عند المعاناة من ارتفاع ضغط الدم، فمن الوارد أن يتعرض أصحاب هذا المرض المزمن وخاصة في حالة إرتفاعه إلى حدوث الإصابة بالعديد من المشاكل الوعائية والأزمات القلبية وتدهور حالة الأوعية الدموية الصغيرة ومن ثم يترتب على هذا الأمر التأثير بصورة سلبية كبيرة على معدلات الرؤية حيث الإصابة بضعف الشبكية حتي قد يصل الأمر إلى الإصابة بالعمي في أسوء الظروف. بشكل توضيحي أكثر سنتحدث اليوم عن مشكلة إرتفاع ضغط الدم وحدوث مشاكل الرؤية وضعف البصر، وكيف يستطيع مريض الضغط المزمن إحتواء هذا الأمر قدر الإمكان؟
ارتفاع ضغط الدم واعتلال الشبكية
تعد شبكية العين هي المكان الوحيد في الجسم الذي يسمح بمراقبة ودراسة نظم الأوعية الدموية، ومن هنا تقوم بالعمل على وضع تقييم مبدئي والتنبؤ بحالة نظام الأوعية الدموية الجهازية بسبب نفس البنية التشريحية والوظائف الفسيولوجية.
بشكل أكثر توضيحا، فهناك العديد من الدراسات التي قامت بالحديث عن تلف الأوعية الدموية في شبكية العين وكذلك العلاقة بين هذه الأضرار التلفية والجهاز الوعائي للأعضاء الأخرى بسبب ارتفاع ضغط الدم وتقسيمها إلى اعتلال شبكية ارتفاع ضغط الدم بمراحل مختلفة.
الجدير بالذكر أن أمر اعتلال الشبكية بسبب ارتفاع ضغط الدم يحدث عندما يرتفع ضغط دم المريض بشكل كبير حيث تحدث حالة من التكاثف بجدران الأوعية الدموية في شبكية العين، مما يؤدي هذا إلى تضييق هذه الأوعية الدموية، ونتيجة لذلك، يتم تقييد تدفق الدم إلى شبكية العين، ومن الوارد أن تظهر مع بعض الحالات بعض الوذمات الشبكية أيضا.
مع مرور الوقت، فمن الممكن أن يتسبب ارتفاع ضغط الدم هذا في إلحاق الكثير من الضرر بنظام الأوعية الدموية الجهازية وخاصة الأوعية الدموية الصغيرة التي تغذي شبكية العين، مما يؤدي هذا إلى تمددها وتشققها وظهور جلطات دموية تسبب العديد من المضاعفات الصحية.
أهم المضاعفات الناتجة عن إرتفاع ضغط الدم وإعتلال الشبكية
توجد العديد من المضاعفات الخطيرة التي تحدث عند إرتفاع ضغط الدم والإصابة بإعتلال الشبكية وتقوم بالتأثير بشكل سلبي كبير على الرؤية. الجدير بالذكر أن هذه المضاعفات تتمثل فيما يلي:
1) انسداد الشريان الشبكي المركزي: عند حدوث الإصابة بهذه الحالة المرضية غالبا ما يعاني المرضى من مشكلة عدم وضوح الرؤية المفاجئ، وتحدث الإصابة بالعمى التام في عين واحدة بالرغم من عدم الإحساس بأي مشاعر ألم أو احمرار في العين.
الجدير بالذكر أن الوقت الذهبي هنا لرعاية الطوارئ حتي يتم استعادة الرؤية يكون في غضون أول ساعتين حيث ستحدث حالة من إنخفاض مستوى التحسن تدريجيا في غضون 6 ساعات قادمين.
2) انسداد الوريد الشبكي المركزي: يعد هذا الأمر هو أحد المضاعفات التي تؤدي للإصابة بوذمة الشبكية المتسببة في انخفاض الرؤية تدريجيا على مدى بضعة أيام حيث تبدو في صورة طبقة من الضباب أمام العينين أو بقع داكنة في المنطقة المركزية.
يجب العلم أنه اعتمادا على شدة المرض، سحدث حالة من إنخفاض الرؤية. لذلك، وبمجرد اكتشاف علامات عدم وضوح الرؤية، يحتاج المرضى إلى الذهاب للمنشآت الطبية ذات السمعة الطيبة وبشكل فوري للعرض على المختصين.
3) النزيف الزجاجي: يعتبر هذا الأمر هو أحد مضاعفات انسكاب الدم في السائل الزجاجي والذي يحدث عند تمزق الأوعية الدموية، مما يقوم هذا بسد مسار انتقال أشعة الضوء، ويتسبب في رؤية المريض لطبقة من الدخان والحجاب ذات اللون الأحمر المتحرك.
