تعد حصى المرارة هي واحدة من أكثر الأمراض شيوعا والتي تصيب الجهاز الهضمي. فالجدير بالذكر أن هذه الحالة لا تسبب أي أعراض ظاهرة تقريبا حيث أنه في الغالب يتم اكتشاف معظمها عن طريق الصدفة من خلال إجراء بعض الفحوصات مثل الموجات فوق الصوتية على منطقة البطن. بشكل توضيحي أكثر سنتعرف اليوم من خلال سطورنا القادمة على أهم العوامل التي تسبب تواجد الحصى في المرارة بصورة مباشرة. هيا بنا
حصوات المرارة
عند حدوث حالة من تكون الحصوات داخل المرارة، فيجب العلم أن مصدر التحصي يتمثل في الصفراء وهو عبارة عن مركب يساعد الجسم على هضم الدهون والعمل على ترويض سلسلة كبيرة من الفيتامينات.
من الممكن أن تكون حصوات المرارة صغيرة مثل بضعة ملليمترات أو كبيرة مثل بضعة سنتيمترات، ولها أشكال مستديرة أو بيضاوية أو العديد من الأشكال الأخرى وهذا على حسب الطبيعة التركيبة لها. فمن الهام معرفة أنه في بعض الأحيان يكون لدى بعض المرضى عدد قليل من الحصوات، ولكن مع البعض الآخر يتواجد داخل مرارتهم الكثير.
أسباب الإصابة بحصوات المرارة
عند الرغبة في معرفة أهم الأسباب التي تؤدي لحدوث تكون الحصوات داخل المرارة، فيجب العلم أن الأمر يتركز في محورين أساسيين ألا وهما:
– احتواء الصفراء على الكثير من الكوليسترول: حيث أنه في الغالب عادة ما تحتوي الصفراء على ما يكفي من المواد لإذابة الكوليسترول الذي يفرزه الكبد ولكن إذا كان الكبد يعمل على إزالة الكوليسترول أكثر مما تستطيع الصفراء إذابته، فإن الكوليسترول الزائد يمكن أن يشكل بلورات وفي النهاية تتكون حصوات المرارة.
– احتواء الصفراء على الكثير من البيليروبين: البيليروبين هو عبارة عن مادة تصنع عندما يقوم الجسم بتكسير خلايا الدم الحمراء. فعلى وجه التحديد هناك بعض الأمراض التي تقوم بجعل الكبد ينتج الكثير منه مثل تليف الكبد والتهابات القنوات الصفراوية، ومن ثم ينتج عن البيليروبين الزائد حدوث حالة من تكوين الحصوات في المرارة.
إقرأ أيضا: إلتهاب المرارة الحاد.. الأعراض والأسباب وطرق العلاج
أهم العوامل التي تزيد من خطر الاصابة بحصوات المرارة
توجد العديد من العوامل المباشرة التي تزيد من خطر الإصابة بحصى المرارة حيث تتمثل هذه العوامل فيما يلي:
أولا: العمر المتقدم
وفقا للعديد من آراء الباحثين، فيجب العلم أن أمر حدوث الإصابة بحصوات المرارة يزداد مع مراحل التقدم فأي نعم من الوارد في بعض الأحيان أن تظهر حصوات المرارة عند الأطفال، ولكن في هذه الحالات غالبا ما يكون الأمر مصحوبا باضطرابات نموذجية أخرى مثل انحلال الدم والتشوهات الخلقية والاضطرابات اللفائفية ومتلازمة الأمعاء القصيرة.
ثانيا: تاريخ العائلة المرضي
يعد الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من حصوات المرارة معرضون لخطر أكبر لحدوث تكون حصوات المرارة. فيمكن القول أن الأمر يعتبر متتابع وناتج عن بعض العوامل الورائية التي تزيد من فرص الشكوى من هذا الأمر.
