تعد متلازمة الألم العضلي الليفي من الحالات المرضية المزمنة التي يتم تشخيصها بشكل شائع لدى النساء وبالأخص في مرحلة منتصف العمر. فيجب العلم أن هذه الآلام العضلية الشديدة تسبب في كثير من الأحيان الأرق مما يؤدي هذا الأمر إلى تدهور الحالة الصحية والمزاجية في الحياة، مما قد يؤثر هذا على أنماط الحياة العملية والمعيشية. لذا سنتعرف اليوم على ما هو الألم العضلي الليفي بمزيد من التفصيل؟ وكيف نستطيع العمل على علاجه؟
ما هي متلازمة الألم العضلي الليفي؟
تعتبر متلازمة الألم العضلي الليفي المعروفة أيضا بـ (الفيبروميالغيا)، هي أحد الاضطرابات الناتجة عن معالجة الدماغ لإشارات الألم حيث تتميز هذه المتلازمة بألم عضلي هيكلي منتشر.
عند حدوث الإصابة بهذه المتلازمة فمن الممكن أن تكون لهذه الحالة آثار طويلة المدى على حياتنا اليومية حيث أنه في الغالب يعاني الأشخاص المصابون بالألم العضلي الليفي من مشاكل مثل التعب الشديد، مما يؤثر هذا الأمر على النوم والذاكرة والمزاج والحياة اليومية بشكل عام.
إلى جانب ما سبق ذكره فمن الوارد أن يعاني أصحاب هذه الفئة المرضية من بعض الأعراض الأخرى مثل الصداع وتوتر العضلات واضطرابات المفصل الصدغي الفكي ومتلازمة القولون العصبي والقلق والاكتئاب.
ما هي علامات الاصابة بمتلازمة الألم العضلي الليفي؟
تظهر العديد من الأعراض الشائعة عند حدوث الإصابة بمتلازمة الألم العضلي الليفي والتي قد تتمثل في الآتي:
- آلام منتشرة على جانبي الجسم، وتستمر لمدة ثلاثة أشهر على الأقل.
- الشكوى من إضطرابات وصعوبة في النوم بسبب الشعور بالآلام الشديدة.
- الإصابة بمتلازمة تململ الساقين.
- توقف التنفس أثناء النوم.
- إنخفاض القدرة على التركيز.
بالإضافة إلى ذلك، فمن الوارد أن يظهر أيضا الألم العضلي الليفي مع بعض الأعراض النادرة مثل:
- وخز أو خدر في اليدين والقدمين.
- متلازمة المفصل الصدغي الفكي (TMJ).
- مشاكل في الجهاز الهضمي مثل الانتفاخ والتجشؤ والإمساك وحتى متلازمة القولون العصبي (IBS).
بالإضافة إلى ما سبق فمن الوارد مواجهة بعض من الأعراض الأخرى الغير مذكورة والتي قد يقوم بتفسيرها الطبيب المعالج والمتابع للحالة الصحية عند اللجوء إليه.
ما هي أسباب حدوث الإصابة بمتلازمة الألم العضلي الليفي ؟
إلى وقتنا هذا لا يوجد سبب محدد يؤكد حدوث الإصابة بمتلازمة الألم العضلي الليفي. لكن العلماء يعتقدون أن هناك شيئا ما يعمل على صدور الإشارات والمواد الكيميائية في الدماغ، والتي قد تحدث بسبب التعرض لبعض العوامل التالية:
- الوراثة: حيث تتسبب بعض الطفرات الجينية في تطور هذا النوع من الإضطراب بكل سهولة.
- الأمراض المختلفة: عند حدوث الإصابة ببعض الأمراض فمن الممكن أن ينتج عن هذا الأمر ظهور الألم العضلي الليفي ومن ثم تفاقمه.
- الصدمات: في حالة التعرض لبعض الصدمات سواء كانت جسدية أو نفسية، مثل اضطراب ما بعد الصدمة أو حدوث الإصابة بالعدوى، فمن الوارد هنا وبكل سهولة الإصابة بمتلازمة الألم العضلي الريفي.
