في لحظات الألم التي تواجه الـأشخاص فإن شغلهم الشاغل يصبح مقتصرا على وسيلة لتقليل هذا الشعور المزعج, وغير المريح وخاصة إذا كان الوجع من النوع الحاد , ولكن هل وصل إلى علمك أن الجسم يتولى عملية إطلاق مجموعة هرمونات لاتتحكم فقط في العمليات الفيسيولوجية كالبلوغ والدورة الشهرية بل تتداخل مع المشاعر العاطفية وكنوع من الإستجابة الطبيعية التي يصدرها الجسم بشكل طبيعي للتعامل مع أحاسيس الألم والتوتر فإنه يقوم بإفراز مواد كيميائية تعمل بمثابة مسكنات للشعور المؤلم وتلك هي وظيفة هرمون الأندروفين . وسوف نقدم من خلال مقالنا التالي أبرز وظائفه الرئيسية , مع مجموعة طرق فعالة لتحفيز مستوياته في الجسم
ما هو هرمون الإندورفين؟
يتم اعتبار الأندروفين من ضمن المواد الكيميائية التي يتم إطلاقها من قبل الغدة النخامية وغدة ما تحت المهاد، ويتم النظر إليها ليس كهرمون فقط بل يعد من النواقل العصبية , حيث يتولى عملية نقل الإشارات العصبية وصولا إلى الدماغ والجهاز العصبي , ويتوافر هذا الهرمون في أكثر من نوع حيث يتجاوز العشرين نمطا إلا أن أكثرها شيوعا من حيث الأهمية البيتا أندروفين الذي من شأنه العمل كمسكن للآلام بصورة مباشرة , والقيام بتنشيط الجسم بشكل غير مباشر.
كيف يعمل هرمون الإندورفين؟
بخلاف العلاجات الدوائية التي يقوم الطبيب بوصفها ضمن الروشتة العلاجية والتي يتم صرفها من الصيدلية , فإنه يوجد أيضا مصنع طبيعي يدار وفقا لمنظومة هرمونية وقد وضعت العديد من الأبحاث تفسيرات للأساس الذي يرتكز عليه عمل الهرمون القائم على مايحمله من خصائص مرتبطة بتسكين الألم , وتخفيف حدة التوتر .
ومن الأمثلة الدالة على ذلك أنه في الحالات التي تعانين فيها من ضرر في منطقة الكاحل في صورة التواء فإن الأعصاب المتصلة بالقدم تتجه لإرسال إشارات الشعور بالألم لكي تصل إلى الدماغ , وهنا سوف يتولى جزء من الدماغ إفراز هرمون الإندروفين للتغلب على شعور الألم وتسكينه في تلك الأثناء وذلك كنوع من السيطرة على احساس الألم المؤثر على القدم.
اقرأ أيضا نقص مستويات هرمون الدوبامين في الجسم .. أبرز المضاعفات وطرق العلاج
فوائد الإندورفين للجسم
أكدت النتائج التي توصل إليها الخبراء من خلال أبحاثهم على الدور الذي يقوم به الأندروفين من حيث تقديم عدد من المنافع الصحية للجسم ومن ضمنها :
- تقليل درجات الشعور بالألم حيث يلعب دورا شبيها بتأثير الأقراص المسكنة للألم ولكن بصورة طبيعية , وبالتالي ينخفض الإحساس المؤلم والذي يسيطر فيه شعور مصاحب بعدم الراحة .
- تحسين التقلبات المزاجية , وتحفيز الشعور بالسعادة العارمة , مع مستويات عالية من الشعور بالرضا , مع تخفيف مقدار الضغط النفسي والتوتر الذي يولد الإكتئاب
- تقوية الجهاز المناعي والذي يتولى مسئولة حماية الجسم من مختلف أنواع العدوى المرضية
طرق فعالة لتحفيز زيادة إنتاج الإندورفين
تتعدد الطرق التي يمكن للأشخاص اتباعها لتحفيز إفراز هرمون الاندروفين في الجسم ومن ضمنها :
- الحرص على ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم , حيث أن النشاط البدني من أنسب الطرق ذات الفاعلية في العمل كمنشطات لزيادة انتاج الأندروفين ,وتحديدا التمارين الهوائية التي تمثل أفضل أشكال التمارين المعززة لصحة القلب والرئتين مثل القفز على الحبل , وتمارين الضغط والتي تخفف من الشعور بالإجهاد والإرهاق الشائع بعد ممارسة الأنشطة
- الحصول على قدر مناسب من التعرض لضوء الشمس على النحو الذي يمد الجسم بكميات كافية من فيتامين د أحد العوامل المشاركة في إنتاج الاندورفين.
- تجربة التقنيات المحفزة للإسترخاء مثل تمارين اليوجا والتنفس العميق نظرا لدورها المساعد في منح العقل الرزانة وهدوء الأعصاب مع امتصاص شدة التوتر مما يلعب دورا في تصنيع المزيد من الإندورفين.
- ممارسة فعل الضحك والإبتعاد عن الأفكار السلبية حيث ثبت أن نتائجه تتفوق على الأدوية المضادة للإكتئاب من حيث نجاحه في تحسين الحالة المزاجية
- الحصول على جلسة تدليك رائعة لتحفيز الشعور بالإسترخاء العضلي وتقليل مشاعر التوتر
- عليكي بتضمين أنواع المصادر الغذائية الغنية بالبهارات المنشطة وذلك نظرا لتأثير مكوناتها على تحفيز إنتاج الإندورفين.
- التمتع بقسط كافي من النوم الصحي بغرض ضبط المنظومة الهرمونية ويتضمن ذلك الإندروفين أيضا
- يجب الإهتمام بتناول الأطعمة الباعثة للسعادة مثل الشيكولاتة ,والتي تتمثل قيمتها الغذائية الأساسية في وجود مركب الفينيثيلامين (Phenethylamine) الذي يتضح دوره في مساعدة النواقل العصبية على كفاءة آدائها على نحو سليم، مما يعزز القدرة على الاسترخاء .