ثالثا: النوع
تنتشر حصوات الكوليسترول لدى النساء أعلى 4 مرات عن الرجال، فالجدير بالذكر أن كل ذلك يحدث بسبب الهرمونات الأنثوية حيث يزيد هرمون الاستروجين من مستويات الكوليسترول في السائل الصفراوي، ويبطئ هرمون البروجسترون معدل إطلاق المرارة.
بالإضافة إلى ذلك فقد لوحظ أيضا حدوث الارتباط بين التغيرات الهرمونية في الحمل وتشكيل حصوات المرارة حيث تشير أحدث الدراسات إلى أن النساء اللائي يحملن بشكل متكرر أو يستخدمن هرمون الاستروجين الخارجي يزداد لديهن خطر تكوين حصوات الكوليسترول.
رابعا: السمنة
تزيد السمنة والوزن الزائد بصورة مباشرة من مخاطر حدوث الإصابة بحصوات المرارة، وقد وجدت بعض الدراسات الأيضية في المرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة حدوث زيادة في إفراز الكوليسترول في الكبد مقارنة بالأحماض الصفراوية والليسيثين.
خامسا: عوامل أخرى
توجد بعض من عوامل الخطر الأخرى التي تتسبب في تكون حصوات المرارة بشكل مباشر حيث أنها تتمثل في فرط شحميات الدم، وداء السكري، والدقاق غير الطبيعي أو الاجتثاث .
أعراض تكون حصوات المرارة
معظم الأشخاص الذين يعانون من حصوات المرارة تحدث لهم هذه الترسبات المرضية على غير دراية بالأمر، فكما ذكرنا من قبل أن هذا الوضع لا يسبب أي أعراض وغالبا ما يتم اكتشافه عن طريق الصدفة البحتة من خلال زيارات أخرى يتم من خلالها تلقي التشخيص بواسطة الموجات فوق الصوتية في البطن.
بوجه عام تظهر أعراض الألم الشديد في أغلب الأحيان عندما تسد الحجارة قناة المرارة حيث يحدث الألم عادة في حالات الانقباض المفاجئ للمرارة أو بعد تناول وجبة دهنية دسمة، وهذا بسبب زيادة ضغط الحجارة على جدران المرارة أو تقلص المرارة الذي يجعلها تتحرك، مما يؤدي إلى حدوث انسداد في القنوات الصفراوية.
عند حديثنا عن الأعراض الأساسية لهذه الحالة المرضية، فيجب العلم أن مشاعر الألم هذه تظهر عادة في منتصف أو يمين الجزء العلوي من البطن، وأسفل خط الضلع مباشرة حيث يستمر الألم المتزايد حوالي 60 دقيقة ويمكن أن يتزايد، أو يتضاءل خلال الساعات القليلة القادمة من بعد الشهور بالآلام.
يمكن أن تكون أحاسيس الألم قوية ومستمرة أو تظهر في صورة إنتفاخات، ولكنه من غير المألوف أن ينتشر الألم في اتجاه الظهر أي في ذروة الكلى أو الذراع اليمنى. إلى جانب هذا فمن الممكن أن تحدث حالة من الغثيان والقيء، ولكن بوجه عام يجب الإطمئنان إلى حد ما لأن جميع مشاعر الألم هذه يتم القضاء عليها عندما تعود المرارة إلى حالتها الطبيعية.
في النهاية يجب معرفة أن حصوات المرارة هي مشكلة شائعة الحدوث، وعند الرغبة في الحد من خطر ظهورها، فمن الضروري أن يتم تناول ثلاث وجبات متوازنة ذات نظام غذائي صحي وشرب المشروبات العشبية الدافئة والعصائر الطبيعية الغير محلاه صناعيا. بالإضافة إلى ضرورة الحفاظ على الوزن في معدلاته الطبيعية على ألا يتجاوز القاعدة العمرية. بالإضافة إلى أهمية ممارسة التمارين الرياضية مثل المشي يوميا لمدة لا تقل عن 30 دقيقة.