في بعض الاوقات قد نرى شخص ما يضحك بشكل غير طبيعي وغالبا ما يضحك بطريقة غير معقولة ومتزايدة مما يجعلنا نظهر في وضع الدهشة ونقوم بالتساؤل وقتها: هل الضحك كثيرا علامة على حدوث المرض العقلي؟ هل ما يبدو علية هذا الشخص هو أمر طبيعي أم مرضي؟. دعونا نتعرف اليوم بمزيد من التفصيل علي الضحك كثيرا بشكل غير منطقي وما هي أهم الأمراض العقلية المرتبطة بحدوثه؟
الضحك كثيرا
تعتبر الابتسامة هي تعبير عن السعادة والسرور والمزاج الجيد. ولكن عندما تحدث هذه الإبتسامة بشكل اكثر من المعتاد فهنا يصبح الأمر غير طبيعي على الإطلاق ويحمل بين دواخله العديد والكثير من الأزمات والمشاكل النفسية التي قد يغفل البعض عنها.
أهم المشاكل النفسية التي يترتب عليها الضحك كثيرا
أولا: التأثير البصلي الكاذب (PBA)
عند حدوث الإصابة بإضطراب التأثير البصلي الكاذب الذي يعرف بـ (PBA) فسوف ينتج عنه الضحك أو البكاء بشكل مبالغ فيه وبالأخص في الظروف الغير مناسبة، وهذا بسبب عدم القدرة على التحكم في العواطف بشكل جيد ومعتدل.
عادة ما يصيب هذا النوع من الإضطراب الأشخاص الذين يعانون من حالات إصابة معينة في الجهاز العصبي حيث يمكن أن يؤثر هذا الأمر على السيطرة العاطفية للدماغ. إلى جانب ذلك فيأتي الأشخاص المضطربين عاطفيا أيضا على رأس القائمة، فالجدير بالذكر أن لديهم مشاعر مثل الأشخاص العاديين ولكن في بعض الأحيان ينفجرون بطريقة مفرطة وغير منضبطة ويحدث الضحك المفرط في مواقف غير مناسبة إطلاقا.
في العموم يجب العلم أن بعض مظاهر إضطراب التأثير البصلي الكاذب (PBA ) يتضمن ما يلي:
- البكاء أو الضحك المفاجئ دون سبب وبشكل لا يمكن السيطرة عليه.
- الضحك والبكاء بشكل غير لائق على الموقف حيث يحدث ذلك في صورة الضحك باستمرار عند مواجهة مأساة، أو قصص حزينة.
- الضحك المتكرر الغير طبيعي المستمر لنوبات وفترات طويلة.
- تعابير الوجه التي لا تتطابق مع المشاعر الحقيقية.
يظهر هذا الإضطراب عادة في الأشخاص الذين يعانون من بعض الحالات الطبية مثل إصابات الدماغ أو مرض الزهايمر أو مرض باركنسون أو السكتة الدماغية. فالجدير بالذكر أنه إذا استمرت الأعراض لفترة طويلة، يجب على الفور التوجه ورؤية الطبيب المختص حتى نتمكن من تحقيق التوازن بين العواطف والأمور الحياتية.
ثانيا: ضحك الاكتئاب
لا يتم التعامل مع الاكتئاب المبتسم كاضطراب عقلي رسمي. ولكن وجب علينا أن نوضح أنه أحد أنواع الاضطرابات العاطفية الذي يعرف أيضا باسم الاكتئاب اللانمطي.
تتشابه مظاهر الاكتئاب المبتسم مع مظاهر الاكتئاب الأخرى حيث يظهر ذلك من خلال علامة وحيدة تظهر عندما يكون شخص ما حزينا، ويحارب الاكتئاب من الداخل ولكنه يغطي حزنه بابتسامة خارجية.
إلى جانب هذا فإنهم في بعض الأحيان يضحكون دون سبب وبشكل غير مفهوم حتي يعتقد من حولهم من أشخاص الذين يرونهم يضحكون كثيرا أنهم يتمتعون بحياة جيدة خالية من أي مشكلات أو إضطرابات.
ثالثا: متلازمة أنجلمان
متلازمة أنجلمان هي عبارة عن اضطراب وراثي، وغالبا ما تظهر هذه المتلازمة عند الأطفال، مما يتسبب هذا الأمر في ظهور العديد من المشاكل الصحية مثل تأخر النمو، والإعاقات الذهنية، والخلل في الجهاز العصبي، وبعض مشكلات الحديث والكلام، والصرع.
غالبا ما يضحك الأشخاص المصابون بمتلازمة أنجلمان كثيرا وبشكل متكرر حيث يحدث هذا بشكل لا إرادي وغير مفهوم سوى أنه من أهم أعراض هذه المتلازمة.
عادة ما تبدأ أعراض متلازمة أنجلمان في الظهور خلال المرحلة العمرية ما بين الـ 6 و 12 شهرا من العمر أو ما بين سن الـ 2 و 3 سنوات حيث حدوث تأخر في النمو بشكل ملحوظ لدى المحيطين.
لا يزال الأشخاص المصابون بمتلازمة أنجلمان لديهم نفس متوسط العمر المتوقع الموازي للأشخاص العاديين، ولكن للأسف هذا الاضطراب ليس له علاج نهائي حاليا.
رابعا: الضحك العصبي
يحدث الضحك العصبي عندما ينفجر شخص ما ضاحكا في موقف محرج، مما قد يصيبه هذا الأمر بالقلق والإرتباك. فالجدير بالذكر أن هذا السلوك متناقض تماما مع ما بداخل الفرد حيث يعد هذا الأمر غير طبيعي إطلاقا.
يجب معرفة أن الضحك العصبي ليس مظهرا من مظاهر المرض العقلي، ولكنه مجرد شكل من أشكال التشجيع الذاتي عندما يكون الشخص في موقف محرج رغبة منه في إيصال رسالة أنا بخير لنفسه ولمن حوله. يعد هذا النوع من الضحك هو عبارة عن وسيلة دفاعية لحماية الأنا من المخاوف.
الضحك كثيرا والمرض العقلي
يجب علينا جميعا العلم أن الضحك من السلوكيات المنشطة التي لها تأثير إيجابي على الصحة العقلية. ولكن إذا كان الضحك يحدث بشكل أكثر من المعتاد مع حدوث نوبات مفاجئة لا تتطابق مع الوضع الفعلي مثل الضحك بسخرية، أو التعرض لسلس البول، فهنا يعد هذا الأمر مرضي ويؤثر حقا على الصحة العقلية للشخص حيث من الوارد أن يكون مظهرا من مظاهر الاضطراب العقلي.
إذا كان هناك أعراض لهذه الاضطرابات النفسية والعقلية، والتي تستمر لفترة طويلة مما يؤثر هذا الأمر على نوعية الحياة أكثر من اللازم، فيجب وبشكل فوري على المرضى زيارة الطبيب للحصول على العلاج المناسب وفي الوقت الصحيح، وهذا رغبة في العودة إلى الحياة الطبيعية.