من أهم الأعراض الشائعة التي يعاني منها مرضى الأورام السرطانية بعد تلقي العلاج الكيميائي هي حدوث الشكوى من الإمساك حيث يعد هذا الأمر مصدر قلق لكثير من مرضى السرطان، ومن ثم يقوم بالتأثير بشكل مباشر على نوعية حياة المريض وقدرته نحو التعامل مع متغيرات الحياة اليومية بالإضافة إلى مشاعر عدم الراحة التي تظل تسيطر عليه لفترات طويلة من الوقت. لذا قررنا أن نقوم اليوم بالتعرف على كيفية التغلب على حالات الإمساك التي يعاني منها مرضى السرطان بعد تلقي الجرعات العلاجية الكيميائية.
ما المقصود بحالات الإمساك؟
عند الحديث عن حالة الإمساك، فيمكننا القول بأنها أحد المشكلات المعوية التي تتميز بصعوبة أو ندرة في التبرز، وتعتبر مشكلة شائعة قد يواجهها بعض الأشخاص في خلال فترات مختلفة من حياتهم.
يمكن أن تحدث حالات الإمساك بسبب العديد من العوامل مثل نقص الألياف في النظام الغذائي، وقلة شرب الماء، والتغييرات في الأنماط الحياتية، والإجهاد، والقلق، وقلة النشاط البدني أو حتى تناول بعض الأدوية ومن أهمها الأنماط العلاجية الكيميائية المستخدمة مع مرضى الأورام السرطانية.
ما هي أسباب الإصابة الإمساك بعد تلقي العلاج الكيميائي؟
على أرض الواقع، هناك العديد من العوامل الرئيسية المسببة لمعاناة مرضى السرطان من الإمساك بعد تلقي جرعات العلاج الكيميائي. فالجدير بالذكر أن هذه الأسباب تتمثل فيما يلي:
أولا: التفاعلات الدوائية الضارة
تعد أدوية العلاج الكيميائي ومستقلباتها من أهم العوامل التي تقوم بإلحاق الكثير من الأضرار بالغشاء المخاطي المعوي، فعلى سبيل المثال يعد 5-هيدروكسيتريبتامين (5-HT) الذي تم إطلاقه هو الناقل العصبي الرئيسي الذي يسبب منعكس القيء. لذلك، غالبا ما يقوم الأطباء بوصف بعض الأدوية المضادة للقىء لاستخدامها مع المرضى.
تشمل الأدوية شائعة الاستخدام مع هذه الحالات المرضية العناصر التالية (أوندانسيترون – تروبيسيترون – إلخ). فالجدير بالذكر أن جميع هذه العناصر الدوائية تقلل بشكل كبير من ردود الفعل المعوية مثل الغثيان والقيء لدى المرضى وتحسن من القدرة على علاج الأورام.
ولكن، على الرغم من أن مضادات القيء فعالة إلا أنها ستقلل أيضا من التمعج في الجهاز الهضمي وتقوم بإبطاء وقت عبور الأمعاء وتقلل من إفرازتها. بالإضافة إلى ذلك، وبسبب التأثير على الجهاز العصبي المركزي، فإنها تقوم أيضا بإضعاف شعور المريض بالتغوط، مما يؤدي هذا إلى المعاناة من الإمساك.
ثانيا: النظام الغذائي
في كثير من الأقات غالبا ما يعاني مرضى الأورام السرطانية الذين يتلقون العلاج الكيميائي من حالة مرضية مزعجة جدا تتمثل في فقدان الشهية بعد تناول الجرعة العلاجية.
الجدير بالذكر أن هذه الحالة قد يترتب عليها تناول القليل جدا من الطعام، وتناول نظام غذائي محدود للغاية، وشرب كميات أقل من الماء التي يحتاج إليها الجسم، ومن ثم تعد جميع هذه العوامل من أهم مسببات المعاناة من الإمساك الحاد طوال هذه الفترة.
من هنا يجب علينا معرفة أن أمر تناول كميات أقل من الطعام لن يكون قادرا على إنتاج سعة برازية كافية، ومن ثم تنخفض عملية التغوط وتحدث المعاناة من الإمساك.
ثالثا: العوامل الحركية والنفسية
غالبا ما يعاني مرضى الأورام السرطانية من يقومون بتلقي العلاج الكيميائي من حالة بدنية ضعيفة وهزيلة، وانخفاض في النشاط البدني، وضعف الصحة العقلية والنفسية، ومن هنا تحدث حالة من التغير في عادات الأمعاء حيث المعاناة من الإمساك ويصبح في حالته الأسوأ.
إقرأ أيضا: 6 خطوات هامة للوقاية من الأورام السرطانية
ما يجب علينا القيام به لتحسين الإمساك بعد العلاج الكيميائي؟
– العلاج غير الدوائي
عند الحديث عن هذه النوعية العلاجية، فمن الواجب علينا معرفة أنها تشتمل بشكل أساسي على بعض التعديلات الغذائية وتغيير الأنماط الحياتية حيث يبدو هذا الأمر واضحا من خلال:
- زيادة اتباع نظام غذائي غني بالألياف مثل الحبوب والفواكه والخضروات.
- شرب المزيد من الماء أو العصير.
- تناول المزيد من الزبادي، وغيرها من الأطعمة لزيادة حركات الأمعاء وبناء وقت ثابت لعملية الإخراج.
- يجب العمل على عدم تفويت ممارسة التمارين الرياضية حتى أثناء تلقي العلاج الكيميائي حيث ينصح بأهمية اختيار التمارين البدنية المناسبة، مثل المشي.
- يمكن اللجوء إلى إجراء روتين تدليك البطن بحركات دائرية في اتجاه عقارب الساعة في غضون نصف ساعة بعد تناول الوجبات على أن يستمر هذا لمدة 10 دقائق وبصورة منتظمة.
– العلاج الدوائي
إذا لم تنجح طرق العلاج والمحافظة الذاتية غير الدوائية المذكورة أعلاه، فمن الوارد أن يفكر الطبيب المعالج في العناصر الدوائية حيث يمكن اختيار أدوية الإمساك وفقا لشدة الإمساك، والتي من الوارد أن تنقسم إلى أدوية مسهلة لتشكيل الكتلة، وأدوية تناضحية، ومسهلات منبهة، وملينات البراز.
عادة يجب أن تؤخذ أدوية الإمساك عن طريق الفم، وهذا لأن الاستخدام المفرط للتحاميل والحقن الشرجية يمكن أن يؤدي إلى حدوث المعاناة من حالات التهاب الأمعاء، ولكن يجب العلم أيضا أن الاستخدام المفرط للمسهلات يمكن أن يؤدي إلى إصابة الجسم بالجفاف وعدم التوازن في مستويات الملح والمعادن في داخل الجسم.
الجدير بالذكر أيضا أن الاستخدام طويل الأمد للعناصر الملينة المعالجة لحالات الإمساك يمكن أن يؤدي إلى الاعتماد على تناول هذه النوعية من الأدوية، ومن ثم تنخفض وظيفة الأمعاء بصورة ملحوظة. لذلك، يجب أن يتم هذا الأمر طبقا لتعليمات الطبيب المختص.
إقرأ أيضا: لمرضى السرطان .. طرق لعلاج فقدان الشهية بعد العلاج الكيميائي