مع مراحل نمو أبنائنا وتطورهم العمري، فسوف تتملكنا الكثير من مشاعر القلق عند مجيء الوقت الأمثل لبلوغ أولادنا ذكورا كانوا أم أناثا ولكن لم يحدث هذا الأمر بعد. في هذه الآونة، يقوم الوالدان بالذهاب إلى الطبيب وشرح الوضع تفصيلي ومن ثم ومع أغلب الحالات يتم اللجوء إلى اتباع أنظمة العلاج الهرموني للخروج من هذه الأزمة وتعزيز أنماط النمو بشكل آمن ومثالي خاصة مع تطور المرحلة العمرية. لذلك، فقد قررنا أن نتحدث اليوم على كيف يتم استخدام العلاج الهرموني للتغلب على أزمة تأخر البلوغ مع كلا الجنسين؟ وهذا بشكل توضيحي مفسر.
العلاج الهرموني لتأخر البلوغ عند الأولاد
العلاج الهرموني لتأخر البلوغ عند الأولاد
في حال عدم ظهور علامات النمو والبلوغ أو نضوج العظام بعد الـ 11 إلى 12 سنة من العمر، فينبغي بحد أقصى مع إتمام سن الـ 13 أو 14 عاما أن نقوم بالذهاب إلى الطبيب المختص لعرض الوضع الصحي عليه.
بمزيد من التوضيح، يمكن أن يتم علاج الأولاد الذكور باستخدام إينونثات التستوستيرون أو عن طريق تناول جرعة منخفضة من هرمون التستوستيرون سيبيونات لمدة 4 أشهر إلى 6 أشهر على أن يتم هذا الأمر مرة واحدة فقط في الشهر.
الجدير بالذكر، أن هذه الجرعات المنخفضة تسبب البلوغ بدرجة ذكورية مُرضية ولا تزيد من مخاطر التعرض لأي أزمات صحية وهذا لأنها لا تتعارض مع إمكانيات الطول لدى البالغين. بعد نهاية الدورة العلاجية، فسوف يتم التوقف عن العلاج وتباعا سنعمل على قياس مستويات هرمون التستوستيرون بعد بضعة أسابيع أو أشهر للتمييز بين أوجه القصور المؤقتة والدائمة.
يجب الآخذ في عين الإعتبار، أنه إذا لم تكن مستويات هرمون التستوستيرون أعلى من القيمة الأصلية أو لم يستمر تطور البلوغ بعد الانتهاء من العلاج، فيمكننا تحت إشراف طبي أن نقوم بإعطاء الولد دورة ثانية من العلاج بجرعة منخفضة، فإذا لم يبدأ البلوغ الداخلي بعد تناول جرعتين، فإن احتمال النقص الدائم سيظل قائم ومن ثم سوف يحتاج المريض إلى إعادة تقييم الأسباب الأخرى لقصور الغدد التناسلية.
بالإضافة إلى ذلك، قد يقوم الطبيب بوصف بعض المواد الهلامية الموضعية لهرمون التستوستيرون حيث من الضروري أن يتم تطبيق هذا الدواء على بشرة جافة ونظيفة بدون جروح مفتوحة على الكتفين أو اليدين أو البطن والعمل على فركه برفق في طبقة رقيقة حتى يجف تماما قبل ارتداء الملابس.
بعد ذلك، يتم إمتصاص الدواء ويجف بسرعة كبيرة في غضون 3-5 دقائق، ولكن يجب تجنب تماما وضع الدواء على منطقة الأعضاء التناسلية لتجنب إصابة الجلد بمخاطر التهيج والحساسية.
من الضروري ارتداء القفازات عندما يقوم شخص آخر بوضع هذا الدهان الهرموني وخاصة إذا كانت الأم، وهذا لأن الدوائية هذه يتم إمتصاصها بسرعة كبيرة من خلال الجلد، مما قد يتسبب هذا بشكل ملحوظ في ظهور آثارا جانبية غير مرغوب فيها مثل ظهور الشعر أو حدوث تغيرات بالصوت أو وقوع بعض التغيرات بالدورة الشهرية.
