على الرغم أن وصف السرقة غير ملائم تماما لطفل في مرحلة الطفولة إلا أن هناك بعض التصرفات التي يسلكها الأطفال, والتي تمثل سلوكيات مرفوضة تماما ولكن يتعين على الأم مهمة تقويمها,فقد تقوم بعض الأمهات بملاحظة قيام طفلها بإحضار أقلام أو أغراض معه في حقيبته بعد عودته من المدرسة ,وبسؤاله فإنه يصبح متوترا لتتبين فيما بعد أنه قد قام بسرقتها من صديقه في الصف , ومع تكرار السرقات المختلفة لأشياء عديدة أو تخبئتها في أماكن أخرى غير أماكنها الأصلية التي وضعت فيها , فإنك تكتشفين أن طفلي يعاني من مرض السرقة ولابد من إصلاح الوضع قبل أن يتفاقم أثره ,ويتحول لمشكلة صعبة التغيير بحيث تصبح مستمرة معه لفترة طويلة , وبالتالي يكون العلاج أصعب .. وسوف نقدم من خلال مقالنا التالي مجموعة طرق فعالة للتخلص من سلوك السرقة لدى الأطفال .
سلوك السرقة عند الأطفال
في حين أن الطفل يمكن أن يكون عنيدا أو متمردا أو كاذبا فإن الصدمة الحقيقية بالنسبة للأمهات أن يكون الطفل سارقا حيث يمكن أن تمتد يديه على شنطة رفيقه في الدراسة ليسلب قلما , هذا بالنسبة لطفل لايعي شيئا وهنا يكمن الخطأ في التربية التي ينبغي أن يتم ترسيخها كمبادىء أساسية منذ الصغر حيث من الوجب أن يتولى الوالدين مهمة تقويم السلوك حتى لاتصبح المشكلة مستعصية ببلوغ مرحلة المراهقة ,فمن المهم تعليم طفلك أنه لايجب أن يأخذ شىء دون أن يقوم بدفع ثمنه أولا
بصفتك أم ولديك طفل يعاني من السرقة فإنك ترغبين في البحث عن أساليب لإحباط تطور داء السرقة لدى الأطفال
الأسباب الشائعة للسرقة لدى الأطفال
من المهم أن تركز الأمهات أثناء تربية النشء على النحو السليم بعدم مد اليد للحصول على شي ما بدون إذن من صاحبه , لأن هذا من الأفعال الخاطئة التي لايجب الإقدام عليها حتى لايتحول إلى شخصية غير سوية , وتتعدد الأسباب التي تدفع الطفل إلى سرقة الأغراض المختلفة سواء من الأصدقاء أو المحلات ويتم رصدها على النحو التالي :
- قد تكون مسـألة السرقة من باب الفضول الذي يرغب الطفل في إشباعه من خلال رغبته الملحلة لمعرفة ماوراء الأشياء وطبيعة عملها
- قد تنسب السرقة المرضية لدى الأطفال لأبعاد نفسية تدفع الطفل لمد يده لسرقة متعلقات الآخرين نتيجة إحساسه بالحرمان العاطفي مما يقوده إلى تبني سلوك السرقة بشكل لاإرادي
- الرغبة الشديدة في جذب انتباه الآباء أو الأشخاص في البيئة المحيطة
- العوامل البيئية الخارجية حيث يمكن أن يكون الطفل أكثر عرضة للتأثر بسلوكيات الأشخاص الآخرين أو مسلسلات وبرامج التليفزيون , كما أن الأطفال في هذا السن الصغير يخضعون للتأثير السلبي للألعاب الإليكترونية وانعكاساتها على سلوكهم
- الإضطرابات النفسية في بعض الأحيان الناجمة عن ارتفاع مستويات القلق والتوتر
طرق فعالة التعامل مع مشكلة السرقة عند الأطفال
يمكن أن تتوافر بعض الأساليب التي يمكن للأمهات الإستعانة بها كشكل من أشكال التعامل الأمثل مع الأطفال المصابين بمرض السرقة ومن ضمنها:
1-إجراء نقاشات مفتوحة
كخطوة أولية يجب على الأم أن تضعها على رأس قائمة أولويتها هي ماتتمثل في إجراء نقاشات ودية يشملها الحنان في صورة حوارات مفتوحة تقوم الأم بالتحدث فيها مع الطفل على أن يتم ذلك بمنتهي الهدوء بدون نبرة حادة أو اعتماد أساليب الغضب والضرب , والتركيز على التنديد بخطورة السرقة , مع إتاحة الفرصة له للتحدث والإفصاح عن دوافعه , وفي الوقت نفسه يجب تجنب توجيه اللوم والعتاب , أو رص الإتهامات بشكل مباشر , مع محاولة أن تكون الأمهات أكثر تفهما لآراء الطفل, ووجهة نظره.
اقرأ أيضا 6 فوائد لمشاهدة الرسوم المتحركة بشكل انتقائي للأطفال
2-الإستعانة بأدوات التعلم
قد لايستوعب الطفل الأشياء بنفس النمط مقارنة بالأشخاص البالغين حيث يحتاج إلى شرح مبسط يعلمه كيفية التمييز بين ماهو ملكه وماهو ملك للغير من أقرانه أو أي شخص آخر , ومن الضروري أن تكون هناك إرشادات تضعها الأم لترسيخ فكرة احترام متعلقات الآخرين , ويمكن توضيح فكرة السرقة بواسطة القصص والألعاب بطريقة أكثر تشويقا وامتاعا بالنسبة لطفل ,وفي الوقت نفسه توضيح عقاب السارق
3- تلبية احتياجات الطفل
من المهم أن تدرس الأم جيدا متطلبات الطفل الأساسية فمن خلال معرفة تلك المعطيات سوف تتم تلبية احتياجات الطفل سواء مادية أو عاطفية , ويعمل ذلك بمثابة الركيزة الرئيسية لتزويد الطفل بالحب , والإهتمام بالقدر الكافي , مع منحه فرصة للتشجيع على التعبير عن مشاعره الداخلية بكل حرية
4-تفعيل أساليب العقاب الإيجابي
لايجب اتباع نهج العنف كوسيلة للعقاب, ومن الأفضل اختيار أشكال العقاب الإيجابية بعيدا عن الضرب أو أي نوع من الإيذاء النفسي أو البدني للطفل ليحله محله الأساليب الإيجابية في العقاب والتي تتنوع بين حرمان الطفل من مفضلاته من الأنشطة الترفيهية لمدة قصيرة , أو قطع المكافآت التي يحصل عليها تقديرا لسلوكه الجيد
5-اللجوء إلى المتخصصين
بعض الحالات الشديدة من السرقة تفضل اللجوء إلى القيام بزيارات دورية للأشخاص المتخصصين الذين يحددون أساليب علاجية معينة للسرقة لدى الأطفال تفاديا للتعرض لمخاطر وعواقب جسيمة قد تؤثر عليه