تعتبر وجبة الإفطار أهم الوجبات التي يتم تناولها في خلال اليوم حيث أنها تساهم في تعويض الجسم عن الطاقة التي تم إستهلاكها خلال ساعات الصيام الطويلة والتي تكون في أوقات النوم. ومن الأشخاص الذين ينبغي عليهم الالتزام بتناول وجبة الإفطار بشكل خاص هم مرضى السكري، وذلك بسبب الآثار الإيجابية التي تترتب على تناول وجبة الإفطار في الصباح وتوزيع السعرات الحرارية على مدار اليوم. ولكن ماذا يحدث إذا لم يتناول مريض السكري وجبة الإفطار صباحا؟ وما هي العواقب السلبية التي تنتج عن هذه العادة الغذائية السيئة؟
مريض السكري وتخطي وجبة الإفطار
إن تخطي وجبة الإفطار يمكن أن يكون له تأثير سلبي على مستوى السكر في الدم. فمن المعروف أن تناول الطعام يؤدي إلى ارتفاع مؤقت في مستوى السكر وبالأخص فترة ما بعد الوجبة، وبشكل طبيعي يعود هذا المستوى إلى الحدود الطبيعية في وقت قصير.
ولكن عندما يتم تخطي وجبة الإفطار، فإن الجسم لا يحصل على الطاقة المطلوبة لأداء الاستقلاب السكري بشكل صحيح، مما يؤدي هذا الأمر إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم لفترة أطول وبشكل غير طبيعي.
عند حدوث الإصابة بمرض السكري، تصبح أجزاء الجسم المسؤولة عن النظام السكري غير قادرة على إنتاج الأنسولين بشكل صحيح أو استخدامه بفاعلية. وهذا يعني أنه من الواجب علينا أن نقوم بإتباع نظام غذائي صحي ومتوازن للسماح بالتحكم في مستوى السكر في الدم.
بوجه عام يجب العلم أن تناول وجبة الإفطار بشكل منتظم يمكن أن يساعد على تنظيم مستوى السكر في الدم طوال اليوم وتقليل الحاجة إلى تناول الأدوية.
ما هي المخاطر المترتبة على إهمال مرضى السكري تناول وجبة الإفطار؟
عند قيام مريض السكري بإهمال تناول وجبة الإفطار فسوف ينتج عن هذا الأمر حدوث الإصابة ببعض المخاطر الصحية الجسيمة التي تتمثل فيما يلي:
أولا: عند إهمال وجبة الإفطار فمن الممكن أن يزيد هذا الأمر من مستوى السكر في الدم. فعندما لا يتناول مرضى السكري هذه الوجبة الرئيسية، فإن مستوى السكر في الدم يحدث له إرتفاع بشكل مفاجئ بعد يوم كامل من الصيام، وهذا يمكن أن يسبب هبوطا في السكر بشكل مفاجئ.
ثانيا: حدوث ارتفاع أو إنخفاض بشكل مفاجئ في مستوى السكر في الدم حيث يمكن أن يتسبب هذا في ظهور أعراض غير مرغوب فيها مثل الدوخة، الصداع، الارهاق، والتعب. ومع مرور الوقت، قد هذا الأمر إلى مشاكل طويلة الأمد مثل زيادة خطر الإصابة بالأمراض القلبية والأوعية الدموية واضطرابات الكلى.
ثالثا: عند إهمال مرضى السكري لوجبة الإفطار فإن هذا الأمر يؤثر على عملية الأيض في الجسم بسبب قيامه بالعمل على استهلاك المخزون الحيوي للسكر في الكبد لتلبية الاحتياجات الطاقية. مما يؤدي هذا إلى انخفاض مستويات السكر في الدم، ومع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي ذلك إلى فشل عملية الأيض في الجسم وزيادة في الوزن بشكل غير صحي. إلى جانب هذا فمن الممكن أن يحدث تراكم للسموم في الجسم ويصبح من الصعب على الأمعاء العمل بشكل سليم، مما يزيد هذاأيضا من خطر الإصابة بالامساك والإسهال.
رابعا: التأثير على أداء الدماغ والنشاط الذهني بشكل سلبي، فالدماغ يحتاج إلى الطاقة المستمدة من الغذاء للأداء الجيد والذاكرة القوية، ولكن عندما يتجاهل المرضى السكري وجبة الإفطار، فإن هذا الأمر يؤثر على تركيزهم وانتباههم خلال فترات النهار.
