هبوط الرحم يعد من الأمراض الشائع إصابة النساء بها، وخاصة في فترة ما بعد الولادة حيث أن هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث المعاناه من هذه المشكلة الصحية مع ظهور بعض العلامات التي تدل على ذلك. ولكن هل تعلمين سيدتي ما هي هذه العلامات وكيف تقومين بالتعامل معها؟ هذه ما سنتعرف علية من خلال سطور مقالنا التالية بمزيد من التفصيل.
ما هو هبوط الرحم بعد الولادة؟
الرحم هو أحد الأعضاء التناسلية للمرأة. فالجدير بالذكر أن أثناء الحمل، يحتوي الرحم على جنين نام حيث يقوم الرحم خلال هذه الفترة بالتوسع عندما تكون المرأة حاملا ليناسب الطفل ثم يحدث له تقلص بعد الولادة.
يعد هبوط الرحم بعد الولادة من الحالات التي يصبح فيها الرحم ضعيف بصورة كبيرة، فيجب العلم أن علامات هبوط الرحم بعد الولادة تختلف من سيدة إلى أخرى حيث أنه في بعض الحالات، يمكن أن يدخل الرحم إلى المهبل (قناة الولادة)، مما يؤدي هذا إلى خلق كتل أو انتفاخات، والأخطر من ذلك أن يحدث إنزلاق بالرحم، لدرجة أنه يمكن أن يكون واضحا خارج منطقة المهبل، وتعد هذه أحد أهم علامات هبوط الرحم الكامل بعد الولادة.
يجب العلم أن خطر هبوط المهبل بعد الولادة يزداد بصورة كبيرة مع تقدم المرأة في العمر، وبالأخص عند قيامها بالإنجاب عدة مرات عن طريق المهبل.
هل هبوط الرحم بعد الولادة يعد أمر خطير؟
إذا تم اكتشاف هذا الأمر في وقت مبكر، وتم علاجه بشكل صحيح، فيجب الإطمئنان لأن هذا المرض آنذاك الوقت لا يشكل خطرا على المرأة. أما في حالة حدوث عكس ذلك فيمكن أن يسبب هذا الأمر العديد من المشكلات الصحية المتمثلة فيما يلي:
- القرحة المهبلية: الحالة الأكثر شدة من هذه المشكلة تحدث عندما يتراجع رحم المرأة خارج المهبل حيث تعد هذه الحالة عرضة للعدوى والإصابة بالقرحة المهبلية.
- هبوط أعضاء الحوض: خلال الإصابة بهذه المشكلة تتأثر أيضا أعضاء أخرى مثل المثانة أو المستقيم، مما قد يؤدي هذا إلى حدوث التهابات المسالك البولية.
إقرأ أيضا: تشوهات الرحم وتأثيرها على الصحة الإنجابية
ما هي أسباب هبوط الرحم بعد الولادة؟
يحدث هبوط الرحم بعد الولادة بسبب ضعف العضلات في منطقة الحوض حيث تعمل هذه العضلات في أوقاتها الطبيعية مثل أرجوحة عضلية في قاعدة الحوض، مما يساعد هذا على استقرار أعضاء الحوض. فالجدير بالذكر أنه يمكن أن يضع الحمل والولادة المهبلية ضغطا إضافيا على عضلات قاع الحوض. مما يسبب هذا لها ضعف وتصبح في حالة إرتخاء بسبب إصابته بالتمدد المفرط.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يسبب وزن الطفل حدوث التمدد في العضلات والأربطة، حتى في حالة تعرض المرأة للولادة القيصرية. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا لماذا تعاني النساء من هبوط الرحم بعد الولادة؟
يجب العلم أن هرمونات الحمل تلعب دورا مهما في حدوث ذلك حيث إنها تتسبب في أن تصبح عضلات قاع الحوض أكثر مرونة، وغالبا ما تتجاوز حدود الشفاء. بالإضافة لذلك تشمل العوامل الأخرى التي يمكن أن تسبب هبوط رحم المرأة ما يلي:
- المخاض المطول أو الولادة الصعبة.
- الولادة المهبلية المعقدة، مع حدوث الدفع والتمزق.
- النسيج الندبي وتلف الأعصاب العضلية في قاع الحوض أثناء عملية الولادة.
- ضعف جسم المرأة وبالأخص بعد مرحلة الولادة.
- الولادات المبكرة المتكررة، أو الولادات المهبلية المتعددة.
- عدم إعتناء المرأة جيدا بصحتها بعد مرحلة الولادة.
ما هي علامات هبوط الرحم بعد الولادة؟
يمكن الكشف عن أعراض هبوط الرحم بعد الولادة على الفور أو في وقت لاحق. فالجدير بالذكر أنه قد لا يكون لهبوط الرحم الخفيف أي أعراض واضحة. ومع ذلك ، في الحالات الأكثر شدة، يمكن أن يسبب هذا الأمرالضغط على أعضاء الحوض الأخرى مثل المثانة أو الأمعاء، إلى جانب هذا تتضمن علامات هبوط ما بعد الولادة ما يلي:
- الشعور بالثقل أو الضغط في منطقة الحوض.
- ألم في الحوض، أو البطن، أو أسفل الظهر.
- الإفرازات البيضاء الرقيقة أو المخاطية مثل إفرازات الأنف، والتي يمكن أن تكون مصحوبة أحيانا بنزيف مهبلي.
- التهابات المثانة المتكررة.
- ألم أثناء الجماع.
- الإمساك الشديد.
- مشاكل التبول، بما في ذلك سلس البول والحاجة إلى التبول بشكل متكرر، والرغبة المفاجئة في. التبول.
يجب الأخذ في عين الإعتبار أنه عند الوقوف أو المشي لفترات طويلة من الوقت، تضع الجاذبية ضغطا إضافيا على عضلات الحوض مما يؤدي هذا إلى إزدياد علامات هبوط الرحم بعد الولادة بشكل أصعب وأسوأ.
ما الذي يجب فعله عندما تكون هناك علامات هبوط الرحم بعد الولادة؟
لا ينبغي أن تكون المرأة قلقة بصورة كبيرةعندما تكتشف أنها مصابة بهذا المرض. فبدلا من ذلك يجب عليها ان تقوم على الفور بالذهاب إلى الطبيب المختص وطلب منه المشورة الصحية المثالية، حيث يتم علاج هذه المشكلة إعتمادا على وضع الحالة الصحية. فالجدير بالذكر أن علاج هبوط الرحم بعد الولادة قد يكون جراحيا أو غير جراحيا وهاذا ما سنوضحه فيما يلي:
أولا: العلاج غير الجراحي
- أداء تمارين كيجل التي تهدف إلى تقوية عضلات الحوض.
- الحفاظ على وزن صحي، لأن زيادة الوزن تقوم بالضغط على البطن.
- استخدام العلاج بالإستروجين المهبلي.
- الحد من حمل الأشياء الثقيلة.
- استئصال الرحم عبر المهبل.
يجب العلم أن هذه الطرق تساعد في تخفيف أعراض هذه المشكلة المرضية، ولكنها لا تستطيع أن تقوم بعلاجها تماما.
ثانيا: العلاج الجراحي
بالنسبة للحالات الشديدة المتمثلة في (القرحة أو الالتهابات)، فسوف يتم لجوء الطبيب إلى علاجها عن طريق التدخل الجراحي وهذا لحماية الرحم وتقليل الأعراض ومنع خطر تكرار حدوث هذا المرض.