من الطبيعي أن تنطلق الكلمات على ألسنتنا دفعة واحدة , وبسلاسة مطلقة , ولكن بعض الحالات الطبية التي تنطوي على تلف الأعصاب وتندرج ضمن اضطرابات الدماغ والحبل الشوكي الشائعة يمكن أن تؤثر على القدرات الكلامية لدى الأشخاص , وهذا مايمثل أحد صور الإنتكاسات أو الهجمات المصاحبة لمرض التصلب المتعدد أو اللويحي .. وسوف نقدم من خلال مقالنا مشكلات الكلام وعلاقتها بمرض التصلب المتعدد
ماهي هجمات مرض التصلب المتعدد ؟
ماهي هجمات مرض التصلب المتعدد ؟
توصف هجمات مرض (MS)بأنها مثل الفترات التي تتطور فيها الأعراض لتكون أكثر شدة وتفاقما , وتتسم بإندلاع أعراض جديدة أو زيادة العلامات المرضية الموجودة مسبقا , ولعل سبب تلك الهجمات يكون مقترنا بحدوث التهاب طبقة الغلاف الواقية للأعصاب والتي تعرف (الميالين) , وقد تكون تلك النوبات أو الإنتكاسات يمكن أن تكون ذو طبيعة مؤقتة حيث تتلاشى الأعراض أو تشهد حالة من التحسن الجزئي بعد مرور فترة من الوقت
الأعراض الشائعة لهجمات التصلب المتعدد
الأعراض الشائعة لهجمات التصلب المتعدد
- اضطرابات بصرية : والتي تتنوع بين ضبابية , وازدواجية الرؤية, أو وخز مؤلم في عين واحدة
- الضعف العضلي: سواء في أطراف اليدين والقدمين , أو مايواجهها من تقلصات مؤلمة
- الإحساس بالخدر والتنميل في الذراعين والساقين بالإضافة إلى الوجه والجذع
- صعوبات حركية تؤثر سلبا على المشي, ومايرتبط بها من الدوخة وخلل التوازن
- اضطرابات النطق والتي تشمل التلعثم أو تباطؤ وتيرة الكلام
- حالات ضعف وتدهور الذاكرة , ومعوقات تؤدي إلى صعوبات إدراكية
- سيطرة الشعور بالتعب والإعياء الشديد
- مشكلات تؤدي إلى خلل وظيفي في المثانة ,والأمعاء ويشمل ذلك تغيرات في العادات المعوية مثل آليات التحكم في القدرة على التبول والتبرز
لماذا تسبب هجمات مرض التصلب المتعدد (ms) التأتأة في الكلام ؟
لماذا تسبب هجمات مرض التصلب المتعدد (ms) التأتأة في الكلام ؟
عندما يكون شخص ما مصاب بالتلعثم والذي يعد من أنواع الإضطرابات الكلامية الشهيرة التي تؤدي إلى ظهور عقبات تحول دون إنطلاق للكلمات والإسترسال فيها بطريقة طبيعية , وقد يكون واحدا من ضمن المضاعفات الناشئة التي تكشف عن الإصابة بأحد الأمراض العصبية التي يتعرض لها بعض الأشخاص هذا بالإضافة إلى صعوبات حركية تؤثر سلبا على قدرات المشي , ولعل مصدر هذا الخلل في الكلام مايكون منسوبا إلى تعرض طبقة الغلاف الواقية المغلفة للأعصاب والذي يطلق عليها (الميالين) للتلف حيث تكون الأعصاب الموجودة في الدماغ ,والحبل الشوكي وخاصة تلك المتحكمة في عضلات الكلام, ومراكز اللغة في موقع التأثر
اقرأ أيضا لمصابي مرض التصلب المتعدد .. هل تمثل الدوخة أي خطورة ؟
كيف تندلع هجمة التصلب المتعدد ؟
كيف تندلع هجمة التصلب المتعدد ؟
في ظل المعاناة من مرض التصلب اللويحي فإنه من الممكن أن يعاني المصابين من هجوم الخلايا المناعية الدفاعية التي من المفترض أن تتصدى للخلايا للأجسام الدخيلة الغريبة كالبكتيريا والفيروسات التي تهاجم الجسم إلا أنها تشذ عن الطريق لتسلك طريقا خاطئا ,وتستهدف مادة غمد المايلين التي تتشكل منها طبقة الغلاف المغطية للألياف العصبية في الجهاز العصبي المركزي إلا أن العامل المحفز للهجوم مازالا مجهولا
