لا يغفل على أحد منا أن القلق من أهم العواطف المألوفة والتي من الوارد أن تسيطر علينا في بعض الأوقات ونتيجة التعرض لبعض الظروف والمواقف، ولكن عندما يتحول الأمر إلى حالة اضطرابية ينتج عنه مجموعة من الحالات النفسية ومن ثم يؤثر هذا الأمر على حياة الفرد اليومية بشكل سلبي، فسوف يصبح من الواجب علينا أن نقوم بالحديث عنه بشكل تفصيلي. بمزيد من التوضيح والفهم سنقوم اليوم بفتح ملف اضطرابات القلق وأهم العلامات التحذيرية التي تشير إلى حدوث المعاناه منه.
تصنيف اضطرابات القلق
توجد العديد من أنواع اضطرابات القلق، والتي تتمثل فيما يلي:
- اضطراب ما بعد الصدمة: هو عبارة عن اضطراب عقلي يحدث نتيجة التعرض لحدث صادم ومن أهم أعراضه القلق الواضح، ويستم بعد انتهاء الحدث بفترة طويلة.
- الرهاب الاجتماعي: يبدو هذا الأمر ظاهرا من خلال الخوف المفرط في المواقف الاجتماعية العادية، وغالبا ما يخشى المرضى التواصل والعمل والالتقاء والتجمع في الأماكن المزدحمة.
- اضطراب القلق عن بعد: يظهر هذا الأضطراب من خلال التعرض للقلق المفرط بشأن الابتعاد عن البيئة أو الأشخاص الذين يوفرون شعورا بالأمان حيث يبدو هذا الأضطراب شائع الحدوث مع الأطفال الصغار.
- اضطراب القلق المنتشر: تحدث هذه الحالة نتيجة التعرض للقلق المنتشر بوجه عام، ولا يرتبط بأي موقف محدد، فالوضع هنا يتم التعامل معه بصورة مجملة.
- اضطراب الوسواس القهري: من العلامات الشائعة لهذه الحالة المرضية هي الأفكار الوسواسية والقلق دون سبب وجيه والاضطرار إلى أداء سلوكيات قهرية لتقليل التوتر. فالجدير بالذكر أن الشخص المصاب بهذه الأزمة لديه أفكار وسلوكيات تتكرر بلا معنى ودون حسيب ولا رقيب.
أهم العلامات التحذيرية التي تدل على المعاناة من اضطرابات القلق
توجد العديد من الأعراض التي تدل على حدوث التعرض لأزمة اضطرابات القلق، فالجدير بالذكر أن هذه العلامات تتمثل في الآتي:
- الخوف من سبب غير معروف حيث يعد هذا العرض خطير جدا ويؤدي إل حدوث المعاناة من الرهاب، وفي حالات محددة أخرى سيختبر المريض هذه المشاعر ولا يمكنه التغلب على هذا الخوف أو الهوس.
- الإجهاد والقلق المفرط بشأن الأشياء الطبيعية التي تحدث من حولنا حيث يعد هذا هو أحد الأعراض النموذجية لاضطراب القلق.
- صعوبة التفكير والحفاظ على الهدوء والتحدث كثيرا والمشي باستمرار.
- ضعف التركيز، وانخفاض الذاكرة بسبب الإجهاد العقلي لفترة طويلة جدا.
- عدم انتظام وسرعة ضربات القلب.
- عدم القدرة على التنفس بعمق، وفي كثير من الاوقات تحدث المعاناة من ضيق في التنفس.
- حدوث ارتجاف في الأطراف أو تخدرها.
- الشعور بأن الجسم يفتقر إلى الحيوية والتعب والخمول وإصابة العضلات والعظام والمفاصل بحالة من الأرهاق.
- الدوخة والصداع والغثيان والتعرق بغزارة.
- المعاناة من اضطرابات الجهاز الهضمي، واضطرابات الذوق، وزيادة الوزن المفاجئ أو فقدانه.
- الشكوى من اضطرابات النوم، والتي من الوارد أن تتمثل في النعاس المستمر أو الحرمان الشديد من النوم، مما يؤثر هذا الامر بشكل خطير على الصحة العقلية والبدنية.
- حدوث أزمة الشك الذاتي حيث سؤال النفس دائما العديد من الأسئلة عن دواخل النفس، الأشياء التي تحدث من حولنا، مما يؤدي هذا الامر إلى انعدام الثقة والخوف من التواصل والتكيف مع الحياة في الخارج.
بعد ذكر كل هذه العوارض، وبدون التدخل في الوقت المناسب وتلقي العلاج الأمثل، فسوف ينتج على هذا الوضع المرضي اضطرابات القلق، ومن ثم حدوث الكثير من العواقب الوخيمة.
لا نستطيع أيضا أن نتجاهل أن المشاعر المستمرة للقلق وانعدام الأمن من الامور التي تؤدي إلى التباطؤ والتعب ونقص الحيوية وحدوث الإصابة بالاكتئاب حيث يصبح المرضى منغلقين، ويخشون التواصل مع المجتمع، ويقللون من قدرتهم على التكيف مع الحياة، ومن هنا تؤثر جميع هذه الأوضاع على جودة الحياة والدراسة والعمل.
الطرق العلاجية المعنية بالتعامل مع اضطرابات القلق
يمكن علاج اضطرابات القلق بشكل فعال من خلال بعض الأنماط، بما في ذلك:
1) العلاج النفسي: يمكن للطبيب المختص ممارسة بعض العلاجات مثل العلاج السلوكي المعرفي وعلاج القبول والالتزام
2) تقنيات الرعاية الإضافية: تتمثل هذه التقنيات في تدعيم حالة اليقظة، وممارسة تمارين اليوغا أو مهارات إدارة الإجهاد حيث تعد هذه هي بعض الطرق التكميلية أو البديلة في علاج اضطرابات القلق.
3) العلاج الدوائي: لا يوجد دواء يمكن أن يعالج أو يمنع اضطرابات القلق. ومع ذلك، قد يقوم بعض الأطباء بالعمل على وصف بعض الأدوية المضادة للقلق أو المضادة للاكتئاب لتحسين الأعراض ومساعدة الناس على العيش بشكل جيد مرة أخرى.
بصورة مختصرة وفاصلة، يمكننا القول بأن اضطرابات القلق التي تحتاج إلى علاج في الوقت المناسب سوف تساعد المرضى على العودة قريبا إلى حياة واثقة وصحية وسعيدة ومن ثم تحسين جودة العمل والدراسة والعلاقات الاجتماعية. لذا، فعند القيام بالتعرض لبعض من العلامات العقلية والجسدية الدالة على المعاناة من اضطرابات القلق، فمن الواجب وبشكل فوري أن يتم فحص المرضى وإعطائهم الإستشارات اللازمة من قبل الأطباء المحترفين والمختصين في هذه الأوقات.