تعد التهابات المسالك البولية هي عبارة عن حالات التهابية تحدث نتيجة التعرض لبعض أنواع البكتيريا التي تتطور في الجهاز البولي، وأكثرها شيوعا هي التهاب الإحليل والتهاب المثانة أما فيما يخص الالتهابات البكتيرية في الجزء العلوي من الجهاز البولي، فهي تتمثل في التهاب الحالب والتهاب الحويضة والكلية، ولكن هل يعد هذا الأمر مقلق عند تعرض لنساء الحوامل له؟ هذا ما سنتعرف عليه بمزيد من التوضيح من خلال مقالنا التالي.
ما مدى خطورة إصابة النساء الحوامل بالتهابات المسالك البولية؟
ما مدى خطورة إصابة النساء الحوامل بالتهابات المسالك البولية؟
من الهام معرفة، أنه بشكل رئيسي يمكن أن تتسبب التهابات المسالك البولية لدى النساء الحوامل في زيادة مخاطر التعرض للكثير من الأزمات الصحية مثل الإجهاض والولادة المبكرة وانخفاض الوزن عند الولادة حتي قد يصل الأمر إلى مخاطر فقدان الحياة خاصة إذا تطورت هذه الأزمة إلى التهابات الدم والصدمة الإنتانية.
على سبيل التوضيح، تحدث التهابات المسالك البولية بشكل أساسي بسبب الالتهابات الرجعية من مجرى البول (جزء قناة البول الذي يتدفق من المثانة)، فالجدير بالذكر أنه نظرا للخصائص التشريحية للمرأة، فعادة ما يكون مجرى البول قصيرا حيث يبلغ طوله حوالي 3-5 سم فقط، ويتدفق في الجزء الخلفي من البظر بين الشفرتين وأمام فتحة المهبل.
يجب العلم، أن هذه المنطقة تقع أيضا بالقرب من منطقة الشرج، لذلك وفي حال عدم الإعتناء بها أو التعامل معها بشكل غير صحيح، فسوف تسهل عملية الإصابة بالعدوى، ومن خلال مجرى البول يمكن أن تنتشر البكتيريا في اتجاه المنبع إلى المثانة وحتى إلى الهياكل العليا للجهاز البولي.
في الغالب، يحتوي هيكل الغشاء المخاطي في المسالك البولية على آلية مقاومة طبيعية ضد العدوى، ولعملية إفراز البول تأثير فعال في طرد مسببات الأمراض، ولكن عندما يضعف الحاجز المخاطي أو عندما يكون هناك انسداد في المسالك البولية، فسوف يترتب على ذلك خلق ظروفا مناسبة للبكتيريا حتى تقوم بالدخول بسهولة أكبر من خلال هذا الحاجز الواقي.
فيما يخص النساء الحوامل، فمن الهام معرفة أن لديهن عدد من العوامل المواتية التي تجعلهن أكثر عرضة للإصابة بالتهابات المسالك البولية، وهذا لأن التغيرات الهرمونية أثناء الحمل يمكن أن تؤثر على النشاط المدر للبول ومن ثم ومع نمو حجم الجنين، فسوف يتسبب ذلك في حدوث ضغط يمنع الدورة الدموية في البول.
أما عندما يتعلق الأمر بالنساء المصابات ببعض الحالات المرضية مثل حصوات المسالك البولية، ونقص المناعة، ومرض فقر الدم المنجلي، وفقر الدم، والسكري، وما إلى ذلك فغالبا ما تكون هذه الفئات أكثر عرضة للإصابة بالتهابات المسالك البولية أثناء الحمل.
