ربما تبدو العلاقة غريبة ومثيرة لكثير من علامات التعجب خاصة بعد استكشاف وجود ارتباطا وثيقا بين المشكلات المتعلقة بصحة الفم والأسنان, والأخرى ذات الصلة بمشكلات القلب, والأوعية الدموية والتي من الممكن أن تسبب مضاعفات الأزمات القلبية أو السكتات الدماغية , وعلى الرغم أن العقل قد لايستوعب وجود رابط بينهما إلا أن كثيرا من الأبحاث وجدت أن نسبة كبيرة ممن يعانون من التهابات لثوية, أو سقوط الأسنان ليهم اضطرابات تؤثر سلبا على صحة القلب وذلك مقارنة بمن يتمتعون بصحة فموية جيدة .. وسوف نرصد تفاصيل العلاقة بين مشكلات الأسنان وصحة القلب
هل توجد علاقة بين مشكلات الأسنان وصحة القلب ؟
هل توجد علاقة بين مشكلات الأسنان وصحة القلب ؟
أنها أحد الملاحظات المدهشة التي يجب وضعها في عين الإعتبار وذلك اتفاقا مع ماتوصلت إليه بعض الدراسات التي أوجدت أن أمراض اللثة على وجه الخصوص من بين المشكلات المؤثرة على الصحة القلبية والتي تقترن بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب, فقد لايصل إلى توقعك مايمكن أن تصنعه تلك الكائنات البكتيرية الدقيقة المسببة لإلتهاب وتهيج اللثة والتي يمكن أن يؤدي دخولها وانتقالها إلى مجرى الدم في نشر الأثر الإلتهابي في الأوعية الدموية , مما يرفع من احتمالات الإصابة ببعض المضاعفات مابين تصلب الشرايين , والأزمات القلبية , والسكتات الدماغية
ملامح العلاقة بين مشكلات الأسنان وصحة القلب
ملامح العلاقة بين مشكلات الأسنان وصحة القلب
يرغب العديد من الأشخاص في الحصول على معلومات أكثر تؤكد بمزيد من التوضيح أركان تلك العلاقة :
أولا: انتقال بكتيريا الفم إلى مجرى الدم
انتقال بكتيريا الفم إلى مجرى الدم
بالنسبة لهؤلاء الاشخاص الذين يعانون من التهاب دواعم السن من النوع المزمن وهو مرض يصيب الأنسجة الرخوة المحيطة بالأسنان ويتم اعتبارهما من الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالنوبات القلبية وجلطات الدماغ حيث تكون احتمالات الخطر لديهم أعلى ويرجع ذلك إلى انتقال بكتيريا الفم إلى المجرى الدموي
ففي بعض الأحيان, يتخطى نطاق الضرر تصوراتك مسببا أبعد من مجرد تهيج وإحمرار, وتورم يمكن أن يتطور إلى نزيف أو تكون صديد بين اللثة والأسنان فضلا عن حدوث معاناة مستمرة من رائحة الفم الكريهة حتى مع استعمال الفرشاة والمعجون , ومع دخول البكتيريا وانتشارها في مجرى الدم فإنه من المتوقع أن ينتج عنها التهابا في بطانة الشرايين والتي تعد من عوامل حدوث التصلب.
ثانيا : التأثيرات السلبية لإلتهاب اللثة على جدران الشرايين
من ضمن التوابع المؤثرة سلبا على صحة الأوعية الدموية هي تلك الخاصة بزيادة فرص الإصابة بالضيق, والتصلب الشرياني فضلا عن ارتفاع مخاطر مواجهة الجلطات الدموية التي تسبب ضيق وانسداد في عملية تدفق الدم داخل الأوعية الدموية ليكون خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية أمر وارد الحدوث كنتيجة مترتبة على التهاب اللثة الحاد.
ففي الحالات المزمنة من التهاب اللثة , فإنه من المتوقع أن يحدث زيادة في مؤشر بروتين سي التفاعلي الذي ينتجه الكبد كإستجابة لإنتشار الإلتهاب في الجسم , وهذا الإلتهاب يمكنه التأثير أيضا على صحة كلا من القلب, والأوعية الدموية
ثالثا : عوامل الخطر المشتركة
تدخين السجائر
توجد قواسم مشتركة تجمع بين كلا من الأمراض اللثوية, والأمراض القلبية والتي تتنوع بين أنماط حياتية خاطئة أو حالات طبية كامنة , يأتي على رأسها تدخين السجائر , ومرض السكري , وسوف يصبح من الضروري اتباع روتين للعناية المكثفة بصحة الفم والأسنان خاصة لمن لديهم تاريخ طبي للإصابة بمشكلات القلب.