خامسا: يمكن لأمر عدم تناول مرضى السكري لوجبة الإفطار أن يؤدي إلى انخفاض الدم في الدماغ، وبالتالي تظهر هنا القدرة المنخفضة على التركيز والتفكير.
إقرأ أيضا: فن اختيار الوجبات الخفيفة لمرضى السكري
ما هي أهم المنافع الصحية المترتبة على تناول مرضى السكري لوجبة الإفطار؟
تتضمن تناول وجبة الإفطار في داخلها العديد من المنافع الصحية لمرضى السكري حيث يتضح هذا الأمر من خلال ما يلي:
-
إدارة مستوى السكر في الدم
تناول وجبة الإفطار من الأمور الهامة والضرورية التي تلعب دورا فعالا في تنظيم مستوى السكر في الدم. فعند تناول وجبة الإفطار، يحصل الجسم على مصدر جديد من الكربوهيدرات والسكريات التي يتم استخدامها لتوليد الطاقة. وباعتبارها أول وجبة لليوم، فإن عدم تناولها من الممكن أن يتسبب في انخفاض مستوى السكر بشكل مفرط، وهو ما يُعرف بانخفاض السكر الحاد.
-
زيادة الشعور بالامتلاء والشبع
تناول وجبة الإفطار يساعد على تزويد الجسم بالطاقة اللازمة لبدء اليوم بشكل جيد وصحي. فالجدير بالذكر أنه لابد أن تحتوي وجبة الإفطار المتوازنة على مكونات غذائية هامة مثل البروتين والألياف، والتي تتطلّب وقتًا أطول للهضم وتبني الشعور بالشبع والامتلاء لفترة أطول. فيجب معرفة أن هذا التأثير يمنع الشهية المفرطة ويقي من الوقوع في فخ الأكل الزائد في وجبات الغداء والعشاء.
-
تحسين نسبة الدهون في الدم
يلعب السلوك السليم المعتاد لتناول وجبة الإفطار دورا حاسما في تحسين مستويات الدهون في الدم حيث يتم هذا من خلال الإستعانة بالمشروبات الغير سكرية، والأطعمة المشبعة بالألياف وعنصر المغنيسيوم الذي يعد من الخيارات الصحية لتناول وجبة الإفطار، ويقوم بتقليل نسبة الدهون الثلاثية وزيادة نسبة الكوليسترول الجيد في الدم.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تناول الفواكه الطازجة والخضروات يمكن أن يساهم في خفض نسبة الدهون الضارة في الدم وبصورة كبيرة جدا.
-
تعزيز وظائف العقل والأداء الذهني
تعتبر وجبة الإفطار من أهم الوجبات التي يتم تناولها في اليوم بالنسبة لوظائف الدماغ والأداء الذهني. إذ يوفر الجلوكوز الذي يصل إلى الدم أثناء تناول وجبة الإفطار الطاقة الضرورية للعمل العقلي والتركيز. لذا فإن هذا الأمر يفسر شعور الأشخاص الذين يتجاوزون تناول هذه الوجبة بالاضطرابات في التركيز والانتباه وبالأخص في النصف الأول من اليوم.
-
تنظيم الوزن والسيطرة على الشهية
تناول وجبة الإفطار يلعب دورا ملحوظا في تنظيم الوزن والسيطرة على الشهية. ففي حالة تجاوز هذه الوجبة، يميل الجسم للشعور بالجوع الزائد في النهار، مما يؤدي هذا الأمر إلى زيادة استهلاك الطعام وتراكم السعرات الحرارية وزيادة الوزن. بالإضافة إلى ذلك، فإن تناول وجبة الإفطار المتوازنة يساهم في تحفيز عمليات الأيض وزيادة حرق السعرات الحرارية خلال الفترة الصباحية.
في النهاية يتضح لنا أن تناول وجبة الإفطار المتوازنة يعتبر أمرا حاسما لمرضى السكري. إذ يؤثر بشكل إيجابي على مستوى السكر في الدم، ويوفر الطاقة اللازمة، ويساهم في تنظيم وظائف الجسم، ويحسن حالة الدماغ والأداء الذهني، ويسهم في تنظيم الوزن والسيطرة على الشهية. لذا، يجب على مرضى السكري أن يواظبو على تناول وجبة الإفطار بشكل يومي ومتوازن حيث يجب أن تتضمن هذه الوجبة مجموعة من العناصر الغذائية المفيدة كالموجودة في الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات المتوازنة والألياف.