قد تختفي هذه الحالة بعد بضعة أيام، ولكنها من الوارد أن تتطور أيضا بشكل أكثر حدة، مما يتسبب هذا الأمر في حدوث عتامة بالجسم الزجاجي ومن ثم تصعب العملية العلاجية بصورة كبيرة.
4) ظاهرة الذبابة: تبدو هذه الظاهرة واضحة في شعور المريض بأن هناك الكثير من البقع السوداء التي تطير أمام العينين. والسبب في ذلك هو أنه عندما يتم حظر الوريد الشبكي، قد تظهر الأوعية الدموية الجديدة على شبكية العين.
يجب العلم أن هذه الأوعية الدموية الجديدة تكون في حالتها الهشة جدا وعندما تصاب بالتمزق، فإنها تتسبب في حدوث نزيفا داخل العين، مما يخلق هذا الأمر حدوث المعاناة من ظاهرة الذباب الطائر.
5) تلف العصب البصري: تحدث هذه النوعية من المضاعفات بسبب قيام كمية معينة من الدم والسوائل التي يتم تصريفها من الأوعية الدموية في تلف العصب البصري، مما يتسبب هذا الامر في فقدان المريض للرؤية بسرعة وبشكل لا رجعة فيه.
لذلك، وعندما يتم تشخيص ارتفاع ضغط الدم، يقوم الأطباء عادة بفحص ومراقبة آفات العين بشكل دوري للمرضى.
إقرأ أيضا: ما هي الأمراض التي يمكن أن تنتج عن ارتفاع ضغط الدم؟
آلية اكتشاف الإصابة باعتلال الشبكية بسبب ارتفاع ضغط الدم
يجب الحذر الواسع مع مثل هذه الحالات المرضية لأنها تعد من الأخطار الشديدة الساكنه بسبب عدم ظهور أي علامات مرضية واضحة حتى تنخفض رؤية المريض فجأة أو يعاني من نزيف في الشبكية، مما يعني هذا أنه قد قام بالدخول إلى المرحلتين الـ 3 و 4 من المضاعفات.
لذلك، وعندما يتم تشخيص ارتفاع ضغط الدم، يجب العمل على زيارة الأطباء بشكل دوري وطلب بعض الاختبارات والتحاليل للتحقق من حدوث الإصابة بأي تلفيات في العين، بما في ذلك:
- تصوير لون قاع العين / تنظير قاع العين لتقييم المرض: حيث تعد هذه طريقة بسيطة وغير مكلفة يشار إليها مع معظم الحالات المرضية.
- تصوير الأوعية الفلورية: حيث تستخدم هذه الطريقة لتقييم مناطق فقر الدم والناسور الوعائي وما إلى ذلك حيث يتم إعطاء المريض عامل إنارة للتقييم، وعادة ما يتم حقن الدواء في الأوعية الدموية. ولكن يجب العلم أن هذا الفحص له تكاليف مادية باهظة وظروف تنفيذية صعبة.
- التصوير المقطعي البصري للشبكية: وهذا الفحص للعمل على تشخيص وتقييم الضرر البقعي، وانفصال الشبكية النضحي حيث تعد هذه الطريقة المتقدمة يشار إليها غالبا عندما يكون هناك المزيد من حوادث الاصطدام في منطقة العين أكثر من مجرد فحوصات تلف العين الروتينية.
الطرق الوقائية للعمل على إدارة أمر الإصابة باعتلال الشبكية
تعتمد آلية إدارة اعتلال الشبكية بسبب ارتفاع ضغط الدم على شدة المرض. لذلك، يجب على أصحاب هذه الحالة المرضية المزمنة العمل على التحكم في ضغط الدم وفقا لتعليمات الطبيب المعالج جنبا إلى جنب مع المراقبة المنتظمة وفحوصات المتابعة للكشف المبكر والوقاية من المضاعفات المحتملة.
بالإضافة إلى ذلك، ينصح دائما بضرورة تطبيق الأنماط الحياتية الصحية والتغذية المناسبة حيث تساعد هذه الأمور على استقرار ضغط الدم وتقليل تلف العين حيث يجب البعد تماما عن تناول الأطعمة المصنعة والمجمدة، وينصح بأهمية تناول الكثير من الفواكه والخضروات الطازجة التي تحتوي على الوفير من الفيتامينات والألياف مثل البرتقال والليمون واليوسفي والجريب فروت وغيرها.