رابعا : الألم الرجيع في الأسنان
الألم الرجيع في الأسنان
ربما لايتعلق الأمر بسوء نظافة فمك أي أن مصدر ألم أسنانك يكون من موقع آخر في جسدك, فقد يشكل أحد العلامات التحذيرية الدالة على مواجهة مشكلة قلبية وذلك نتيجة مرور العصب الحائر الذي يمر عبر الفك السفلي في موقع قريب من القلب والرئتين وهذا مايجعل الشعور بألم في الأسنان أوالتهاب لثوي يخلف انقباضات صدرية
هل من الممكن أن يؤثر خلع الأسنان على صحة القلب ؟
بالنسبة لأصحاب التاريخ المرضى مع الأمراض القلبية أو من قاموا بالخضوع لعمليات جراحية في القلب , فإن الأطباء عادة مايتجهون إلى وصف المضادات الحيوية كفئة دوائية مناسبة لمقاومة العدوى التي من المحتمل الإصابة بها بعد خلع الأسنان كإجراء فعال لحماية صحة القلب
اقرأ أيضا صداع الأسنان .. الأسباب وطرق العلاج
هل الإصابة بخراج الأسنان تؤثر على القلب؟
هل الإصابة بخراج الأسنان تؤثر على القلب؟
يعبر خراج الأسنان عن جيوب أو دمامل مليئة بالصديد ناجمة عن عدوى بكتيرية , ففي الحالات التي تشهد معاناة مكررة من التهاب اللثة فإن إصابة الأشخاص بعدوى الأسنان تصبح أمرا واردا ومع اتساع تفشي عدوى الأسنان الخلفية إلى منطقة أسفل العنق وامتدادها للصدر وصولا للقلب فإن الأمر قد يصبح مهددا للحياة.
ويجب الإشارة ,أنه في حالات معينة يمكن للبكتيريا أن تكون خارج السيطرة لتدخل إلى مجرى الدم مستهدفة مناطق أخرى من الجسم بالإلتهاب , ومن ضمنها البطانة الداخلية لحجرات القلب وصماماته مما يؤدي إلى الإصابة بمشكلة (التهاب الشغاف) حيث تتأثر أنسجة العضلة القلبية من الداخل , أو تتشبث تلك الكائنات البكتيرية بأسطح صمامات القلب لتجد الظروف مواتية لمزيد من النمو والتكاثر مكونة مستعمرات وجيوب من البكتيريا .
استراتيجيات فعالة للعناية بصحة الفم والقلب
استراتيجيات فعالة للعناية بصحة الفم والقلب
منعا لتطور المشكلات الفموية إلى التسبب في أمراض القلب فلابد من اتباع بعض اجراءات النظافة الدورية المنتظمة للأسنان المتسخة للتخلص من اضرار بكتيريا الفم , مع عدم تجاهل زيارات طبيب الأسنان مما يقلل من فرص مواجة مشكلات قلبية ومن ضمن النصائح التي لابد من الإلتزام بها إذا كنت من المصابين بتلك الحالة الصحية
- المواظبة على غسل الأسنان بواسطة الفرشاة والمعجون الغني بالفلورايد بمعدل مرتين يوميا مع استخدام الخيط للتخلص من البقايا الملتصقة بين الأسنان ,وذلك للوقاية من تآكل وتسوس الأسنان الذي ربط أحد الباحثين بينه وبين مضاعفات تساقط الأسنان والإصابة بمرض الشريان التاجي
- الخضوع للفحوصات الطبية اللازمة للإطمئنان على صحة الفم والأسنان
- الإقلاع عن التدخين
- السيطرة على عوامل الخطر المسببة للأمراض القلبية ومن أمثلتها ارتفاع ضغط الدم, وفرط الكوليسترول الضار في الدم
- من ضمن الملاحظات الهامة في حالة المعاناة من مشكلات الأسنان واللثة انها تحتاج إلى اهتمام مستمر مع الزيارات إلى طبيب الأسنان في أقرب وقت ممكن , ومن الضروري إخبار الطبيب بشأن أي مشكلات قلبية قد تعانين منها أو أي عوامل خطر تقود إليه
- عدم تفويت مواعيد زيارات طبيب الأسنان بشكل منتظم كل 6 أشهر
- اتباع أنماط التغذية الصحية السليمة مع التركيز على إدراج مصادر الأطعمة الغنية بالألياف كالفواكه والخضراوات المعززة لصحة الفم