفع احتمالات الإصابة بالتقطير البول أيضا لدى الأشخاص المدمنين على التدخين والذي يمثل أحد ابرز عوامل الخطر المرتبطة بمواجهة سلس البول
6- الوزن الزائد
إذا كنت من ضمن الأشخاص البدناء فإن خطر تقطير البول يصبح محتملا أيضا حيث أن الوزن الزائد من العوامل المسببة لتنقيط البول بسبب الضغط المكثف الذي يرهق عضلات الحوض والمثانة بسبب تأثير السمنة المفرطة مما يحفز فرص الإصابة بالسلس البولي
7- مواجهة اضطرابات عصبية
قد يمثل التقطير البولي علامة إنذار على وجود اعتلال عصبي , وتتزايد مخاطر حدوث ذلك عند تشخيص الإصابة بالإضطرابات العصبية وعلى رأسها الإعتلال العصبي السكري ومرض التصلب المتعدد.
8- ارتفاع مستويات التوتر
في ظل معاناة الشخص من القلق الدائم الذي يصل إلى حد التوتر والإرتباك من أقل الأشياء فإن ذلك يمثل دلالة واضحة على سوء الحالة النفسية للفرد مما يثير مشاعر اضطرابية تجعل الشخص فاقدا القدرة على إحكام السيطرة على عضلات المثانة
9- تناول أنواع معينة من الأدوية
قد تكون الإصابة بالتقطير البولي نتيجة اعتياد تناول علاجات دوائية تخلف آثارا جانبية من ضمنها :
- مدرات البول.
- الأدوية المهدئة
- الأقراص المنومة
- بعض أنواع مضادات الاكتئاب.
علاج تقطير البول
- من أجل تشخيص دقيق لحالات تقطير البول لابد من إجراء اختبارات تشخيصية مثل الحصول على خزعة من أنسجة الإحليل , أو أخذ عينة من افرازات البول بغرض الكشف عن نوع البكتريا التي تمثل مصدر العدوى , وبناءا عليها يتم وصف المضادات الحيوية المناسبة
- تستدعي حالات معينة من تنقيط البول التدخل الجراجي كواحدة من الأساليب العلاجية الفعالة , حيث يمكن إخضاع المريض لجراحة البروستاتا للسيطرة على الإنسداد المسبب للتقطير البولي
- تطبيق كمادات الماء الساخن على منطقة أسفل البطن بحيث تؤثر على عضو المثانة لتقليل التشنجات في العضلات
- عمل مساج للبطن من أسفل مع استعمال أسلوب الضغط الطفيف على المثانة بما يساعد على افراغها بشكل جيد