في بعض الأحيان يمكن أن تؤثر بعض الحالات الصحية التي يعاني منها الأشخاص على القدرات الجنسية لديهم فالأمر ليس متعلقا دائما بما يصيب المرأة من عدوى مهبلية أو أي نوع من الأمراض الناجمة عن الإتصال الجنسي وقد ذكرما فيما سبق العلاقة بين انخفاض الرغبة الجنسية لدى الأشخاص ومضاعفات مرض السكري وبالمثل يمكن أن يكون لديك تساؤل حول مدى أمان ممارسة العلاقة الجنسية مع الإصابة بالأمراض القلبية .
مدى أمان ممارسة العلاقة الجنسية مع الإصابة بالأمراض القلبية
قد يكون لديك سؤالا خاص بإمكانية ممارسة العلاقة الجنسية في ظل الإصابة بأمراض القلب الشائعة ولكن مالاتعرفينه أن الأمر لايتعلق بجانب واحد فقط بل أنها عملية متكاملة الجوانب
هل يمكن ممارسة العلاقة الجنسية بشكل طبيعي مع مشكلات القلب ؟
قد يصبح الأمر أكثر إجهادا على قلب المريض خاصة فيها يتعلق بتلك الأمور الخاصة بالعلاقة الحميمية القائمة على إشباع الغريزة الجنسية الموجودة لدى الأشخاص مما يجعل أصحاب الأمراض القلبية كثيرا مايفكرون في مايمكن أن ينتج من مضاعفات على صحتهم جراء ممارسة العلاقة الجنسية , ولكن بديهيا إذا كنت تعانين من مشكلات ذات صلة بصحة القلب قد يمثل ذلك شكلا من أشكال الصعوبات التي من المحتمل أن تواجهك وربما يكون لديك بعض القلق الداخلي المسيطر حول تتطور ممارسة الجنس لتشكل خطرا مميتا ومهددا للحياة أو حتى إصابة العلاقة ببعض الخلل نتيجة افتقاد الإثارة الجنسية مثلما كان من قبل
سوف تفيدك السطور التالية إذا سيطرت عليكي تلك الأفكار السلبية إلى الحد التي أصبحت مؤرقة مما يجعل من الضروري الحصول على استشارة طبيبك حول الجوانب المتصلة بالجنس حتى يصبح بإمكانهم الشعور بالرضا الكامل عن حياتهم الجنسية وفقا لتوجيهات الأطباء
هل الجنس آمن بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب؟
انتشر خطر الإصابة بالأزمات القلبية التي تحدث بشكل مفاجىء في الآونة الأخيرة حيث يشعر الشحص بألم حاد في الصدر لايعلم مصدره في حين أنه بشكل مقدمات لنوبة قلبية قادمة في الطريق ويمكن ان يتعرض أيضا بعض الأشخاص لأزمة قلبية مفاجئة أثناء ممارستهم للعلاقة الجنسية وقد تكوني سمعت عن حدوث مثل تلك الحالات التي تحدث بشكل شائع أثناء القيادة إلى السوق التجاري ، أو مشاهدة نشرة الأخبار المسائية، أو مشاركة الأطفال والأحفاد، ويمكننا القول أن خطر النوبات القلبية لايوجد وقت محدد لحدوثه بل يمكن أن يطرأ في أي وقت
لكن الجانب الجيد من الأمر بأنه في العموم فإن مؤشرات الإصابة بالنوبات القلبية خلال ممارسة العلاقة الجنسية منخفض للغاية فعلى الرغم من أنأن الجهد الواقع على القلب يكون شديدا مع ممارسة الجنس إلا أنه ليس بنفس القدر المماثل لممارسة رياضة المشي السريع أو صعود طابقين من السلالم.
وقد أكدت بعض الأبحاث في الأدلة التي توصلت لها بأن عملية الاتصال الجنسي ينتج عنها فقط مايصل إلى 1% فقط من المشكلات القلبية وخاصة حالة احتشاء عضلة القلب. علاوة على أنه تزداد حالات الإصابة بالنوبات القلبية لدى الأشخاص المصابين بأمراض القلب من النوع الشديد في غضون ساعتين من ممارسة الجنس حيث تصل النسبة حالة واحدة من كل 50000.