ما هي مظاهر التهابات المسالك البولية عند النساء الحوامل؟
ما هي مظاهر التهابات المسالك البولية عند النساء الحوامل؟
من أهم الأعراض الشائعة التي تجعل النساء المريضات بالتهاب المسالك البولية ينتبهن ويذهبن إلى الطبيب هي أعراض الحرقان عند التبول، والتبول بشكل متقطع عدة مرات في اليوم، وسلس البول. إلى جانب الشعور بالألم في بعض المناطق بالجسم مثل منطقة الفخذين والظهر والحوض حتى قد يصل الأمر إلى الأعضاء التناسلية الخارجية.
أما إذا كانت هناك عدوى في الحويضة والبلعومية، فقد تحدث الإصابة بالحمى العالية التي من الوارد أن تتراوح بين الـ 39 و 40 درجة، وتكون مصحوبة بقشعريرة أو تعب أو غثيان أو قيء.
لذا، وإذا لم يتم علاج هذه الحالة المرضية على الفور، فمن الممكن أن تتطور أزمة التهاب الكلية، والتهاب الحويضة والكلية إلى الإنتان حيث يمكن أن يكون هذا المرض خطير للغاية ويسبب صدمة إنتانية تهدد حياة المريض.
مع بعض النساء المريضات، من الوارد أن تكون التهابات المسالك البولية بدون أعراض سريرية ولا تظهر إلا كتغييرات في نتائج تحليل عينة البول، وبناء علية سيقوم الطبيب بفحص علامات الألم والحمى والتشوهات المتعلقة بالتبول، ومن ثم القيام بوصف عدد من الاختبارات الروتينية مثل اختبارات الدم وتحليل عينة البول والموجات فوق الصوتية للجهاز البولي.
ملحوظة:
بعض حالات التهابات المسالك البولية ليس لها أعراض سريرية، ولا يمكن اكتشافها إلا من خلال الاختبارات والفحوصات.
ما هي النصائح التي يجب على الحوامل مراعاتها عند الشكوى من التهابات المسالك البولية؟
ما هي النصائح التي يجب على الحوامل مراعاتها عند الشكوى من التهابات المسالك البولية؟
في بداية الأمر، يمكن علاج التهابات المسالك البولية البسيطة مثل التهاب الإحليل والتهاب المثانة بدون تشوهات تشريحية حيث يتم اللجوء هنا إلى وصف مضادات حيوية مختارة بعناية لتجنب إصابة الجنين بالتسمم، وخلال فترة العلاج، ينصح النساء بضرورة شرب الكثير من الماء والعمل على تناول مكملات فيتامين C.
أما فيما يخص التهابات المسالك البولية المعقدة، بما في ذلك الالتهابات البكتيرية مع التشوهات التشريحية في الجهاز البولي، والأمراض المصاحبة مثل حصوات الكلى، وما إلى ذلك، فسوف تحتاج السيدة المريضة إلى تلقى العلاج داخل منشأة طبية.
بوجه عام، وعند الرغبة في تجنب التهابات المسالك البولية أثناء الحمل، فيجب على النساء الحوامل إجراء اختبار البول مرة واحدة على الأقل كل 3 أشهر للكشف عن التهابات المسالك البولية وعلاجها مبكرا.
إلى جانب هذا، فسوف يحتاجن النساء الحوامل إلى شرب كمية كافية من الماء مع ضرورة عدم الإحتفاظ بالبول على الإطلاق. بالإضافة إلى أهمية ممارسة عادة تنظيف منطقة العجان بشكل صحيح والإنتباه إلى آلية التنظيف من الأمام إلى الخلف بالماء النظيف والتجفيف بالمناديل الرخوة ، وتجنب استخدام الأنسجة الخشنة، لتجنب المضاعفة العميقة باستخدام محاليل التنظيف التي تهيج الأغشية المخاطية بسهولة.
يجب العلم أيضا، أن النساء المصابات بالتهابات الأعضاء التناسلية (التهاب الفرج والتهاب المهبل وما إلى ذلك) سوف يحتاجن إلى تلقي العلاج المبكر والشامل لتجنب انتشارها إلى المسالك البولية ومن ثم بدء رحلة من المعاناة والأزمات الصحية.