قصر النظر هو مشكلة من مشاكل العين التي تحدث بشكل شائع مع كل من الأطفال والبالغين حيث يعتقد بعض الناس أن قصر النظر ناتج عن إجهاد العين بسبب التعرض المفرط للهواتف المحمولة أو الأجهزة الإلكترونية. فهل هذا يعد صحيح المضمون؟ بوجه عام سنتعرف اليوم عن ما هو قصر النظر وما هي أهم أسباب حدوثه؟ وكيفية الوقاية منه حتي نستطيع الحفاظ على أعيننا في أفضل الأحوال قدر الإمكان.
ما هو قصر النظر؟
يجب علينا جميعا معرفة أن العين لكي ترى بوضوح من أي مسافة، فيجب أن يمر الضوء عبر القرنية (الطبقة الشفافة أمام العين) والعدسة (جزء العدسة الشفاف الداخلي للعين)، ومن هنا تعمل القرنية والعدسة معا لثني (انكسار) الضوء بشكل صحيح، بحيث يتركز الضوء بدقة في نقطة واحدة على شبكية العين (طبقة الأنسجة الحساسة للضوء في قاعدة العين). ثم تقوم شبكية العين بتحويل الضوء إلى إشارات مرسلة إلى الدماغ تسمح لك برؤية الصور بكل وضوح.
ومن هنا يمكننا القول أن قصر النظر هو عبارة عن حالة تتميز بعدم قدرة العين على تركيز الرؤية على الأجسام البعيدة بشكل واضح بسبب حدوث الخلل في عمل رؤية العين حيث قد يعاني الأشخاص المصابون بهذه الحالة من عدم وضوح الرؤية عند النظر إلى الكائنات البعيدة، أو قد يشعرون بالإرهاق أو الصداع عند محاولة التركيز على الكائنات البعيدة لفترات طويلة.
إقرأ أيضا: قطرات العين لعلاج قصر النظر ومدى فاعليتها
ما هي أسباب حدوث الإصابة بحالة قصر النظر؟
إلى وقتنا هذا لا يزال خبراء وأخصائي العيون في مرحلة عدم اليقين عن السبب الدقيق لحدوث قصر النظر، لكنهم في العموم يعتقدون أنه مزيج من العوامل الوراثية والبيئية. فالجدير بالذكر أن من الممكن أن يصاب أي شخص بقصر النظر، ولكن توجد بعض الأسباب التي ترجح كفة الإصابة بهذا المرض وتتمثل في الآتي:
* العوامل الوراثية: يعود أمر الإصابة بقصر النظر إلى التاريخ العائلي والعوامل الوراثية، فإذا كان أحد الوالدين أو كلاهما يعاني من قصر النظر، فإن خطر إصابة الأطفال بقصر النظر يكون أعلى مقاونة بذويهم.
* المرحلة العمرية: يبدأ قصر النظر عادة عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الـ 6 و 14 عاما ويستمر حتى يصبح أسوأ في أوائل الـ 20 عام.
* الأنشطة القريبة المطولة: يعتقد بعض خبراء أمراض العيون أن قضاء الكثير من الوقت في إتمام الأنشطة عن قرب مثل القراءة أو الاستخدام المطول لأجهزة الكمبيوتر أو الأجهزة الذكية يزيد من مخاطر الإصابة بقصر النظر.
* قلة التعرض للهواء الطلق: مع كثرة الدراسات العلمية وتطورها فقد أهتم بعضها بالإشارة إلى أن قلة التعرض لأنشطة الهواء الطلق قد تزيد من خطر الإصابة بقصر النظر.
كيف نستطيع العناية بالعين لمواجهة مشكلة قصر النظر؟
من خلال فهم أسباب حدوث الإصابة بقصر النظر، فسوف نستوعب الآن أنه لا يمكن منع حدوث التعرض لهذه الحالة المرضية لأنه يعد خطأ انكساري يمكن أن يحدث كما ذكرنا لأسباب وراثية. ولكن يمكننا تقليل خطراللإصابة به وتعزيز صحة العين من خلال إتباع بعض الطرق التالية:
– العمل وبشكل منتظم على إجراء فحوصات دورية للعين مع أطباء مختصون ذو كفاءة طبية مرتفعة.
– يفضل القيام دائما بممارسة بعض الأنشطة البدنية في الأماكن المفتوحة والمواظبة عليها قدر الإمكان صغر كانو أم بالغين.
– الحد من استخدام الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية بشكل كبير والعمل على تجنبها قدر الإمكان وفي حالات عدم اللزوم.
– الإهتمام بحماية العين من أشعة الشمس الضارة، وهذا عن طريق ارتداء النظارات الشمسية في فترات سطوع الشمس.
– الإلتزام بإرتداء النظارات الوقائية، وبالأخص عند ممارسة بعض التمارين الرياضية أو الأعمال والمهن التي تحمل بين طياتها مخاطر كبيرة على العين.
– المواظبة على أخذ قسطا كافيا من الراحة، وهذا كل 20 دقيقة وبالأخص عند العمل على الأجهزة الإلكترونية، فالجدير بالذكر أن هذا الأمر يتم من خلال النظر إلى شيء يبعد 6 أمتار لمدة 20 ثانية.
– البعد تماما عن ممارسة المهام الدراسية والعمل في بيئات ذات إضاءات منخفضة أو غير كافية.
– في حالة إرتداء النظارات العلاجية أو الوقائية فمن الضروري إرتداؤها بشكل سليم منضبط وعدم إهمال أمرها حتى لا يؤدي هذا الأمر إلى عواقب وخيمة.
– ضرورة المواظبة على المتابعة الدورية مع طبيب العيون المختص المعني بمتابعة حالة العين الصحية.
– ممارسة التمارين الرياضية بانتظام سواء داخل المنزل أو في الصالات الرياضية أو في الهواء الطلق.
– إدارة الحالات المرضية المزمنة التي يمكن أن تضعف الرؤية، مثل ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري الذي يسبب حدوث الإصابة بإعتلال الشبكية السكري.
– الإقلاع عن التدخين بشكل نهائي لا جدال فيه، والبعد عن أماكن تواجد المدخنين لتجنب الوقوع في دوامة التدخين السلبي.
– إتباع نظم التغذية السليمة التي تحتوي على جميع العناصر الغذائية الصحية والمفيدة للعينين.
– القيام بتناول فيتامين أ وفيتامين ج لما لهم من أهمية كبيرة في الحفاظ على كفاءة العينين.
– تناول كميات كافية من المياه لما لها من تأثير واضح على جودة العين والرؤية والقضاء على جفافها.
– البعد قدر الإمكان عن تناول مشروبات الكافين، وتجنب تناول المشروبات الغازية بشكل نهائي.