تظل الأم تكرر على إبنائها يوميا مقولة ” قومي عزيزي بغسل يديك بشكل دائم لوقايتك من الأمراض”، فيجب العلم أن الأم هنا على حق حيث تتعدد المشاكل الصحية المتعلقة بالجراثيم والميكروبات الناتجة عن إهمال طرق النظافة والوقاية والأمان الصحي، ومن ضمن هذه الأزمات هي حدوث الإصابة بعدوى الليستيريا المستوحدة التي تصيب الكبير والصغير وماقد يترتب عليها من مشاكل صحية عديدة.. في العموم هيا نتعرف على هذه المشكلة بمزيد من التفصيل وكيف نتعامل معها.
ما هي عدوى الليستيريا المستوحدة؟
هي عبارة عن عدوى شديدة تحدث نتيجة تناول الطعام الملوث ببكتيريا الليستيريا المستوحدة حيث تتواجد هذه البكتيريا في أغلب الأحيان بداخل اللحوم الغيرمطبوخة جيدا وفي منتجات الألبان. فالجدير بالذكر أنه أحد الأمراض الخطيرة ولكن الكثير لا يعلم عنه شيئا، فهو يُعد أحد أنواع العدوى الغير شائعة.
من هم الأشخاص المعرضون لخطر الإصابة بالليستيريا المستوحدة؟
يمكن لأي شخص أن يصاب بهذا النوع من العدوى. ولكن مع بعض الفئات مثل النساء الحوامل أو الأجنة فيعد هذا الأمر خطير جدا حيث يمكن لهذه البكتيريا أن تقوم بعبور المشيمة ومن ثم تسبب الإجهاض أو حدوث الولادة المبكرة ، أو موت الجنين بعد الولادة مباشرة.
إلى جانب هذا فمن الممكن أن يصاب الرضع بمرض خطير بعد الولادة في حالة إصابة الأم الحامل لهذه المشكلة الصحية خلال فترة الحمل. الجدير بالذكر أيضا أن الأشخاص الذين يعانون من الضعف في جهاز المناعة مثل مصابين الإيدز والسرطان وكبار السن ومن قامو بزراعة الاعضاء هم أكثر عرضة لمواجهة هذه المشكلة الصحية الخطيرة .
ما هي علامات الإصابة بعدوى الليستيريا المستوحدة؟
تحدث الإصابة بهذا النوع من العدوى في الأشخاص الأصحاء وبالأخص عند تناول الطعام الملوث بالليستيريا المستوحدة، فالجدير بالذكر أن هذه البكتيريا لا تتسبب في ظهور أي اعراض واضحة تدل على تواجدها داخل الجسم.
من الوارد أن يصاب بعض الأشخاص ممن تعرضو لهذه الكتيريا بعدد من الأعراض تشبه الأنفلونزا مثل الحمى وآلام العضلات والغثيان والقيء والإسهال وآلام المعدة، وبالأخص إذا تناولوا طعاما ملوثا بعدد كبير منها.
يمكن لهذا النوع من البكتيريا أن يقوم بالدخول إلى مجرى الدم مسبب الإنتان أو الدخول إلى الجهاز العصبي مسببا التهاب السحايا في الدماغ يصاحبه الصداع، وتصلب الرقبة، والصرع ، وفقدان التوازن والشعور بالارتباك أو القلق الشديد.
في العموم من الوارد أن تكون هناك أعراض وعلامات أخرى غير مذكورة. لذا يجب الإهتمام بالأمر وعدم التخاذل تجاهه وبالأخص عند ملاحظة أي أعراض غريبة حيث ينصح بالتوجه الفوري للطبيب المختص وعرض الوضع عليه.
متى نحتاج إلى زيارة الطبيب؟
في حالة المعاناة من الحمى أو آلام العضلات أو الغثيان أو الإسهال بعد القيام بتناول الأطعمة التي يحتمل أن تكون ملوثة مثل الأطعمة المصنوعة من الحليب غير المبستر أو النقانق أو اللحوم غير المعاد تسخينها، إذن فنحن هنا بحاجة إلى الاتصال بالطبيب.
أما في حالة المعاناة من ارتفاع درجة الحرارة أو الصداع الشديد أو التصلب في الرقبة أو الارتباك أو حساسية للضوء، فيجب طلب المساعدة الطارئة على الفور حيث من الوارد أن تكون هذه العلامات والأعراض مؤشرا على حدوث الإصابة بإلتهاب السحايا والدماغ الجرثومي.