أما فيما يتعلق ببعض الآثار الجانبية التي تقع على الجلد مكان تطبيق هذا الدهان الكريمي، فمن الممكن أن تظهر في ظهور الحمامي وحب الشباب وجفاف الجلد وما إلى ذلك. الجدير بالذكر، أنه عادة ما تختفي هذه الأعراض من تلقاء نفسها بعد التوقف عن تناول الدواء.
يمكن أن تتسبب هذه النوعية الدوائية أيضت في حدوث المعاناة من الصداع والشعور بالضعف والأرق وتقلب المزاج وما إلى ذلك حيث يحدث كل هذا بسبب الاضطرابات الهرمونية أما فيما يخص الأطفال المصابون بأمراض القلب والأوعية الدموية الموجودة مسبقا فيجب إبلاغ أطبائهم بهذا الأمر، لأن هذه النوعية من الأدوية يمكن أن تسبب ارتفاع ضغط الدم وتزيد من تفاقم الحالة المرضية.
إقرأ أيضا: كيف يمكننا زيادة معدلات الطول خلال مرحلة البلوغ؟
العلاج الهرموني لتأخر سن البلوغ عند الفتيات
العلاج الهرموني لتأخر سن البلوغ عند الفتيات
اعتمادا على السبب المؤدي إلى هذه الحالة، فمن الممكن أن يتم استخدام العلاج الهرموني للحث على دعم عملية البلوغ المتأخر عند الفتيات.
في هذه الأوقات، يتم إعطاء بديل هرمون الاستروجين على شكل حبوب أو لصقات إلى الفتيات اللائي تأخرن في سن البلوغ، وتباعا يتم العمل على زيادة الجرعة بين الـ 18 و 24 شهرا، ولكن يجب الآخذ في عني الإعتبار أن الجرعات هنا تكون أقل من تلك المستخدمة مع النساء البالغات حيث يُفضل أن يتم اللجوء إلى استخدام اللاصقات الجلدية بشكل عام عن الحبوب.
تحت إشراف طبي، يتم إعطاء الفتيات لصقات هرمون الاستروجين عن طريق الجلد مع البروجستين والذي عادة ما يتم إعطاؤه عن طريق الفم والذي يتمثل في ميدروكسي بروجسترون أو هرمون البروجسترون الميكروني أو اللجوء إلى استخدام مستحضرات منع الحمل الفموية مع مزيج من هرمون الاستروجين والبروجستين للعلاج طويل الأمد.
ملاحظات هامة يجب مراعاتها عند علاج تأخر البلوغ
ملاحظات هامة يجب مراعاتها عند علاج تأخر البلوغ
من أجل السير على أنظمة علاج البلوغ المتأخر بشكل فعال، فمن الضروري أن يتم تناول الجرعة الموصوفة طبيا مع مراعاة عدم زيادة أو تقليل جرعة الدواء بشكل تعسفي دون قرار من الطبيب المعالج.
يجب أيضا معرفة، أن مرحلة البلوغ تمثل مرحلة نضج هامة للأطفال، لذلك يمكن أن يؤدي البلوغ المتأخر إلى الشعور بالذنب وتدني احترام الذات خاصة عند المقارنة بأقرانهم. لذا، فسوف يحتاج الآباء في هذا الوقت إلى إيلاء المزيد من الاهتمام والمشاركة مع أطفالهم، ويمكنهم تشجيعهم بنقاط قوتهم لمساعدتهم على أن يكونوا أكثر ثقة بأنفسهم.
بالإضافة إلى ذلك، فمن الواجب على الوالدين عند رؤية طفلهم يعاني من بطء البلوغ، أن يقوموا بإصطحابه إلى الطبيب المختص لإجراء فحص صحي أما خلال فترة العلاج، فسوغ يحتاج الأطفال إلى مراقبة والديهم والأطباء المعالجين عن كثب.
إذا كانت هناك أي علامات أو أعراض غير عادية، فمن الضروري أن يتم التواصل بشكل فوري مع الطبيب المعالج للحصول على المساعدة في صورتها السليمة والصحية.