يجب معرفة أن تهيج الأعصاب بشكل متكرر من الأمور الهامة والرئيسية التي تسبب الألم العضلي الليفي. بالإضافة إلى إمكانية حدوث الزيادة في بعض المواد الكيميائية بالدماغ ومن ثم ظهور العديد من إشارات الألم.
بوجه عام، يبدو أن مستقبلات الألم التي تتواجد في الدماغ تشكل ذكريات الألم وتصبح أكثر حساسية، مما يعني هذا الأمر هو أنها يمكن أن تبالغ في رد فعلها على إشارات الألم الذي يتم الشعور به.
ما هي أهم العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالألم العضلي الليفي؟
هناك العديد من عوامل الخطر التي تزيد من فرص الإصابة بهذه المتلازمة حيث تتمثل في الآتي:
- يحدث الألم العضلي الليفي في كثير من الأحيان في النساء بشكل أكثر ومتزايد عن الرجال.
- التاريخ العائلي حول هذا المرض.
- الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي أو الذئبة.
- زيادة الوزن والسمنة المفرطة.
- إصابات المفاصل بشكل متكرر.
- مرحلة ما بعد الإصابات مثل التعرض لحوادث السيارات أو الصدمات النفسية.
- التعرض لبعض أنواع العدوى الفيروسية.
ما هي طرق تشخيص متلازمة الألم العضلي الليفي؟
في الماضي، كان أمر تشخيص الألم العضلي الليفي صعب لأننا كنا بحاجة إلى فحص جميع نقاط الألم لتأكيد عملية التشخيص.
ولكننا اليوم، نستطيع أن نقوم بتشخيص هذه الحالة المرضية إذا كان الشخص يعاني من أعراض الألم المنتشر لأكثر من ثلاثة أشهر مع عدم وجود سبب طبي آخر قد يؤدي لحدوث ذلك.
بشكل عام يمكن تشخيص الألم العضلي الليفي من خلال القيام بإجراء اختبارات الدم التي تساعد الطبيب المختص على استبعاد الأمراض الأخرى التي قد يكون لها أعراض مشابهة لهذه الحالة المرضية، فالجدير بالذكر أن الإختبار معني بمعرفة ما يلي:
- تعداد الدم الكامل.
- معدل ترسيب كرات الدم الحمراء.
- اختبارات وظائف الغدة الدرقية.
ما هي أهم طرق علاج متلازمة الألم العضلي الليفي؟
على الرغم من عدم وجود علاج حاليا شافي بشكل نهائي لهذه المتلازمة، إلا أن القيام بإتباع بعض الأنماط العلاجية والدوائية يساعد في التعامل مع هذه الحالة المرضية بصورة سليمة ومن أهمها ما يلي:
- الإستعانة بمسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية مثل الأسيتامينوفين أو الإيبوبروفين أو النابروكسين الصوديوم. ولكن على الجانب الآخر لا ينصح بإستخدام المسكنات المخدرة لأنها يمكن أن تؤدي إلى الاعتماد عليها وقد تؤدي إلى تفاقم الألم مع مرور الوقت.
- تناول بعض أدوية مضادات الاكتئاب مثل دولوكستين وميلناسيبران، وأميتريبتيلين أو فلوكستين.
- الإستعانة بأدوية علاج الصرع مثل جابابنتين ، بريجابالين. فالجدير بالذكر أن الأدوية المصممة لعلاج الصرع غالبا ما تكون مفيدة في تخفيف بعض الألم.
- ممارسة طرق للتعامل مع المواقف العصيبة مثل إتباع أنماط العلاج السلوكي المعرفي (CBT) والحصول على المشورة المناسبة.
- إجراء بعض التغييرات في أنماط الحياة مثل إتباع تقنيات التأمل والإسترخاء والعمل على تناول الغذاء الصحي السليم.