يعتبر مرض الغدة الدرقية الخاملة أو قصور الغدة الدرقية من الأمراض التي يحدث فيها عدم إنتاج الغدة الدرقية ما يكفي من الهرمونات، مما يسبب ذلك حدوث بعض المشكلات مثل التعب، والإرهاق الزائد، وزيادة الوزن، والشعور بالاكتئاب، والعديد من الأعراض، ولكن لا داعي للقلق فيمكن علاج خمول الغدة الدرقية بنجاح عن طريق تناول أقراص هرمونية يومية لتحل محل الهرمونات التي لا تصنعها الغدة الدرقية بشكل منتظم. في العموم لا توجد طريقة للوقاية من خمول الغدة الدرقية، حيث تحدث معظم الحالات إما بسبب مهاجمة الجهاز المناعي للغدة الدرقية وإتلافها، أو بسبب حدوث تلف الغدة الدرقية الذي يحدث أثناء تناول بعض الأدوية لعلاج فرط نشاط الغدة الدرقية، أو سرطان الغدة الدرقية. لهذا فسوف نقوم في مقالنا بالتعرف على هذا المرض بمزيد من التفصيل لكي نتعامل معه بشكل مثالي.
ما هي أعراض خمول الغدة الدرقية؟
تعتبر العديد من أعراض قصور الغدة الدرقية متشابهة بشكل كبير مع أعراض بعض الحالات المرضية الأخرى، لذلك فيمكن بسهولة الخلط بينها، وبين الإشتباه بالإصابة بأي مرض آخر، والجدير بالذكر أن عادة ما تتطور الأعراض ببطء، وقد لا تدرك أن لديك مشكلة طبية لعدة سنوات، ولكن في العموم يوجد بعض الأعراض الظاهرة التي يجب الإنتباه لها، وهي كما يلي:
- التعب، والإرهاق الشديد، والضعف العام.
- الحساسية الشديدة للبرد.
- زيادة الوزن بشكل كبير، وملحوظ.
- الامساك
- حدوث بعض حالات، ومشكلات الإكتئاب.
- البطئ الملحوظ في الأفكار، والحركات.
- آلام شديد، وتشنجات في العضلات، وضعفها بوجه عام.
- الجلد الجاف، والمتقشر.
- الشعر، والأظافر ذو الحالة الهشة.
- فقدان الدافع، والرغبة الجنسية.
- حدوث ألم، وخدر وإحساس بالوخز في اليد، والأصابع بما يسمى متلازمة النفق الرسغي.
- مجيء الدورة الشهرية بشكل غير منتظم أو بمعدل غزير.
قد يصاب كبار السن الذين يعانون من قصور في الغدة الدرقية بمشاكل في الذاكرة، والاكتئاب، إلى جانب الأطفال الذين قد يعانون من تباطؤ في النمو، والتطور بشكل عام، أما بالنسبة للمراهقون فمن الوارد حدوث بلوغهم في وقت مبكر عن المعتاد، لذلك إذا ظهرت عليكي سيدتي، أو على أفراد أسرتك أي من الأعراض السابقة فيجب التوجه على الفور للطبيب المختص، واطلبي منه بشكل سريع إجراء اختبار لقصور الغدة الدرقية.
إقرأ أيضا: حمى القش.. الأعراض والأسباب وطرق العلاج
ما هي أسباب خمول الغدة الدرقية؟
- يحدث خمول الغدة الدرقية عندما لا تنتج هذه الغدة ما يكفي من هرمون “الثيروكسين”.
- تحدث معظم حالات الخلل في الغدة الدرقية بسبب مهاجمة الجهاز المناعي لهذه الغدة، وإتلافها، أو بسبب الضرر الذي يحدث نتيجة تناول بعض أدوية سرطان، أو فرط نشاط الغدة الدرقية.
الجهاز المناعي ومرض الغدة الدرقية
عادة ما تحدث الإصابة بمرض خمول الغدة الدرقية عند مهاجمة الجهاز المناعي، الذي يحارب العدوى الغدة الدرقية، حيث يضر هذا بهذه الغدة، مما يعني أنها غير قادرة على إنتاج ما يكفي من هرمون “الثيروكسين”، وبالتالي تظهر أعراض القصور، والخلل.
