يعد التهاب بطانة الرحم من الأمراض الشائعة التي تصيب الكثير من النساء في سن الإنجاب، ومن هنا تلجأ المرأة إلى العرض على الطبيب المختص الذي يقوم بوصف طرق علاجية معنية، ولكن على الجانب الذاتي تقوم المريضة بالتعامل مع هذا الوضع المرضي من خلال إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة والنظام الغذائي حيث تلجأ هنا إلى تناول الأطعمة المضاد للالتهابات وهذا للعمل على إدارة الألم بشكل فعال. بوجه عام سنتعرف على هذا النظام الغذائي بمزيد من التوضيح والفهم.
النظام الغذائي للنساء اللائي يعانين من التهاب بطانة الرحم
يعتبر التهاب بطانة الرحم من أهم الأمراض النسائية الشائعة حيث يسبب هذا المرض حالة من الاستجابة الالتهابية المزمنة التي تؤدي إلى مجموعة من الأعراض المرضية بما في ذلك الشعور بالآلام الشديدة في منطقة الحوض، وعسر الطمث، واضطراب الجهاز الهضمي، وصعوبة التبول، والشكوى منالألم أثناء الجماع، إلخ.
بالإضافة إلى الأعراض الجسدية، فمن الممكن أيضا أن يؤثر هذا النوع من المرض بشكل كبير على الصحة النفسية، مما يسبب هذا ميلاد العديد من مشاعر القلق والاكتئاب، ومن ثم يجب على المرأة أن تلجأ إلى تلقي سبل العلاج التي تهدف إلى علاج التهاب بطانة الرحم، والحد من نمو آفات بطانة الرحم، ومنع تطور الألم المزمن.
على الرغم من أن النظام الغذائي ليس علاجا فعالا للانتباذ البطاني الرحمي، إلا أنه يساهم في تحسين الأعراض والحد من تطور المرض حيث أظهرت الأبحاث أنه في حالة الاستهلاك المرتفع للحوم الحمراء والسكر والأطعمة الغنية بالدهون المتحولة، فسوف يزيد هذا الأمر من الإصابة بالالتهابات والأعراض المرضية لهذه الحالة الصحية أما في حالة اتباع نظام غذائي متوازن ومغذي يحتوي على الأطعمة الصحية، فإن أمر إعطاء الأولوية للأطعمة المضادة للالتهابات يساعد في إدارة الألم المزمن الناجم عن الشكوى من الانتباذ البطاني الرحمي.
إقرأ أيضا: كيف يؤثر التهاب بطانة الرحم على الدورة الشهرية؟
الأطعمة المضادة للالتهابات للنساء اللائي يعانين من التهاب بطانة الرحم
أولا: الخضروات الملونة
تعد الخضروات والفواكه ذات الألوان الزاهية مثل الأصفر والأخضر والأحمر والبرتقالي من أهم العناصر الغذائية الغنية بالفيتامينات والمعادن والألياف والفلافونويد والتي لها تأثيرات مضادة للأكسدة وللالتهابات بصورة كبيرة حيث يحتوي البعض منها على مركبات تقلل من الإجهاد التأكسدي، وتدعم عملية التمثيل الغذائي، وتزيل هرمون الاستروجين من الجسم.
مع خصائص هذه العناصر الغذائية المضادة للالتهابات وللأكسدة، فسوف تقوم مركبات الفلافونويد الطبيعية في الخضروات بالعمل على تعزيز صحة المناعة من خلال قيامها بالعمل على منع التوليف والنشاط البيولوجي لمختلف الوسطاء الالتهابيين داخل الجسم. لذا فيمكننا القول هنا، بأنه كلما كانت الخضروات الملونة أكثر تنوعا، كلما كانت أكثر ثراء في مركبات الفلافونويد المفيدة لصحة المرأة مع هذه الحالة المرضية.
ثانيا: الأطعمة الغنية بالألياف
بشكل علمي يجب معرفة أنه يتم تحفيز تطور بطانة الرحم عن طريق هرمون الاستروجين. لذا فينبغي هنا أن يتم العمل على تناول الأطعمة التي تساعد في القضاء على هرمون الاستروجين ومنع مستوياته من الارتفاع الشديد حيث يمكن أن يكون هذا الأمر مفيد جدا مع هذه الحالة المرضية.
تعتبر الأطعمة الغنية بالألياف بما في ذلك الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والمكسرات والبقوليات من أهم العناصر التي تساعد أيضا على سحب هرمون الاستروجين من الجسم من خلال حركات الأمعاء. الجدير بالذكر أن هذه الأطعمة هي مصدر غذائي للبكتيريا المفيدة في ميكروبيوم الأمعاء والتي تساعد على تقليل الالتهابات في داخل الجسم بصورة صحية فعالة.
ثالثا: أحماض الأوميغا 3 الدهنية
تساعد الأطعمة التي تحتوي على دهون أوميغا 3 على تهدئة الالتهابات داخل الجسم بشكل فعال، مما قد يقلل هذا الامر من شدة الأعراض وربما يقلل من تطور حالة الانتباذ البطاني الرحمي المرضية. فمن الهام معرفة أن أحمض الأوميغا 3 الدهنية تداخل مع الخلايا المناعية التي تسمى خلايا الدم البيضاء والإنزيمات التي تسمى السيتوكينات، وكلاهما يلعب أدوارا مهمة في استجابة الجسم الالتهابية.
توجد أحماض أوميغا 3 الدهنية في الأسماك الدهنية والجوز وبذور الكتان وبذور الشيا والزيوت النباتية. ولكن وعلى وجه التحديد، تعد الأسماك الدهنية مثل السلمون والسردين والرنجة والماكريل والأنشوجة من أفضل المصادر الغذائية لأحماض أوميغا 3 الدهنية.
من هنا يجب العلم أنه عند القيام بإستهلاك هذه الأحماض الدهنية، فسوف تقوم أجسامنا بتحويلها إلى مركبات فعالة لها تأثيرات فعالة ودور رائع كمضادة للالتهابات.
رابعا: زيت الزيتون
يوصى باستخدام زيت الزيتون كدهون إضافية رئيسية وهذا حتى يقوم بحل محل الزيوت والدهون الأخرى الغير صحية. فمن الهام معرفة أن هذا النوع من الزيت ليس أقل في السعرات الحرارية من الزيوت الأخرى حيث تحتوي كل ملعقة كبيرة على حوالي 120 سعرة حرارية تماما مثل الأنواع الأخرى من الدهون.
زيت الزيتون من افضل الزيوت الغنية بمضادات الأكسدة حيث تقوم هذه المواد المضادة للاكسدة النشطة بيولوجيا للغاية في العمل على التقليل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة. الجدير بالذكر أن بعض الأبحاث قد اثبتت أن مضادات الأكسدة الموجودة في زيت الزيتون يمكن أن تقوم بمنع بعض الجينات والبروتينات التي تؤدي إلى إصابة الجسم بالالتهابات.
أما فيما يخص حمض الأوليك – الحمض الدهني الرئيسي في زيت الزيتون، فيجب معرفة أنه يقوم بالتقليل من مستويات علامات الالتهاب المهمة مثل البروتين التفاعلي C (CRP). لذا فمن الأفضل مع النساء اللائي يعانين من التهاب بطانة الرحم أن يقوموا باستخدام زيت الزيتون البكر الممتاز لأنه يحتفظ ببعض مضادات الأكسدة والمركبات النشطة بيولوجيا والصحية للجسم.