في حين أنه عادة مايكون للأشخاص أذواق معينة خاصة بهم فيما يتعلق بأنواع الأطعمة المفضلة حتى أن البعض ينجذب بشكل أكبر للأطعمة المالحة , وآخرون يفضل المذاق الحار بينما يميل أتباع السكريات دوما إلى الحلوى والكيك ولكن هذا يحدث كأمر طبيعي أما وجه الغرابه يتمثل في تلك العلاقة التي تجمع بين مرض إديسون أو مايفسر كمصطلح طبي بالقصور الأولي في الغدة الكظرية وهو عضو صغير الحجم يكون موقعه فوق الكلية ويمكن أن تصاب بضعف وتعطيل في وظائفها الخاصة بإطلاق عدة هرمونات ذات أهمية حيوية ومن أبرزها هرموني الكورتيزول والألدوستيرون مما يجعل الشخص يصاب بمرض إديسون .. وسوف نقدم من خلال مقالنا التالي كل مايخص العلاقة بين مرض إديسون واشتهاء الطعام المالح .
حول مرض إديسون
على الرغم من إدراج تلك المشكلة المرضية ضمن أنواع الأمراض الهرمونية نادرة الحدوث إلا أنه عندما يصاب به الشخص فإنه يواجه كسلا وخمولا يتسبب في إحداث اضطرابات في مستويات توازن الهرمونات بالجسم مما ينعكس تأثيره على الصحة العامة للجسم
هذا القصور الكظري الأولى هو السمة الأساسية المميزة لداء إديسون والذي يحدث في قشرة الكظر والتي تفقد في ظل الإصابة بهذا المرض قدرتها الإنتاجية للهرمونات بكميات كافية والتي يحتاج إليها الجسم في آداء العديد من العمليات الحيوية الوظيفية
أعراض مرض أديسون
من المتوقع أن يظهر المرض لدى الأشخاص من جميع الفئات العمرية فهو لايقتصر على فئة بعينها وتظهر أعراض أديسون عند النساء أو الرجال على حد سواء ومن ضمن العلامات المصاحبة التي تدل على إصابة شخص ما بتلك المشكلة الهرمونية ومن ضمنها :
- هبوط في مستويات ضغط الدم , ويزداد حدوث ذلك عند الإنتقال من وضعية الجلوس إلى وضع الوقوف مما يؤدي إلى الشعور بالدوخة والدوار وثقل الرأس , ويرجع ذلك إلى القصور الكلوي وفقدان الكلى لوظائفها الخاصة بضبط نسب كلا من الدم والأملاح في المجرى الدموي بشكل منتظم
- سيطرة الإحساس بالتعب والإجهاد المفرط , بالإضافة إلى التيبس العضلي وضعف ولين عضلات الجسم
- تغيرات الشهية المسببة لفقدان الرغبة في تناول الطعام بالإضافة إلى عسر الهضم , وخسارة الوزن بدون سبب
- فرط التصبغ وظهور البقع الداكنة على الجلد مما يؤدي إلى ظهوره بمظهر شاحب وتصبح أكثر المناطق تضررا هي الأكثر تعرضا لأشعة الشمس الحارقة القاسية
- عدم استقرار نسبة سكري الدم من حيث هبوك مؤشراته
- فقدان القدرة على مواجهة المواقف المثيرة للتوتر والضغوط النفسية
- سوء الحالة النفسية وتقلبات المزاج
- ضعف القدرة على تحمل التغيرات المفاجئة في درجة الحرارة صعودا أو هبوطا
- اشتهاء الأطعمة الغنية بالأملاح بشكل مستمر
- زيادة الميل إلى التقيؤ والإحساس بالغثيان
- ملاحظة بعض المناطق الفارغة من الشعر في الأماكن الحساسة سواء تحت الإبط أو منطقة العانة لدى السيدات
