يعد الكبد من أهم أعضاء الجسم التي تتعرض دائما لحدوث الإصابة بالكثير من المشاكل المرضية حتي يصل الأمر إلى التأثير السلبي الكبير على الصحة. فالجدير بالذكر أنه من أهم هذه المشكلات هي حدوث المعاناة من خراج الكبد حيث يحدث هذا بسبب تدمير تنظيم خلايا الكبد التي تشكل بؤر القيح في الكبد مما يؤدي إلى تكوين بؤر واحدة أو بؤر متناثرة من القيح تسمى بخراج الكبد. بوجه عام وبمزيد من التوضيح سنقوم اليوم بالتعرف على ما هي أهم أسباب الإصابة بخراج الكبد؟ وما هي أهم أعراضه وطرق العلاج الملائمة له؟.
ما هي أسباب الإصابة بخراج الكبد؟
كما نعلم جميعا أن الكبد هو عضو مهم في جسم الإنسان حيث أنه يقوم بالعمل على تخزين الطاقة وإنتاج البروتينات وإزالة المواد الضارة من الجسم. ولكن عند حدوث الإصابة بخراج الكبد فمن الممكن أن يكون الخراج كبيرا أو صغيرا حيث يعد هذا المرض خطير للغاية لأنه يسبب العديد من المضاعفات الصعبة للإنسان.
تحدث الإصابة بخراج الكبد بسبب التعرض لبعض أنواع البكتيريا والطفيليات. فعلى سبيل التحديد وفي البلدان المتقدمة تعتبر الأسباب البكتيرية هي المسبب الرئيسي لهذا الوضع المرضي. ولكن في جميع أنحاء العالم، تحدث الإصابة بخراجات الكبد بسبب طفيلي الأميبا حيث يعد هذا هو السبب الأكثر شيوعا.
بوجه عام يمكن للبكتيريا والطفيليات أن تقوم بالدخول إلى الجسم مسببة خراجات الكبد على طول مجرى الدم والمسارات اللمفاوية. فيجب العلم أنها توجد في بؤر العدوى مثل حب الشباب والدمامل وخراجات العضلات وخراجات الرئة.
بالإضافة إلى ذلك، فمن الممكن أيضا أن تحدث الإصابة بخراج الكبد بسبب التعرض للكائنات الحية الدقيقة التي تنتقل للخلف عبر القناة الصفراوية إلى الكبد مسببة عدوى بكتيرية بؤرية تسمى خراج الكبد الصفراوي.
ما هي أعراض الإصابة بخراج الكبد؟
مع حدوث المعاناة من خراج الكبد، فسوف يكون لدى المريض بعض المظاهر والعلامات المرضية التالية:
- ارتفاع في درجة حرارة الجسم حتى يصل الأمر إلى حمى تتراوح درجتها من 39 إلى 40 درجة مئوية حيث يحدث هذا خلال المرحلة الحادة من المرض، والتي تنخفض بعد ذلك.
- ألم شديد في الجhنب الأيمن حيث يعد هذا مظهر من مظاهر تضخم الكبد، فإذا تم توسيع الخراج بشكل حاد، فسوف ينتشر الألم إلى منطقة شرسوفي أو منطقة البطن كاملة.
- الشعور بالضيق والثقل في قصور الغضروف الأيمن وهذا بسبب تضخم الكبد، ودفع الحجاب الحاجز إلى الأعلى حيث يشعر المريض بهذا الشعور وأحيانا يسبب هذا الوضع السعال.
- الغثيان والقيء.
- فقدان الشهية وفقدان الوزن.
- التعرق الغزير.
- اليرقان.
إقرأ أيضا: التهاب الكبد الخاطف.. ما هو؟ وكيف يتم التعامل معه؟
ما هي أهم الفحوصات التي يلجأ الطبيب لإجراؤها مع حالة خراج الكبد؟
عندما يعاني المريض من الأعراض المذكورة أعلاه، فسوف يقوم الطبيب بإجراء بعض الاختبارات مثل:
– فحص الدم لعلامات زيادة عدد الكريات البيضاء، وفقر الدم متساوي اللون الخفيف لخلايا الدم الحمراء الطبيعية، واختبار معدل ترسيب الدم.