مما يجعلنا نقول أن الأمر وارد الحدوث ولكن بشكل نادر لدى عدد قليل من المرضى الأمر الذي يتسبب في تشكيل تهديد حقيقي للمريض وقد أفادت إحدى التقارير إلى ضرورة التوقف المؤقت عن ممارسة العلاقة الحميمية في حال كنت تعاني من الحالات التالية :
- الذبحة الصدرية أو ماتعرف بخناق الصدر :ينتج عنها شعورا بالضغط الشديد في الصدر وعادة مايلجأ الأطباء إلى استخدام مصطلح الذبحة الصدرية غير المنضبطة والمستقرة إلى الإحساس بآلام لاتحتمل في الصدر والتي تحدث بوتيرة متكررة وفي بعض الأحيان ربما يواجهك في وقت حصولك على الراحة والإسترخاء
- مقدمات الذبحة الصدرية ( ومايرتبط به من آلام في عضلات الصدر كنتاج للأمراض القلبية )
- ارتفاع ضغط الدم غير المنضبط الذي يحدث بشكل مفاجىء ومايرتبط به من انتكاس
- حدوث تطورات في حالات فشل القلب, ومايتصل بتلك الحالة من صعوبات وضيق في عملية التنفس أثناء فترات الراحة وممارسة التمارين الرياضية
- إذا كنت قد تعرضت لأزمة قلبية في وقت قريب وتحديدا خلال الأسبوعين الماضيين
- بعض حالات عدم انتظام ضربات القلب (ضربات القلب ذات الإيقاعات غير الطبيعية، وعلى وجه الخصوص في بطينات القلب).
- اعتلال عضلة القلب الذي يتضح في شكل ضعف عضلة القلب الأساسية الذي تتمثل وظيفتها في الأساسية في ضخ الدم إلى بقية أجزاء الجسم
ومجمل تلك الحالات من شأنها أن تنذر بزيادة مخاطر الإصابة بالأزمات القلبية أو قد تصبح مهددة للحياة أثناء ممارسة العلاقة الجنسية , ولكن لاتقلقي فلن تكتب النهاية لحياتك الجنسية تماما ولكن من خلال اتخاذ مجموعة الأساليب العلاجية المناسبة ,، مثل الأدوية للسيطرة على ضغط الدم أو الإجراءات الوقائية لمنع الذبحة الصدرية، مما قد يجعلك تتمتعين بصحة جيدة بما يكفي لممارسة العلاقة الجنسية .
يمكن أن يصل الجنس لدى بعض الأشخاص إلى مرحلة أشد خطورة في حالة معاناتك من ذبحة صدرية من النوع الخفيف, أو حالات القصور المبكر للقلب ,أو كان لديك تاريخ طبي قديم من الإصابة بالسكتات الدماغية ,، أو الحالات التي تقترن بحدوث نوبة قلبية خلال الأسابيع 2-6 السابقة وبضاف إلى ذلك أيضا معاناة الأشخاص في ظل عوامل الخطر الثلاثية الشائعة كالسمنة وارتفاع مستويات الكوليسترول الضار بالإضافة إلى ضغط الدم المرتفع وكلها من مسببات الإصابة بأمراض القلب التاجية
يمكن أن يفيدك الحصول على استشارة الطبيب بشأن معدلات قدرتك الجنسية وذلك بإلقاء نظرة شاملة لفحص قلبك بشكل خاص وصحتك بصفة عامة
إذا كان هناك أي سؤال حول قدرتك الجنسية، فسوف يقوم طبيبك بإلقاء نظرة محددة على قلبك وصحتك العامة.ويمكن أن يستعين ببعض الإجراءات التشخيصية كإختبارالضغط، وهو نوع من الإختبارات المتخصصة في قياس ومراقبة آداء قلبك أثناء ممارسة التمارين الرياضية على جهاز المشي أو على الدراجة الثابتة.
من الضروري أن يهتم مريض القلب بمتابعة حالته الصحية بشكل منتظم لدى الطبيب بما يمكنه من تحقيق الرضا الكامل عن حياته الجنسية ويتأتي ذلك من خلال مراعاة بعض التدابير الإحتياطية الأساسية , مثل إختيار وضعية سهلة أثناء ممارسة العلاقة الحميمية أو اللجوء إلى تناول الأدوية العلاجية لمشكلات القلب والأوعية الدموية قبل الشروع في ممارسة الجنس بشكل مباشر
بعض فئات الأشخاص تدفعهم الظروف الصحية إلى التخلي التام عن ممارسة العلاقات الكاملة , ويكتفون فقط بالاستمتاع بالاحتضان والتقبيل والمداعبة والـأحاديث العاطفية ولكن كرأي شخصي فإن ذلك يعد من الأشياء القاسية التي تفقدك دفء العلاقات وأن تكوني أكثر قربا من نصفك الآخر.
