في حين أن فترات المرض في مجملها تبعث أجواءا من التوتر إلا أن الإصابة بإرتفاع في درجات الحرارة التي تجعل الشخص يعاني في ظل الحمى الشديدة أمرا يحتاج قدرا كبيرا من العناية ,وذلك في الظروف المرضية العادية فمابالك بالتي تنشأ بعد ولادة طفلك ,ويطلق عليها حمى , أو عدوى النفاس ,وتنتمي إلى نوعية المضاعفات الشائعة الي تصيب النساء في تلك الفترات الحساسة ,وحين تكون مناعة الأم الجديدة ضعيفة فعدئذ تكون الفرصة سانحة للإصابة بعدوى بكتيرية تستهدف الأعضاء التناسلية الأنثوية .. وسنقدم من خلال مقالنا التالي كل مايتعلق بحمى النفاس بعد الولادة .
حول حمى النفاس بعد الولادة
من المحتمل أن تواجه النساء اللاتي خضن تجربة الولادة قريبا توابع مابعد الولادة, والتي تتضمن مجموعة أعراض مرضية تجعل المرأة تعاني من مشكلات عديدة ,ولعل حمى النفاس من أبرزها , لذلك ينبغي أن تكون المرأة على وعي بكافة أشكال المضايقات, وأعراضها الشائعة التي تمثل علاما تحذيرية يجب وضعها في الحسبان, وبناءا عليه يتم رصد الأساليب الوقاية الفعالة
ماالمقصود بحمى النفاس بعد الولادة ؟
عندما يقرر الطبيب موعد خروج الأم من المستشفى بعد ولادة الطفل , فإنه من المحتمل أن تواجه حالة حمى النفاس, والتي تصبح النساء معرضات لمواجهتها في هذا التوقيت تحديدا بعد وضع الوليد ولعل العلامة الأبرز هي ارتفاع درجة الحرارة لما يفوق 38 درجة مئوية وذلك مايحدث بشكل خاص خلال الأيام العشرة المبكرة من ولادة الطفل , وقد أجمع الأطباء أنها على الأغلب تمثل إحدى مؤشرات العدوى.
وسوف نتناول في السطور التالية الأسباب الكامنة وراء معاناة المرأة من حمى النفاس , وكيف يمكن وقاية الأمهات الجدد من تلك المخاطر
الأسباب الشائعة لحمى النفاس
1-خلال عملية ولادة طفلك يمكن أن يؤدي عدم مراعاة أسس وقواعد النظافة وإجراءات التعقيم الآمنة داخل غرف الولادة إلى انتقال العدوى الإلتهابية التي تسببها البكتيريا بمنتهى السهولة لتصيب بطانة الرحم , وينتمي ذلك إلى نوعية أكثر الأسباب الشائعة وراء معاناة الأم من حمى النفاس , ومن الجدير بالذكر أن نسب الإصابة بعدوى الرحم ترتفع بشكل أكبر لدى النساء اللاتي خضعن للولادة القيصرية مقارنة بمن تمت ولادة أطفالهن عن طريق الولادة الطبيعية , إلا أنه توجد عدة أسباب أخرى يجب إضافتها ووضعها عين الإعتبار , ومن ضمنها :
2- الإصابة بعدوى في الجهاز البولي فيما يعرف بإلتهاب المسالك البولية جراء حدوث انتقال البكتيريا من الرحم إلى الأعضاء التناسلية , وهذا مايجعل المرأة تعاني من حرقان مؤلم أثناء التبول .
3- المعاناة من احتقان أو التهاب في الثدي إلى درجة الشعور بالألم بمجرد لمس الحلمات من ضمن الشكاوى الشائعة لدى النساء بعد الولادة وخاصة عند القيام بإرضاع أطفالهن حيث يبرز موقع التورم, والإلتهاب في المنطقة المحيطة بالحلمة .
4- تعرض الشق الجراحي للإصابة بالعدوى حيث يكون خطر إصابة الجرح بالإلتهاب مقدمة لعدوى النفاس وينطوي على خروج افرازات كريهة الرائحة
أعراض حمى النفاس
من خلال بعض العلامات يمكنك استكشاف وتحديد إصابتك بحمى النفاس بعد ولادتك وتشمل :
- زيادة درجة حرارة جسمك بما يجاوز 38 درجة مئوية
- الشعور بتشنجات مؤلمة في منطقة البطن , وتحديدا في الحوض
- المعاناة من افرازات مهبلية ذات رائحة نفاذة وكريهة,وربما يصاحبها افراز مائي
- الإحساس بقشعريرة ,ورجفة داخلية في الجسم
- الشعور بصداع مؤلم يضغط على الرأس
- سيطرة شعور التعب ,والإجهاد
اقرأ أيضا متلازمة الكآبة النفاسية .. أساليب وقائية لرعاية الأمهات الجدد
عوامل خطر الإصابة بعدوى النفاس
ترفع عوامل الخطر من نسب الإصابة بحمى النفاس بعد وضع طفلك الوليد وتحديدا في أنواع معينة من الحالات ومن ضمنها :
- نوع الولادة / فإذا تمت ولادة طفلك من خلال جراحة قيصرية فسوف تزداد احتمالات مخاطر انقال العدوى من خلال الشق الجراحي إلى الأمهات في غرف الولادة
- تعرض المرأة الحامل إلى مضاعفات تمزق الأغشية المبكر قبل الدخول في مرحلة المخاض يتسبب أيضا في رفع نسب المخاطر الجسيمة التي تنتقل خلالها العدوى البكتيرية إلى الرحم .
- طول المدة المستغرقة في ولادة الطفل
- النساء الحوامل المصابات بضعف مقاومة الجهاز المناعي
- نقص المغذيات الأساسية الذي يعرض المرأة لمشكلات سوء التغذية , مما يضعف من قدرة الجسم على مكافحة مصادر العدوى
الطرق الوقائية الفعالة من حمى النفاس
توجد عدة تدابير وقائية توفر الحماية للأمهات من خطر حمى النفاس ومن ضمنها :
- الحصول على قسط كافي من الراحة , وساعات من النوم الصحي
- يجب الإلتزام بالجرعات المحددة من المضادات الحيوية بوصفة طبية من قبل الطبيب المختص للوقاية من خطر العدوى .
- الحرص على اتباع ممارسات النظافة والتعقيم لشقوق الولادة الجراحية
- مراعاة تطهير اليدين وغسلها بشكل عميق بواسطة الماء والصابون الطبي قبل الشروع في تطهير جرح الولادة
- المداومة على إرضاع طفلك طبيعيا , نظرا لمساهمة الرضاعة الطبيعية في إطلاق الأجسام المضادة لتوفير الحماية للأمهات والأطفال من مضاعفات العدوى
- اتباع نظام غذائي صحي غني بمضادات الأكسدة لتعزيز قوة الجهاز المناعي