لا يغفل علينا جميعا أنه في حالة ارتفاع حمض اليوريك داخل الجسم، فسوف يترتب على هذا الأمر حدوث العديد والكثير من المخاطر الصحية مثل النقرس وأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الكلى، ولكن كيف الحال بالنسبة لأولئك الذين يحبون شرب القهوة بشكل دوري منتظم حيث أنهم يتساءلون عما إذا كان هذا المشروب يساعد في إزالة حمض اليوريك من الجسم أم لا؟ هذا ما سنتعرف عليه الآن بمزيد من التوضيح.
مشروب القهوة والتقليل من مستويات حمض اليوريك
مشروب القهوة والتقليل من مستويات حمض اليوريك
القهوة مشروب مألوف معروف بخصائصه الممتازة المضادة للأكسدة، فعلى الرغم من أن أغلب الدراسات حول ما إذا كانت القهوة تساعد في تقليل مستويات حمض اليوريك غير مؤكدة بشكل كافي، إلا أن أغلب الخبراء يقترحون أنه عند تناول هذا المشروب بشكل صحيح وبمعدل يتراوح من 1 إلى 3 أكواب، فمن الممكن أن ينتج عن هذا التقليل من مخاطر الإصابة بالنقرس، بسبب قيام الكافيين الموجود في القهوة بتحفيز الكلى على العمل بشكل أفضل للتخلص من حمض اليوريك الزائد والمتواجد داخل الجسم.
بشكل أكثر توضيحا، قد أثبتت بعض الأبحاث أن القهوة غنية بمضادات الأكسدة مع مستويات عالية من مركبات البوليفينول مثل حمض الكلوروجينيك والكافيين، وثلاثي ميثيل زانثين الذي يثبط نشاط أوكسيديز الزانثين حيث يعد هذا الإنزيم قادر على تكسير البيورينات من الطعام إلى حمض اليوريك في الدم، مما يساعد بدوره على تقليل مستويات حمض اليوريك في الدم.
بالإضافة إلى ذلك، تعتبر القهوة هي أيضا مشروب مدر للبول حيث يساعد تعزيز النشاط المدر للبول الكلى على التخلص من حمض اليوريك بشكل سريع ، مما يقلل هذا الأمر من كمية حمض اليوريك في الدم. لذلك، يمكننا القول بأن هذا المشروب طريقة طبيعية وفعالة لتقليل حمض اليوريك.
بالرغم من ذلك، توجد بعض المحاذير عند شرب القهوة للمساعدة في تقليل حمض اليوريك والتي تتمثل في أنه في حال تناول القهوة الممزوجه ببعض العناصر مثل قهوة الحليب، فقد لا يساعد هذا في تقليل حمض اليوريك. إلى جانب هذا، فيجب معرفة أنه لا يمكن لأي شخص تقليل حمض اليوريك بعادة شرب القهوة فقط حيث تعتمد فاعلية هذا الإجراء على العديد من العوامل الأخرى والطبيعة الجسدية لكل شخص.
طرق أخرى متعددة للتخلص من حمض اليوريك المتواجد بالجسم
عادة ما تتم إزالة حمض اليوريك من الجسم عن طريق البول. لذلك ، يمكن الإشارة إلى طرق التخلص السريع من هذه المادة عن طريق الآتي:
أولا: شرب المزيد من الماء كل يوم
شرب المزيد من الماء كل يوم
يعد شرب الكثير من الماء طريقة طبيعية وآمنة لتقليل حمض اليوريك في الدم حيث يحدث هذا الأمر من خلال آلية تعزز تدفق الدم عبر الكلى، وخلق ظروفا مواتية لمساعدة الكلى على تصفية وإفراز حمض اليوريك.
ينصح بأهمية شرب حوالي 2 لتر من الماء يوميا مقسمة على مدار اليوم حيث تحفز إضافة الماء إنتاج البول وتعزز من نشاط ترشيح الكلى، ومن ثم سوف يتم التخلص من حمض اليوريك من الجسم بسرعة أكبر.
ثانيا: زيادة تناول الألياف في داخل أنظمتنا الغذائية
زيادة تناول الألياف في داخل أنظمتنا الغذائية
تعتبر الألياف هي جزيئات بطيئة الامتصاص، فالجدير بالذكر أنه عندما يتعلق الأمر بالجهاز الهضمي، فتقوم الألياف هذه بتشكيل طبقة من المخاط حول جدران الأمعاء الدقيقة، مما يساعد هذا الجسم على الحد من امتصاص البيورينات من الطعام، ويمنع تكاثر حمض اليوريك.
لذلك، فإن روتين تناول الأطعمة الغنية بالألياف يعد من الطرق الآمنة لتقليل حمض اليوريك، وهو ما يوصي به العديد من الأطباء وخبراء التغذية.
ثالثا: تناول مكملات فيتامين C
تناول مكملات فيتامين C
يمكن أن تساعد مكملات فيتامين C في خفض مستويات حمض اليوريك في الدم من خلال آلية تسمى “تأثير يوريكوسوريك” أي التحفيزي المدر للبول.
بمزيد من التوضيح، تؤدي زيادة تناول الأطعمة الغنية بفيتامين C إلى دعم الكلى للعمل بشكل أفضل في عملية تصفية حمض اليوريك والتخلص منه، مما يساعد هذا الأمر على التحكم في مستويات حمض اليوريك في الدم بشكل جيد، ومنع زياد مخاطر الإصابة بالنقرس.
ملاحظات هامة عند الرغبة في تقليل حمض اليوريك
ملاحظات هامة عند الرغبة في تقليل حمض اليوريك
1) البعد تماما عن تناول المشروبات الغازية والكحولية التي تؤثر أيضا على عملية التمثيل الغذائي في الجسم، ومن ثم ينتج على هذا زيادة في تكوين حمض اليوريك، لذلك يجب على الأشخاص المعرضين بالفعل لخطر الإصابة بالنقرس البعد عنها بشكل مطلق.
2) من الواجب علينا أن نعتاد على تجنب تناول المنتجات الدوائية بشكل ذاتي وإساءة استخدامها حيث يمكن أن يؤدي هذا الأمر إلى ارتفاع حمض اليوريك في الدم، والتعرض للعديد والكثير من الآثار الجانبية الخطيرة.
3) يعد الجمع بين تغييرات أنماط الحياة مثل ممارسة الرياضة والأكل والنوم بشكل معتدل واسترخاء العقل من أهم الوسائل المساعدة للجسم على التوازن، فالجدير بالذكر أنه عندما يكون إيقاع الحياة متناغما، يستقر التمثيل الغذائي في الجسم أيضا، مما يساعد هذا على تنظيم تركيز المواد على النحو الأمثل.
4) من الضروري إجراء فحوصات منتظمة ومراقبة دورية لمستويات حمض اليوريك مرة واحدة على الأقل في السنة وهذا لأن الاكتشاف المبكر يساعد على منع حدوث العديد من مضاعفات الأمراض المزمنة الخطيرة.