من الجدير بالذكر معرفة أن هذا المرض الهرموني يصيب الشخص بطريقة مفاجئة وتميل أعراضه للظهور بشكل تدريجي , وتظهر بعض الصعوبات أمام الأطباء عند قيامهم بتشخيصه نتيجة أعراضه المتشابهة إلى حد كبير مع مشكلات مرضية أخرى , إلا أنه من أهم المعالم المميزة له أن المريض يشكو دائما من الإرهاق المزمن , فضلا عن خسارة الوزن بلا مبرر, كما يقترن بشعور مؤلم في العضلات
اقرأ أيضا ورم الغدة الكظرية الحميد وأهم المعلومات عنه
أسباب اشتهاء المصابون بمرض أديسون للملح
هذا السؤال هو المحور الأساسي لموضوعنا حيث تزداد رغبة مرضى داء إديسون تجاه تفضيل إضافة المزيد من الملح إلى وجبات طعامهم ويشمل ذلك أيضا جميع الأطعمة الغنية بالصوديوم ويمثل هذا العرض العلامة الأكثر بروزا وشيوعا المرتبطة بهذا المرض , ولعل السبب الأساسي هي وجود نقص حاد في مستويات هرمون الألدوستيرون نتيجة الخلل والقصور الذي أصاب الغدة الكظرية والذي أثر على عملية تنظيم توازن عنصري الصوديوم والبوتاسيوم في الجسم، وفي ظل قلة مستويات هذا الهرمون، فإن الجسم يفتقر إلى كمية عالية من الصوديوم الذي يتم التخلص منه من خلال افرازات البول , وهذا مايؤدي إلى الرغبة الملحة والغريبة في تناول الملح كنوع من سد العجز والتعويض عن النقص.
وفي نفس السياق , من المهم أن نعي أن تلك الشهية التي ترتكز على الأطعمة الغنية بالأملاح لاترتبط بشهية الفرد واحتياجاته الغذائية الطبيعية , بل تمثل إشارات ورسائل يبعثها الجسم لتعبر عن وجود اضطراب داخلي في وظائف الهرمونات والتي تتطلب حلول علاجية طارئة .
أسباب مرض أديسون
من خلال الحديث عن العوامل المسببة لمرض أديسون فيكفي معرفة أنه من ضمن اضطرابات المناعة الذاتية وذلك في غالبية حالات الإصابة بها حيث يخطأ الجهاز المناعي في شن هجوما على نفسه مستهدفا الغدة الكظرية مما يتسبب في إتلافها , وقد يكون مصدر المرض نتاجا لتأثير الأنواع المزمنة من الإلتهابات كمرض السل، أو قد تتداخل مع عوامل وراثية تترك تأثيرها السلبي على الغدة الكظرية.
بالإضافة إلى وجود أسباب أخرى التي تخلفها الآثار الجانبية المصاحبة لأنواع من الأدوية التي تسبب خللا في درجة نشاط الغدة الكظرية , وأحيانا يكون السبب راجعا إلى مضاعفات التدخلات الجراحية التي تؤدي لأضرار تسبب تلف الغدة
تشخيص وعلاج داء أديسون
من أجل تشخيص دقيق لداء أديسون فإن الطبيب ينصح في الغالب بضرورة إجراء بعض تحاليل الفحص لتحديد النسب الخاصة بمستويات هرموني الكورتيزول والألدوستيرون في الدم، كما يتم التوصية بمجموعة من الإختبارات ذات الأهمية المنشطة للغدة الكظرية لوضع تقييمات تقيس مدى قدرتها على إفراز الهرمونات
فيما يتعلق بخطة العلاج فمن المهم الإستعانة بعلاجات هرمونية بديلة لتعويض مؤشرات النقص اعتمادا على الأدوية التي تحتوي في تركيبها على هرمون الكورتيزول الصناعي مثل “الهيدروكورتيزون, واستكمالا لروتين العلاج تكون الحاجة ضرورية لأنواع من العلاجات ذات التأثير المنظم لمستوى الصوديوم <والبوتاسيوم في الجسم.