اقرأ أيضا إرتفاع ضغط الدم وتأثيره السلبي على الحياة الجنسية
لماذا يقل الدافع الجنسي لدى المصابون بالنوبات القلبية ؟
يمكن أن يشكل الجنس نوعا من الأمان لدى الأشخاص الذين يعانون من الأمراض القلبية فقد توصلت دراسة ما إلى قلة معدلات تكرار العلاقات الحميمية لدى الاشخاص وإنخفاض رغبتهم في تكرار الجماع خاصة في الأشهر القليلة الأولى بعد المرور بالنوبة القلبية ,ومن الوارد أيضا أن يكون منبع حدوث انخفاض الدافع الجنسي منبثقا من الإكتئاب والذي عادة مايصيب حوالي نسبة الثلث من المرضى الذبن في طور التعافي من الأزمة القلبية, وبالنسبة للمرضى، غالبًا ما ينبع انخفاض الرغبة الجنسية من الاكتئاب، الذي يصيب ما يصل إلى ثلث المرضى الذين يتعافون من نوبة قلبية. وغالبا ماينتج عن تلك الحالة نوعا من استنزاف الرغبة الجنسية ويمكن أن يسبب لدى الرجال حالات ضعف الإنتصاب.
بالمناسبة يشكل عامل الوقت هو أفضل نوع من العلاج لدى معظم الأشخاص اتركي كل شىء بوقته وبمرور الوقت سوف تعود الأمور إلى نصابها الصحيح وسيطرأ نوعا من التحسن على حالتك المزاجية بما يمكنك من استعادة رغبتك الجنسية ورغم ذلك ، قد يكون بعض المرضى في حاجة إلى استشارة طبية أو تناول أدوية مضادة للاكتئاب.
يجب ملاحظة أن بعض مضادات الاكتئاب مثل فلوكستين (بروزاك) يمكن أن تقلل من الرغبة الجنسية. إذا تغلبت على الاكتئاب ولكنك لا تزال لا تشعر بالرغبة في ممارسة الجنس، فتحدث مع طبيبك حول تبديل الأدوية أو تقليل الجرعة.
هل يمكن لأدوية القلب أن تتداخل مع حياتي الجنسية؟
ولكن قد تتفاجئين أن الأدوية الطبية المخصصة لعلاج المشكلات القلبية يمكن أن تزيد حياتك الجنسية صعوبة . وتشمل العديد من أدوية ضغط الدم، بما في ذلك مدرات البول (مثل هيدروكلوروثيازيد وكلورثاليدون) وحاصرات بيتا (مثل كارفيديلول وبروبانولول) والتي يمكن أن ينتج عنها آثارا جانبية ومن ضمنها فقدان الرغبة الجنسية لدى كل من الرجال والنساء على حد سواء فضلا عن مسئوليتها عن التسبب في مشاكل في الانتصاب لدى الرجال .ويجب الإشارة إلى أن عقار الديجوكسين لعلاج قصور القلب وبعض اضطرابات ضربات القلب، قد يسبب آثارًا جانبية مماثلة.
يمكنك تقليل مخاطر الآثار الجانبية الجنسية الناجمة عن تناول الأدوية عن طريق تناول الدواء المخصص تمامًا بناء على وصفة طبية . وفي حالة لم يحقق أي فاعلية تذكر وظلت الرغبة الجنسية مفقودة ، فمن الأفضل التحدث مع طبيبك. فربما يتمكن طبيبك من تقليل الجرعة أو تغيير بعض أنواع الأدوية لتكون أقل تأثيرا بالسلب على حياتك الجنسية.
من الجدير بالذكر أنه يمكن لمثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، مثل كابتوبريل (كابوتين) أو إنالابريل (فاسوتيك) أن تخفض ضغط الدم، ولكنها نادرًا ما تسبب آثارًا جانبية جنسية. وقد يكون فالسارتان (ديوفان)، وهو دواء لضغط الدم يشبه مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، خيارًا جيدًا.