توجد حالة مرضية تسمى (هاشيموتو) حيث تعتبر هذه الحالة هي النوع الأكثر شيوعا من تفاعلات المناعة الذاتية التي تسبب قصور الغدة الدرقية، ولكن ليس من الواضح أسباب حدوث هذا المرض لكي نسعى لتجنبها، إلا أنه شائع لدى الأشخاص المصابين باضطرابات آخرى في الجهاز المناعي، مثل النوع 1 من داء السكري، والمرض الجلدي البهاق.
بعض الأسباب الأقل شيوعا للإصابة بمرض الغدة الدرقية
- يعد نقص عنصر اليود الغذائي سببا شائعا لحدوث قصور الغدة الدرقية، لأن الجسم يحتاج إلى هذا العنصر لصنع هرمون الغدة الدرقية.
- يولد الأطفال أحيانا بخمول الغدة الدرقية، وذلك لعدم تطورها بشكل صحيح داخل رحم الأم، وهذا ما يسمى قصور الغدة الدرقية الخلقي، وهو غير شائع، ويؤثر على حوالي 1 من كل 3 طفل، وفي الغالب عادة ما يتم التقاطه أثناء الفحص الروتيني بعد الولادة مباشرة.
- تؤدي بعض مشكلات الغدة النخامية إلى حدوث خمول في الغدة الدرقية، حيث تقع الغدة النخامية في قاعدة الدماغ، وتقوم بتنظيم عمل الغدة الدرقية. لذلك، فقد يؤدي تلف الغدة النخامية إلى قصور الغدة الدرقية.
كما تم ربط خمول الغدة الدرقية ببعض أنواع العدوى الفيروسية، أو بعض الأدوية المستخدمة لعلاج حالات أخرى، مثل:
- دواء الإنترفيرون: هذا النوع يستخدم بشكل فعال في علاج أنواع معينة من السرطانات، وإلتهاب الكبدي C.
- دواء الليثيوم : يعتبر هذا الدواء من أهم الأدوية التي تستخدم أحيانًا لعلاج بعض حالات الصحة العقلية، والنفسية بما في ذلك مرض الاكتئاب، والاضطراب ثنائي القطب.
- دواء الأميودارون: هذا الدواء يستخدم في كثير من الأوقات لعلاج عدم انتظام ضربات القلب.
ما هو علاج خمول الغدة الدرقية؟
عادة ما يتم علاج مرض خمول الغدة الدرقية عن طريق تناول أقراص بديلة للهرمونات، وذلك بشكل يومي، وهذه الأقراص تسمى ليفوثيروكسين حيث يعمل هذا الدواء على أن يحل محل هرمون الثيروكسين، الذي لا تكفي منه الغدة الدرقية، ومن ثم ينتج عنه هذا المرض.
في باديء الأمر سيقوم الطبيب بإجراء اختبارات دم منتظمة حتى يتم الوصول إلى الجرعة الصحيحة التي يجب تناولها من دواء ليفوثيروكسين، حيث يبدأ تناول هذا الدواء بجرعة منخفضة، والتي يمكن زيادتها تدريجيا، اعتمادا على كيفية استجابة الجسم لها.
يبدأ بعض الأشخاص في الشعور بالتحسن بعد فترة وجيزة من بدء تناول العلاج، بينما لا يلاحظ البعض الآخر تحسنا في أعراضهم لعدة أشهر متواصلة، الجدير بالذكر أيضا أنه بمجرد تناول الجرعة الموصى بها، يتم إجراء فحص دم مرة واحدة في السنة لمراقبة مستويات الهرمون لديك.
إذا أشارت اختبارات الدم إلى احتمال إصابتك بخمول الغدة الدرقية، ولكن ليس لديك أي أعراض ظاهرة، أو كانت خفيفة جدا، فقد لا نحتاج إلى أي علاج. في هذه الحالات، سيراقب طبيبك عادة مستويات هرمونك كل بضعة أشهر، ويصف ليفوثيروكسين إذا ظهرت عليك أعراض شديدة في حالة تطورية للمرض.