التأثيرات التي يسببها التصلب المتعدد على القدرات الكلامية
التأثيرات التي يسببها التصلب المتعدد على القدرات الكلامية
ربما تحدث أعراضا غير متوقعة وتكون منسوبة لمرض التصلب المتعدد , ومن ضمنها الأزمات الخاصة بالكلام والنطق والتي يعاني منها مايتراوح بين 25 إلى 40 % من الأشخاص وتكون نتاج اعتلال مناطق مختلفة من الدماغ , وترتبط الأعراض بالتعسر اللفظي الذي يعد أحد العلامات الدالة على بلوغ مرحلة متقدمة من المرض أو عندما يعاني الشخص من شعور بالإرهاق والتعب المزمن
ومن ضمن أنماط مشكلات الكلام ذات الصلة بالتصلب المتعدد
1-خلل التلفظ المسحي حيث يكون إيقاع الكلام الطبيعي متغيرا
2-فقدان القدرة على التنسيق بين عضلات الفم, واللسان ,والشفتين ,والخدين
3-اضطراب صوتي أوضعف حجم الكلام, والذي يكون ناجما عن قصور الحجاب الحاجز
الأوجه المتعددة لمشكلات الكلام الناتجة عن مرض التصلب المتعدد
1-التعسر اللفظي
التعسر اللفظي
قد يواجه المريض عثرات في آلية النطق السليم الذي يجعل الكلمات تكون مضطربة أثناء انطلاقها , وهو أمر ناشىء بسبب الضعف الذي يصيب العضلات المسئولة عن النطق , وينتج عن ذلك صعوبات التحدث , تباطؤ وتيرة الكلام , تشوش الكلام وعدم وضوحه
2-اضطرابات الصوت
قد تظهر بعض الصعوبات المؤثرة على طبيعة الصوت والتي تتداخل مع جودته لينطلق صوت أجش أو ذو طبيعة خشنة أويسيطر عليه التوتر
3-مشكلات ذات صلة بإيقاع الكلمات
يمكن أن تنشأ مظاهر للتغيرات في أنماط الكلام سواء المقاطع أو النبرات ليظهر تون الكلام السريع, أو المتقطع , أو يشوبه عدم الإنتظام
4-صعوبات التنفس
يمكن أن تترك أزمات ضيق التنفس تأثيرها السلبي على جودة نطق الكلام
الخيارات العلاجية لأزمة اضطراب الكلام في مرض التصلب المتعدد
الخيارات العلاجية لأزمة اضطراب الكلام في مرض التصلب المتعدد
يوجد أكثر من خيار علاجي متبع في علاج معظم حالات مواجهة تلك الهجمات ومن أبرزها :
1-المتابعة الدقيقة مع معالج النطق
لاينبغي تفويت جلسات التدريب الجيد على النطق على يد معالج متمرس لعلاج مشكلات الكلام وذلك عن طريق ممارسة تمارين دقيقة للمساعدة على تقوية عضلات الكلام , وتحسين قدرات النطق والتواصل الفعال
1-تمارين لدعم العضلات
من شأنها منح القوة العضلية لكلا من الوجه واللسان والرقبة والفك والتي تترك تأثيرها المباشر على وتيرة انطلاق الكلمات
2-تمارين التنفس
يهدف إلى تنظيم التنفس أثناء الكلام
3-تقنين استراتيجيات التفاعل
لابد أن يكون المريض على دراية كبيرة بإستراتيجيات التواصل مع الآخرين مثل تبني الأسلوب البطىء عند التحدث , تحديد الكلمات الرئيسية والتركيز عليها , الإستعانة بوسائل مساعدة من الإيماءات ,الإشارات في بعض الأحيان
4-العلاجات الدوائية
يمكن أن يصف الطبيب بعض العقاقير العلاجية للسيطرة على العلامات المصاحبة لإضطرابات الكلام مثل تشنجات العضلات , وقد تظهر الحاجة إلى وصف أدوية الكورتيكوستيرويدات للسيطرة على الإلتهابات المتكررة في الجهاز العصبي , كما يمكن أن ينصح الأطباء ببعض العقاقير ذات الآلية المحولة لمسار المرض , والهادفة إلى إبطاء تطوره, والوقاية من عودة الهجمة مرة أخرى يأتي على رأسها الإنترفيرونات,والجلاطيرامير