عندما نقوم بذكر أمراض المسالك البولية، فمن الواجب علينا أن نقوم بذكر أكثر هذه الأمراض شيوعا ألا وهو مرض حصوات المثانة، فالجدير بالذكر أنه إذا لم يتم اكتشافها وعلاجها في الوقت المناسب، فمن الممكن أن يسبب هذا الوضع المرضي بعض من المضاعفات الخطيرة والتي تتمثل في حدوث مثل التهاب المثانة والتهاب الحويضة والكلية والفشل الكلوي وسرطان المثانة. لذا قررنا من خلال مقالنا اليوم أن نتحدث بصورة تفصيلية على مشكلة حصوات المثانة وكيف نستطيع وقاية أنفسنا منها قدر الإمكان؟
كيف يتم تكون حصوات المثانة؟
في كثير من الأوقات تحدث الإصابة بالمشكلة الصحية حصوات المثانة في الرجال أكثر من النساء حيث أنه عادة ما تكون الحجارة المتكونة في المثانة كبيرة الحجم بسبب تراكم رواسب الحجر على المدى الطويل من البول في المثانة.
بمزيد من التوضيح أكثر، تعد حصوات المثانة هي عبارة عن الحصوات التي كانت تتواجد في الكلى ومن ثم تتحرك أسفل الحالب وتسقط في المثانة حيث من الممكن أن يتم التخلص من بعضها وخاصة الصغير منها بكل سهولة عند التبول، ولكن غالبا ما يتم احتجاز الحصوات التي يزيد حجمها عن 8 مم في عنق المثانة أو بمجرى البول (الأنبوب الذي يحمل البول للخارج) مما يتسبب هذا الأمر في التبول المؤلم أو ضعف تدفق البول أو احتباس البول الحاد.
ما هي أسباب المعاناة من حصوات المثانة؟
يمكن أن تؤدي بعض الالتهابات أيضا إلى تكون حصوات المثانة حيث يمكن أن تؤدي الحالة الكامنة التي تؤثر على قدرة المثانة على احتواء البول أو طرده إلى تكوين هذا النوع من الحصوات أو بمعنى أن أي مادة غريبة موجودة في المثانة تميل إلى تشكيل الحجارة وتكون الحصوات.
بالإضافة إلى ذلك، فتشمل الحالات الأكثر شيوعا التي تسبب حصوات المثانة ما يلي:
* تضخم البروستاتا: يعد تضخم البروستاتا الحميد، أو BPH من أهم الأسباب التي يمكن أن تسبب إصابة الرجال بحصوات المثانة حيث يمكن أن يعيق تضخم البروستاتا تدفق البول، مما يمنع هذا الأمر من إتمام عملية إفراغ المثانة تماما.
* تلف الأعصاب: عادة، ما تقوم الأعصاب بحمل الرسائل من الدماغ إلى عضلات المثانة، والتي تتحكم في هذه العضلات من خلال الانقباض أو الاسترخاء، ولكن إذا حدث تضرر لهذه الأعصاب بسبب سكتة دماغية أو إصابة في الحبل الشوكي أو مشاكل صحية أخرى، فمن الوارد جدا أن تقوم المثاة بالمعاناة من من ركود البول، ومن ثم يسمى هذا الأمر بالمثانة العصبية.
تشمل الأسباب المحتملة الأخرى لحصوات المثانة ما يلي:
* التهاب المثانة: في بعض الأحيان تسبب التهابات المسالك البولية أو إشعاع الحوض إلى حدوث الشكوى من حصوات المثانة.
* حصوات الكلى: عند الحديث عن الحصوات التي تتشكل في الكلى، فمن الواجب معرفة أنها ليست هي نفسها حصوات المثانة، ولكن من الممكن لحصوات الكلى الصغيرة أن تنتقل عبر الحالب إلى المثانة، وإذا لم يتم طردها، يمكن أن تتطور إلى حصوات المثانة.
