أي شخص سليم يتمتع بصحة جيدة يمكنه التعرف على وجوه الـأشخاص الآخرين وتحديد ملامحهم وسماتهم الشكلية , ولكن بعد وصول أنباء عن إصابة الممثل العالمي براد بيت بمرض عمى الوجوه كان من المهم بالنسبة لنا التعرف على العلامات الدالة على إصابة الأشخاص بمثل تلك المشكلة والتي تعني مواجهة اختلالات في القدرة المعرفية للوجوه , مما ينذر بضرورة التعامل مع تلك الحالة العصبية المؤثرة على نفسية المصابين والذين يواجهون في ظلها معرفة وجوه أقرب المقربين من الأهل, والأقارب والأصدقاء .. وسوف نقدم بمزيد من التفاصيل كل مايخص اضطراب عمى الوجوه .
ماهو اضطراب عمى الوجوه ؟
مع تعدد الإضطرابات المؤثرة على الجهاز العصبي للأفراد والتي منها ماهو شائع كالصداع النصفي , والألم العصبي الوربي بينما من جهة أخرى توجد أنواع نادرة منها هذا الخاص بعمى الوجوه أو كما يعرف باللغة الطبية( Prosopagnosia) وسوف نستعرض أعراضها , ولكن يجب أن تضعي في اعتبارك أولا أنه لم يتم التوصل حتى الآن لخيار علاجي دقيق ومثالي لتلك الحالة المرضية المثيرة للقلق , إلا أن هناك إجراءات معينة يمكن إتباعها في سبيل رؤية تحسن في الوضع الصحي
أعراض عمى الوجوه
على الرغم من الرؤية الطبيعية لكامل أجزاء الوجه من قبل الأشخاص المصابين إلا أن ملامح الوجه تظهر على نحو متشابه بالنسبة لجميع الأشخاص وكأنه حدث استنساخ لهم وفقا لحدود رؤية المريض , وهنا يكمن مصدر الصعوبة في معرفة من القادم في مواجهتك
تتعدد وقع التأثيرات المختلفة للمرض على المصابين به , ونقصد من ذلك فقدان بعض الاشخاص لآليات التفرقة بين درجة قرب الأشخاص بالنسبة إليهم وهل الشخص يمثل أحد الأقارب أو الغرباء غير المألوفين ؟ بينما يتخذ البعض نمط آخر لدى آخرون الذي فشلوا في التعرف على وجوه أفراد العائلة الذين يشاركونهم نفس المنزل بل امتد الأمر لعدم معرفتهم بوجوههم الشخصية
توجد مجموعة أخرى من الأعراض الخاصة بمرض عمى الوجوه وتشمل :
- إيجاد صعوبات في معرفة مايعبرعنه وجوه الآخرين من مشاعر
- فقدان القدرة على تحديد الأعمار الحقيقية للأشخاص وبالإضافة للمرحلة العمرية فإن الصعوبات تشمل أيضا عدم معرفة جنس الآخرين
- عدم إمكانية معرفة الشخصيات التي يتم تجسيدها في الأعمال الدرامية أو القيام بدور المتابع للسيناريوهات أو محتوى برامج التليفزيون والأفلام
- يصل الأمر إلى عدم امتلاك المقدرة الكافية على التعرف على الحيوانات والسيارات
- يتسبب اضطراب التعرف على الوجوه في وجود عوائق تقف حائلا أمام تشكيل علاقات , أو التورط في مشكلات في أماكن العمل أو الدراسة , مما قد يترك تأثيره على الصحة العقلية والنفسية مسببا اضطرابات القلق الإجتماعي والإعتزال عن الواقع والذي يقود إلى حافة الإكتئاب
اقرأ أيضا العمى النهاري..حالة طبية تسبب النفور من الضوء الساطع
أسباب حدوث عمى الوجوه
بما أن الدماغ هو الجزء من الجسم الذي يعد موطن الإحتفاظ بالذكريات والتصورات , فإنه عند وقوع أحد أوجه الخلل الذي يمثل مشكلة فسوف تتأثر خصائص معالجة المعلومات والبيانات بشأن الوجوه , ولعل الأسباب الشائعة التي تقف وراء حدوث الإضطراب هو الضرر الذ يصيب الدماغ مسببا تلف الخلايا كنتيجة تلى الإصابة بالجلطة الدماغية أو إصابات الرأس الفجائية أو اعتلال الدماغ أو أمراض التدهور الإدراكي , فضلا عن كونه عرضه مصاحبا للأشخاص المصابين بالتوحد.
يمكن أن يرجع السبب في أحيان كثيرة إلى عوامل وراثية تتحكم فيها جينات معينة , او خلقيا يصاحب الشخص منذ الولادة
علاج عمى الوجوه
مع العلم , لم يتم التوصل حتى الآن لعلاجات محددة تحقق نتائج فعالة كعلاج لحالة عمى التعرف على الوجوه ولكن هناك استراتيجيات توفر إمكانيات للمساعدة في التعرف على الأشخاص ومن ضمنها:
- من المهم أن يعلم الأشخاص الآخرين بشأن حالتك عند مقابلتهم وجها لوجه
- سوف يكون حصولك على امدادات من المساعدات أمرا ضروريا يساعدك في التعرف على الآخرين
- سوف يفيد قيام الأشخاص بإلقاء التحية عند لقائهم للمرة الأولى بناءا على طلب المرضى
- يمكن الإستعانة ببعض الإرشادات الأخرى التي تعبر عن سمات أخرى مميزة للأشخاص مثل أصواتهم أو لغة جسدهم كإشارة تميزهم عن بعضهم البعض
- تسجيل المعالم الفريدة لكل شخص والمعبرة عن شخصيته , مثل ارتداء اكسسوارات معينة أو تسريحة الشعر أو شكل الجسم