مع ظهور بعض العادات والأنماط المعيشية الدخيلة على سلوكياتنا الشرقية مثل عادة تناول المشروبات الكحولية الضارة، فسوف يترتب على هذا الأمر حدوث العديد من المشاكل الصحية التي تصيب الجسم بالكامل. الجدير بالذكر، أن البعض منا يعتقد بشكل غير صحيح أن هذه المشروبات تؤثر فقط على الكبد والمعدة، ولكن الأمر لا يتوقف إلى هذا الحد ولكنه يمتد إلى إلحاق بالعينين ، خاصة مع مدمني الكحول. من هنا كان من الواجب علينا أن نعمل جاهدين على فهم ما هو تأثير تناول المشروبات الكحولية على صحة العينين؟ وهذا بشكل توضيحي مفسر.
المشروبات الكحولية وصحة العينين
عند الحديث عن العين وما تتعرض له من تأثير سلبي بسبب تناول المشروبات الكحولية، فيمكننا القول بأن هذا الأمر يحدث بسبب انخفاض نشاط حمض جاما أمينوبوتيريك (GABA)، وهو الناقل العصبي المثبط الرئيسي في الدماغ.
فعلى سبيل التوضيح، قد تم العثور على GABA في أجزاء مختلفة من المسار البصري، ومن الغدد الليمفاوية الشبكية والخلايا ثنائية القطب إلى نواة الوسادة الخارجية، والبصلة البطينية، والقشرة البصرية.
من هنا، قد تظهر الاضطرابات البصرية الثانوية في هذه الأوقات على شكل ضعف في إدراك اللون أو انخفاض حساسية التباين أو حركات العين غير الطبيعية، بالإضافة إلى إمكانية تسبب ضعف المعالجة المعرفية التي تصيب الجهاز العصبي المركزي في حدوث تغيرات تحت الإكلينيكية بحركات العين حيث يمكن أن تشمل هذه التغييرات زمن انتقال مرتفع لحدة البصر، وزيادة وقت حدة البصر، وزيادة تواتر الرأرأة.
الأمراض التي تصيب قاع العين بسبب تناول المشروبات الكحولية
في بداية الأمر، يجب العلم أن الكحول هو عامل خطر رئيسي يعمل على زيادة فرص الإصابة بإعتلال الشبكية المصلي المركزي، وهذا لأنه يمكن أن يساهم في التشوهات المرتبطة بأكسيد النيتريك في التنظيم الذاتي للأوعية الدموية العضدية.
بوجه عام، يمكن أن يؤدي تنظيم تغيرات تدفق الدم في غشاء الأوعية الدموية إلى زيادة نفاذية الأوعية الدموية وكذلك تراكم السوائل وتسربها. علاوة على ذلك، ومن خلال دراسة أحد الأبحاث المفصلة عن مرض الكبد الكحولي ومرض سائل الشبكية المركزي متعدد البؤر الثنائي، فقد أدرك أغلب الباحثون أن مرض الكبد في المرحلة النهائية الثانوي لإدمان الكحول قد يكون بسبب اعتلال الشبكية السائل المركزي.
من هنا ترتبط زيادة اللزوجة والجفاف الشديد بسبب الاستهلاك المفرط للكحول بانسداد الوريد الشبكي المركزي (RVO) لدى المرضى حيث يصبح من السهل أيضا هنا العثور على غيوم زجاجي القزحية مع مدمني المشروبات الكحولية.
لذا، يعد الضمور البقعي المرتبط بالعمر (AMD) هو سببا شائعا للعمى لدى كبار السن، ومن ثم قد أظهرت أظهرت العديد من الدراسات الوبائية وجود صلة محتملة بين استهلاك الكحول و AMD.
بالرغم من ذلك، فلا تزال آلية الفيزيولوجيا المرضية غير واضحة إلى هذه الآونة وتتطلب المزيد من الدراسات والأبحاث المعنية بهذا الأمر.
الاعتلال العصبي البصري المرتبط بالمشروبات الكحولية
في حالة الإصابة بالاعتلال العصبي البصري المُسكر، فسوف ينتج هذا الأمر نتيجة التعرض لاضطرابات التغذية الثانوية لإدمان الكحول المزمن التي تتميز بنقاط مائلة مركزية أو مركزية بسبب تلف الحزم البصرية والاضطرابات اللونية.
من هنا سوف يحتاج مدمنو الكحول إلى تاريخ مفصل وفحوصات العين واختبارات الرؤية المنتظمة بالإضافة إلى القياس الكمي المختبري لمستويات فيتامين ب 12 وحمض الفوليك في الدم للحصول على التشخيص المبكر لهذه الحالة المرضية.
من هنا ينصح الأطباء بأهمية البعد تماما عن تناول المشروبات الكحولية، وتناول مكملات فيتامين ب 12 وحمض الفوليك طبقا للجرعات المحددة.
مخاطر الإصابة بإعتام عدسة العين واعتلال القحف الرأسي والجلوكوما
وجدت بعض الأبحاث والدراسات أن الاستهلاك المفرط للمشروبات الكحولية يمكن أن يزيد بشكل كبير من مخاطر الإصابة بإعتام عدسة العين المرتبط بالعمر. ومع ذلك، وفي معاينة لأكثر من 10 دراسات، فقد تم إثبات أن العلاقة بين الاستهلاك المعتدل للكحول وإعتام عدسة العين المرتبط بالعمر ذات نسب ضئيلة جدا.
بالنسبة للصداع النصفي، فقد أثبت باحثو الجلوكوما أن استهلاك الكحول المفرط قد يرتبط بالزرق، وفي دراسات أخرى، قد تم الإبلاغ عن استهلاك الكحول الحاد لتقليل ضغط العين في كل من العيون السليمة والجلوكوما، وخاصة بعد القضاء على العوامل المتداخلة مثل الجنس ولون البشرة وارتفاع ضغط الدم والسمنة.
في النهاية، يمكننا القول بأن أغلب الدراسات قد أثبتت أن العديد من العمليات الفسيولوجية المرضية ناتجة عن تأثير استهلاك الكحول على بنية العين. ومع ذلك، هناك حاجة إلى دراسات إضافية جيدة التصميم لاستخلاص استنتاجات ثابتة أكثر من ذلك، فالجدير بالذكر أنه وفقا للأبحاث الطبية الحالية، إلى جانب الضرر الذي يلحق بالعديد من أعضاء الجسم الأخرى، فمن الممكن أن يؤدي شرب الكحول إلى إتلاف أنسجة العين من القرنية والملتحمة إلى شبكية العين والعصب البصري.
من هنا يجب البعد تماما عن تناول مثل هذه المشروبات ذات العديد والكثير من التوابع السلبية التي من الوارد أن تؤثر على صحة الجسم بوجه عام.