إقرأ أيضا: إلتهاب المثانة.. الأعراض والأسباب وطرق العلاج
ما هي مظاهر الإصابة بحصوات المثانة؟
في بعض الأحيان لا تسبب حصوات المثانة حتى الكبيرة منها أي مشاكل صحية مزعجة، ولكن إذا تسبب هذا الأمر في تهيج جدار المثانة أو منع تدفق البول، فمن الوارد ظهور بعض العلامات والأعراض المرضية التالية:
أولا: ألم في أسفل البطن وعند التبول
عندما تتحرك الحصوات في المثانة، فمن الوارد أن يشعر المريض بألم في أسفل البطن حيث يمكن أن يكون هذا الألم خفيفا أو شديدا حسب حجم الحصوة وحركة المريض ذاته. بالإضافة إلى ذلك، فمن الممكن أن تتسبب بعض الالتهابات البكتيرية أيضا في إصابة الشخص بالحمى ولكن ذات درجة حرارة منخفضة.
ثانيا: تلون البول وتواجد الدماء
عندما تصاب الكلى أو المثانة بالعدوى، فمن الوارد أن يؤدي ذلك الأمر إلى أن نزول البول ذات اللون الغائم والغامق عن المعتاد حتى عندما تتواجد حصوات المثانة وتحتك بالمسالك البولية، فسوف ينتج على هذا الأمر حدوث النزيف ومن ثم اختلاط الدم مع البول.
ثالثا: مشاكل التبول
بوجه عام لا يزال بإمكان الأشخاص المصابين بحصوات المثانة أن يقوموا بالتبول بشكل طبيعي جدا، ولكن في بعض الأحيان يمكن أن تسبب هذه الحالة المرضية حظر تدفق البول، أو يكون بشكل متقطع مصحوبا بألم حاد في الأعضاء التناسلية.
الجدير بالذكر أن المريض عندما يقوم بالمشي ويمارس الرياضة كثيرا، فسوف يزداد لديه مستوى الألم ومن الوارد أن تهدأ هذه الآلام عند تلقي الراحة اللازمة. إلى جانب هذا فمن الوارد أن يؤدي انسداد تدفق البول أيضا إلى تبول المريض عدة مرات في اليوم.
كيف نستطيع وقاية أنفسنا من الإصابة بحصوات المثانة؟
للحد من خطر الإصابة بحصوات المثانة، فيمكننا أن نقوم بإتباع النصائح التالية:
1) شرب الكثير من الماء حيث يجب علينا يوميا تناول من 2-3 لترات، ومن ثم يساعد هذا الأمر الجسم على التخلص من سموم الكلى والمثانة، وبالتالي تجنب مخاطر الإصابة بحصوات المثانة.
2) ضرورة إتباع نظم التغذية الصحية والمثالية حيث ينصح بأهمية إضافة الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة ومنتجات الألبان قليلة الدسم أو الخالية من الدسم إلى القائمة كل يوم. بالإضافة إلى ذلك، فيوصى أيضا بضرورة الحد من الأطعمة المقلية، وتجنب استخدام الأطعمة المصنعة أو الأطعمة المعلبة.
3) عند الشكوى والمعاناة من مشكلة زيادة حمض اليوريك في الدم، فمن الضروري على المريض أن يقوم بالحد من تناول الأطعمة الغنية بالبروتين وهذا لأن عنصر البروتين هذا لديه القدرة على تراكم حمض اليوريك في الدم، وتشكيل بلورات ملح اليورات وتراكمها في المثانة.
في ذلك الوقت، سيكون صاحب هذه الحالة المرضية في خطر كبير من تكون الحصوات داخل الجسم. لذا فيجب علينا أن نلتزم يوميا بمعدل 200 جرام فقط من اللحوم كحد أقصى، وإعطاء الأولوية للحوم الخالية من الدهون وصدور الدجاج والحد قدر الإمكان من المأكولات البحرية والروبيان وسرطان البحر.
4) المواظبة على تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والفاصوليا بشكل يومي بمعدلات تبلغ حوالي 30-38جرام للذكور، و 21-25 جرام للإناث.
5) البعد نهائيا عن بعض العادات السلبية الضارة مثل التدخين وشرب المشروبات الكحولية. فالجدير بالذكر أن هذه المواد الكيميائية تتراكم في الجسم وتتسبب بكل سهوله في تكون الحصوات.
في النهاية يجب على المريض عند عندما تكون هناك علامات مرضية واضحة تدل على وجود حصوات في الجهاز البولي أن يعمل على التماس العناية الطبية بشكل فوري وتلقي العلاج المبكر لتجنب المعاناة من أي مضاعفات صحية.