– اختبارات وظائف الكبد.
– فحص البراز المحتوي على البيض أو ذاتي التغذية من المنسجات، وفي حالة الاشتباه في الإصابة بعدوى المنسجات، فيجب القيام بإجراء مزيد من الاختبارات المصلية.
– الأشعة السينية المستقيمة للصدر حيث تقوم الموجات فوق الصوتية بالعمل على إكتشاف بؤر القيح في الكبد.
– التصوير المقطعي المحوسب حيث تعد هذه هي الطريقة الأكثر فاعلية للعمل على تشخيص خراجات الكبد والأمراض المصاحبة حيث يشير تصوير البنكرياس والقنوات الصفراوية بالمنظار إلى موقع الانسداد وسببه، مما يسمح بإتباع طرق العلاج بالدعامات أو الصرف.
هل تعد الإصابة بخراج الكبد من الأمراض المعدية؟
كما ذكرنا من قبل أن خراج الكبد هذا هو ظاهرة تكوين بؤر القيح في تنظيم الكبد بسبب المعاناة من بعض الالتهابات البكتيرية أو الطفيلية. لذا يمكننا القول أن خراج الكبد ليس مرضا معديا، لذلك لا يمكن أن ينتقل عن طريق الهواء أو الاتصال العرضي من شخص لآخر.
ينتشر خراج الكبد الأميبي بشكل رئيسي عبر الفم حيث أنه يعد نابعا من الأكل غير الصحي للمريض والحياة غير النظيفة. لذلك، يجب العمل دائما على إتباع معايير النظافة السليمة مثل تنظيف اليد جيدا على مدار اليوم وبالأخص بعد استخدام المرحاض وقبل الأكل.
ما هي أهم الطرق العلاجية المعنية بالتعامل مع خراج الكبد؟
في وقتنا الحالي، هناك طريقتان شائعتان لعلاج خراج الكبد ألا وهما الجمع بين العلاج الطبي الجراحي والتصريف الطبي المشترك عن طريق الجلد للقيح تحت الموجات فوق الصوتية وفيما يلي سنتحدث عنهم بشكل مفصل.
أولا: العلاج الطبي
عند اللجوء إلى هذا النمط العلاجي، فيتم العمل على تطبيقه من خلال الإستعانة بما يلي:
- المضادات الحيويه
- تدابير الدعم مثل الراحة، وتناول الطعام الخفيف سهل الهضم.
- علاج الأسباب الناجمة عن الطفيليات مثل تناول الأدوية قاتلة الأميبة والمضادة للديدان الكبدية.
ثانيا: التدخلات الجراحية
يتم تطبيق هذا النمط العلاجي من خلال الخطوات التالية:
- بالنسبة لبؤر القيح الصغيرة التي يقل طولها عن 5 سم فإنها لا تتطلب على الأغلب اللجوء إلى التدخل الجراحي.
- بؤر القيح التي يزيد طولها عن 5 سم، فسوف يتم التعامل معها على حسب موقعها وحالتها المرضية.
- سيتم تطبيق الحد الأدنى من التدخل عن طريق تصريف الخراج تحت إشراف الموجات فوق الصوتية حيث أنه في هذه الحالة سيتلقى المريض تخديرا موضعيا، وسيتم القيام بعمل شق يبلغ حوالي 5 مم، وتحت إشراف الموجات فوق الصوتية سيقوم الطبيب المعالج بإدخال قسطرة في خراج الكبد لتصريف القيح.
- اللجوء إلى جراحة الطوارئ وهذا في حالة حدوث مضاعفات التهاب الصفاق، والخراج تحت الحجاب الحاجز، والدبيلة، والتامور.