لا يستطيع أحد منا أن ينكر أهمية المسكنات والأدوية المضادة للالتهابات حيث أنها عبارة عن نوعية دوائية يتم إستخدامها غالبا للعمل على تخفيف الألم في كثير من الأوقات، فمن منا لم يقم بإستخدامها العديد من المرات؟!. لكن وعلى سبيل الآمان الصحي، فيجب علينا عدم إعتبار هذه العناصر الدوائية آمنة بشكل مطلق، فالجدير بالذكر أنه من الممكن أن تسبب مسكنات الألم والأدوية المضادة للالتهابات حدوث المعاناة من آلام المعدة وهذا ما سنتعرف عليه اليوم بشكل توضيحي مفصل.
ما هي مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية؟
تعد مسكنات الألم غير الستيرويدية أو الأدوية المضادة للالتهابات (مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية) أحد أهم الهياكل العلاجية المسكنة للألم، والمضادة للالتهابات، والخافضة للحرارة حيث تعد مسكننات محيطية غير مسببة لأي حالة من الإدمان.
الجدير بالذكر أن مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية تمثل نسبة 8٪ من الوصفات الطبية في جميع أنحاء العالم ولكنها تعد شائعة بشكل خاص بين الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم الـ 65 عاما أو أكثر.
بوجه عام، تستخدم مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية لتخفيف الألم الناجم عن تلف الأنسجة والصداع وهشاشة العظام والحمى وتشنجات الدورة الشهرية حيث تأتي الأدوية بأشكال مختلفة، بما في ذلك السوائل والأقراص والكبسولات والمواد الهلامية والكريمات والتحاميل وما إلى ذلك.
فعلى سبيل التوضيح، من أهم مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية الشائعة التي لا تستلزم وصفة طبية يمكننا أن نقوم بذكر الأسبرين، والإيبوبروفين، ونابروكسين الصوديوم أما فيما يخض مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية الموصوفة عادة من قبل الأطباء، فهي تتمثل في سيليكوكسيب (سيليبريكس)، وديكلوفيناك (فولتارين)، وفينوبروفين (نالفون)، وإندوميتاسين (إندوسين)، وكيتورولاك (تورادول).
هل تسبب أدوية مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية آثارا جانبية على الصحة؟
تأتي الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيروئيدية كما هو الحال مع الأدوية الأخرى حيث أنها من الممكن أن تسبب من الآثار الجانبية على الحالة الصحية والتي من الوارد أن تبدو واضحة من خلال بعض الأعراض المرضية مثل الشعور بالآلام في المعدة وخاصة في الجزء العلوي من البطن، والشكوى من الانتفاخات، والغثيان بعد الوجبات، والتجشؤ، والارتجاع المعدي المريئي.
على وجه التحديد ومن أكثر الآثار الجانبية شيوعا لمضادات الالتهاب غير الستيروئيدية يمكننا أن نذكر الأعراض التالي ذكرها:
- الشعور بالانتفاخ
- حرقة المعدة
- الشكوى من آلام البطن
- الغثيان
- القيء
- الإسهال
- الإمساك
- القرحة الهضمية
- الدوخة
- صعوبة التركيز
- الصداع الخفيف
الجدير بالذكر أن نسبة قليلة جدا من المرضى الذين يعانون من هذه الأعراض لا يصابون بأي مشكلات صحية تتعلق بالمعدة، لكن فيما يتعلق بالنسب الأكبر، فيصاب الأفراد الذين يقومون بتناول مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية طويلة الأمد بالعديد من التشوهات في المعدة مثل تآكل الغشاء المخاطي والقرحة والنزيف تحت الظهارة.
إقرأ أيضا: تناول الطعام وما يتبعه من آلام في المعدة
لماذا تعد مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية ضارة بالمعدة؟
من الهام جدا معرفة أنه من الممكن أن تزيد مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية من مخاطر الإصابة بالعديد من الآثار الجانبية المعوية بما في ذلك التهاب المعدة والقرحة الهضمية وعسر الهضم والغثيان والقيء والإسهال وحتى نزيف الجهاز الهضمي العلوي وانثقاب المعدة / الاثني عشر… إلخ.
على سبيل التفسير والفهم، فيجب العلم أن مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية تؤثر على الجهاز الهضمي لأن الدواء يقلل من مستوى البروستاجلاندين الذي يحمي الأغشية المخاطية، مما يتسبب هذا الأمر في زيادة خطر تكوين القرحة.
إلى جانب هذا، فتسبب هذه الأدوية أيضا زيادة إفراز حمض المعدة وانخفاض إفراز المخاط في الغشاء المخاطي في الأمعاء، مما يؤدي هذا الأمر إلى حدوث معاناتها من التلف، فالجدير بالذكر أن مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية لا ترتبط بالتهاب وقرحة المعدة والأمعاء الدقيقة فقط، بل يمكن أن تتسبب أيضا في الشكوى من تقرحات القولون.
ما هي أكثر الفئات المعرضة للإصابة بمشاكل المعدة عند تناول مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية؟
تشمل الحالات المعرضة لمخاطر الإصابة بالكثير من مشاكل المعدة عند تناول مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية بعض الفئات البشرية التالية:
– الأفراد الذين يلجأون إلى إستخدام مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية لفترات زمنية طويلة.
– الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن الـ 60 عاما، فالجدير بالذكر أنهم أكثر عرضة للإصابة بمشاكل معوية مرتبطة بمضادات الالتهاب غير الستيروئيدية.
من هنا يمكننا القول، بأنه إذا احتاج المرضى إلى تناول مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية لفترة طويلة من الوقت، فينصح بأن يتم إعطاؤها مع مثبطات مضخة البروتون (PPIs) أو حاصرات H2 وهذا للتقليل من خطر الإصابة بالتهاب المعدة والقرحة الهضمية.
بالإضافة إلى ذلك، يجب اختبار المرضى المعرضين لمخاطر الإصابة بمرض القرحة الهضمية وحدوث المعاناة من H.pylori وخاصة إذا كانوا يقمون باستخدام مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية لأكثر من شهرين.