مرض السل الرئوي من الأمراض التى تصيب الرئتين نتيجة التعرض للعدوى البكتيرية. فالجدير بالذكر أن هذا المرض يُحدث عدد من الأعراض بعد مرور الوقت على الإصابة بهذا النوع من البكتيريا حيث يتم حساب مراحل السل الرئوي من وقت إصابة الشخص ببكتيريا السل وحتى ظهور الأعراض. هيا من خلال سطور مقالنا القادمة نتعرف على أسباب الإصابة بمرض السل الرئوي وأهم مراحل هذا المرض.
ما هي أسباب الإصابة بمرض السل الرئوي؟
تحدث الإصابة بمرض السل نتيجة التعرض لبكتيريا السل المتفطرة السلية حيث تعد هي السبب الوحيد المؤدي لحدوث هذا المرض. فيجب العلم أنه هذه البكتيريا تسبب بشكل رئيسي الإصابة بالتهابات الرئة أو تقوم بالتأثير على أجزاء أخرى من الجسم مثل العمود الفقري أو الدماغ أو الكلى.
تنتشر بكتيريا السل عن طريق الهواء عندما يقوم الشخص المصاب بالسعال أو العطس أو التحدث أو الضحك. ومن غير المحتمل أن ينتشر هذا المرض من خلال الأشياء الشخصية، مثل الملابس أو الفراش أو أكواب الشرب أو أواني الأكل أو المصافحة أو المراحيض أو غيرها من الأشياء التي لمسها الشخص المصاب بالسل.
ما هي مراحل مرض السل الرئوي؟
من خلال مراحل مرض السل لا تظهر على الأشخاص المصابون أي أعراض بشكل فوري، ولكن قد يستغرق هذا الأمر شهورا أو سنوات أو حتى عقودا حتى تظهر الأعراض. إذن، ما هي مراحل السل الرئوي من التعرض حتى يتطور هذا الأمر إلى أعراض واضحة؟
-
عدوى السل الأولية
خلال مراحل السل الرئوي، تعد هذه هي المرحلة الأولى عندما يتعرض الشخص لبكتيريا السل أو يتلامس مع شخص آخر تظهر عليه أعراض مرض السل. ففي حالة شك الشخص المتعامل مع المريض من كون قد حدث له إصابه من عدمه فسوف يقوم بإجراء اختبار جلدي للسل، وأشعة سينية طبيعية على الصدر، وفي هذا الوقت لا تظهر أي علامات أو أعراض للمرض وتأتي النتيجة سلبية.
-
عدوى السل الكامنة
تعد هذه هي المرحلة التالية في مراحل السل الرئوي المسماه بعدوى السل الكامنة حيث أنه في ذلك الوقت توجد بكتيريا السل بالفعل في الجسم، ولكنها لا تظهر أعراضا وذلك لأن الجهاز المناعي للشخص المعرض يقوم بمنع بكتيريا السل من النمو.
يجب العلم أن العديد من الأشخاص قد يعانو من مرض السل الكامن ولكن لا تظهر عليهم أي أعراض واضحة لهذا المرض طوال حياتهم حيث تلعب المناعة دورا هاما تجاه هذا الأمر.
عند القياام بإتخاذ القرار نحو إجراء الفحوصات والتحاليل فسوف تأتي نتيجة إختبار الدم والجلد في الصورة الإيجابية، وقد تظهر الأشعة السينية للرئة وجود ندوبا سابقة ناتجة عن غزو البكتيريا التي ألحقت الضرر بالرئتين، والجدير بالذكر أنه لن تظهر على المرضى أي علامات إصابة في أجزاء أخرى من الجسم.
ومع ذلك سوف يحدث مع بعض الحالات إنتقال مرحلة السل الكامن إلى مرحلة السل النشط في أي وقت، سواء كان ذلك بعد أسابيع أو شهور أو سنوات أو حتى عقود. وذلك بسبب ضعف الجهاز المناعي وعدم القدرة على قمع نشاط بكتيريا السل الموجودة في الجسم.
من أهم الفئات التي يحدث لها خطر الإنتقال من السل الكامن إلى السل النشط هم:
- الأطفال.
- كبار السن.
- الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
- الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز.
- الأشخاص الذين يتناولون الأدوية التي تثبط جهاز المناعة.
وجب التأكيد على أنه من الممكن أن يتحول السل الكامن إلى سل نشط في أي وقت، لذا فإن العلاج المبكر لهذا المرض يعد أمر هام.
بالنسبة للسل الكامن الذي تم تشخيصه حديثا، سيقوم الطبيب بوصف حقنة من المضادات الحيوية لفترة زمنية تتراوح من 6 إلى 12 شهرا، وهذا لكي يتم قتل بكتيريا السل الموجودة في الجسم. بالإضافة لذلك فمن الممكن أن يتم علاج بعض الأشخاص المصابين بمرض السل الكامن بدورة قصيرة تتراوح مدتها 3 أشهر باستخدام نوعان من المضادات الحيوية.
إقرأ أيضا: بكتيريا الميكوبلازما وأهم مخاطر إصابة الأطفال الصغار بها
-
عدوى السل النشطة
تعد هذه واحدة من مراحل السل الرئوي التي تعرف أيضا باسم مرض السل النشط. فيجب العلم أنه في هذه المرحلة، سيكون لدى المصاب علامات وأعراض العدوى التي تقوم بإصابة الأخرين، فهذه الأعراض تشمل ما يلي:
- السعال الذي يستمر لمدة 3 أسابيع أو أكثر.
- السعال المصحوب بالدم أو البلغم.
- آلام الصدر خاصة عند التنفس أو السعال.
- التعب والضعف وعدم القدرة على إنجاز المهام.
- فقدان الشهية.
- فقدان الوزن غير المبرر.
- ضعف النمو عند الأطفال.
- الحمى وإرتفاع درجة الحرارة.
- القشعريره.
- التعرق في الليل.
- عندما تكون نتائج اختبار السل أو اختبار الدم إيجابية أو سلبية، ولكن قد تظهر الأشعة السينية للرئة حدوث بعض التلفيات بها.
خلال هذه المرحلة، قد يقوم الطبيب بإتباع روتين علاجي يجمع بين 3 مضادات حيوية أو أكثر ويمكن استخدامه لمدة زمنية تتراوح من 6 إلى 9 أشهر على الأقل أو أكثر وهذا تباعا لمقدار شدة المرض. فيجب العلم أن أدوية السل قد تتضمن الـ (أيزونيازيد وريفامبين وبيرازيناميد وإيثامبوتول).
بعد بضعة أسابيع من العلاج بالمضادات الحيوية، سوف يحدث تحسن في أعراض المرض ولن يكون الشخص معديا بعد الآن، ولكن يجب إكمال النظام العلاجي لمنع حدوث الإصابة مرة أخرى والحد من أسباب السل المقاوم للأدوية الذي يصعب علاجه.
في النهاية يجب معرفة أن التشخيص المبكر لهذا المرض يساعد المريض على التعافي بشكل سليم من خلال قيام الاطباء بتطوير نظام مناسب للعلاج يتناسب مع الحالة الصحية له.