ما هي اسباب حدوث الإصابة بعدوى الليستيريا المستوحدة؟
يعد السبب الرئيسي والوحيد لحدوث هذه الحالة المرضية هو تناول طعام ملوث ببكتيريا الليستيريا المستوحدة حيث تم العثور على هذه البكتيريا بصورة واضحة في التربة والمياه ويمكن أن تلتصق بالخضروات الجذرية الخام من التربة أو من الأسمدة.
يمكن أن تتشبث البكتيريا الليستيريا أيضا باللحوم النيئة والحليب الغير مبستر والأطعمة المصنعة (مثل بعض أنواع الأجبان واللحوم الباردة والنقانق).
ما الذي يزيد من خطر الإصابة بعدوى الليستيريا المستوحدة؟
النساء الحوامل والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالبكتيريا الليستيريا.
فبالنسبة للنساء الحوامل فهذا النوع من العدوى قد يصيبها ببعض العوارض الخفيفة، إلا أن العواقب على الجنين تأتي وخيمة حيث يمكن أن تكون خطيرة للغاية وتتسبب في حدوث الإجهاض، أولادة جنين ميت، أو تعرض الأم للولادة المبكرة، أو حدوث الإصابة بالعدوى الجنينية التي قد تكون قاتلة بعد الولادة.
بالإضافة إلى ذلك، فقد يصيب خطر الإصابة بعدوى الليستيريا المستوحدة الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة بما في ذلك:
- الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن الـ 65 عاما.
- الأشخاص المصابون بالإيدز.
- تلقي بعض الأدوية الكيميائية.
- الإصابة ببعض الأمراض المزمنة مثل مرض السكري أو أمراض الكلى.
- استخدام بعض أدوية التهاب المفاصل الروماتويدي، ومثبطات المناعة.
يجب الإنتباه أن ما نقوم بتقديمه من معلومات لا يغني عن وجوب الإستعانة بالإستشارة الطبية إذا لزم الأمر.
ما هي الطرق المستخدمة لعلاج عدوى الليستيريا المستوحدة؟
من أهم طرق علاج الليستيريا المستوحدة هو ضرورة الإستعانة بالمضادات الحيوية حيث تعد هي الطريقة الأسرع والأكثر فعالية للتعامل مع هذه المشكلة الصحية.
يجب على المريض أن يقوم بتلقي علاجه في المستشفى، وهذا لكي يتم حقن المضادات الحيوية مباشرة في مجرى الدم وتناول بعض أنواع الأدوية الأخرى عن طريق الفم لحماية المريض من الإنتكاس. في العموم يستمر العلاج بالمضادات الحيوية عادة لمدة 3-4 أسابيع، وقد يحتاج المرضى الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة إلى علاج أطول لأن المرض غالبا ما يتكرر طبقا للحالة الصحية.
ما هي التقنيات الطبية المستخدمة لتشخيص عدوى الليستيريا المستوحدة؟
بوجه عام سوف يعتمد الطبيب على الأعراض التي يواجهها الشخص المصاب. بالإضافة إلى قيامه بإجراء بعض الفحوصات البدنية ورؤية التاريخ الطبي للمريض. وفي حالة الضرورة سيقوم بطلب بعض الاختبارات بما في ذلك فحوصات الدم والبزل القطني وهذا لجعل التشخيص أكثر دقة.
ما هي أنماط الحياة الصحية للحد من تطور عدوى الليستيريا المستوحدة؟
يجب علينا أن نقوم بفعل بعض الأشياء للمساعدة على الحد من تطور المرض وتتمثل في:
- إعلام الطبيب بجميع الأدوية التي يتم تناولها (بما في ذلك الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية والمنتجات العشبية)، لكي يقوم بتشخيض وعلاج الحالة بشكل صحيح.
- التواصل الفوري مع الطبيب، وبالأخص في حالة المعاناة من المرض بالرغم من تناول المضادات الحيوية.
- تناول المنتجات الحيوانية في صورتها المطبوخة مثل اللحوم والدواجن.
- شطف الفواكه والخضروات بصورة جيدة جدا قبل الأكل.
- الإنتظام في غسل اليدين وأدوات الطهي بالماء الساخن والصابون بعد صنع الطعام، وبالأخص عند ملامسة اللحوم النيئة.