يشتهر شاي البابونج في عالم الطب الطبيعي بالعديد والكثير من الخصائص العلاجية الرائعة حيث أنه يلعب دورا فعالا ومساعدا في تحسين جودة النوم وتقليل القلق والتوتر. بالإضافة إلى دوره الفعال في الحفاظ على صحة القلب ومن هنا يراود العقل تساؤل هام يتمثل في هل يمكن لروتين تناول شاي البابونج أن يعمل على تقليل الدهون من الدم؟ هذا ما سنتعرف عليه من خلال سطور مقالنا القادم.
ما هو دور الكوليسترول داخل الجسم؟
في بداية الامر يجب علينا معرفة ان الكوليسترول هو عبارة عن دهون تتواجد في الدم، وهو أمر ضروري يحتاج إليه الجسم للقيام بالعديد من وظائفه الرئيسية والفعالة، بما في ذلك إنتاج الهرمونات وتدعيم هيكل غشاء الخلية.
بالرغم من ذلك، يمكن أن تؤدي المستويات العالية من كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL)، والذي يشار إليه غالبا باسم الكوليسترول الضار، إلى تراكم اللويحات في داخل الشرايين، ومن ثم يزيد هذا التراكم من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والتي من الوارد أن تتمثل في النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
على صعيد آخر، يمكن أن تساعد المستويات العالية من كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL)، أو الكوليسترول الجيد، في تقليل بعض المخاطر الصحية حيث يحدث هذا عن طريق إزالة الكوليسترول الزائد من الدم.
ما هي العناصر الغذائية الصحية الموجودة في شاي البابونج؟
عند الحديث عن شاي البابونج، فمن الهام معرفة أنه مصنوع من أزهار البابونج المجففة، والتي تنتمي إلى عائلة الأقحوان، والتي تعرف بآثارها المضادة للالتهابات، بالإضافة إلى إحتوائها على مضادات الأكسدة ومن ثم تدعيم عملية تخفيف التوتر والقلق.
الجدير بالذكر أن من أهم العناصر الغذائية التي يتميز بها شاي البابونج يمكننا ان نقوم بذكر الآتي:
1- مركبات الفلافونويد: يحتوي البابونج على بعض من مركبات الفلافونويد، والتي لها خصائص مضادة للأكسدة حيث يمكن أن تساعد في مكافحة الإجهاد التأكسدي.
2- حمض الكلوروجينيك: يوجد هذا المركب بشكل رئيسي في عشبة البابونج حيث تم ربط هذا الأمر بالعديد من الفوائد الصحية، بما في ذلك التأثيرات المضادة للالتهابات وخفض الكوليسترول.
3-الكومارين: عند الحديث عن هذا المركب الرئيسي في عشبة البابونج، فيجب العلم أن له خصائص رائعة ومضادة للالتهابات وترقق الدم.
ما هي فوائد شاي البابونج على صحة القلب؟
على الرغم من أن شاي البابونج معروف بفوائده الصحية العامة، إلا أن العديد من الأبحاث العلمية المحددة قد قامت بالعمل على الربط من بين هذا المشروب العشبي وحدوث حالة من خفض الكوليسترول في الدم.
من هنا قد تم التوصل إلى أن المركبات الموجودة في البابونج قد تساهم بشكل فعال ورئيسي في تحسين صحة القلب بطرق غير مباشرة تتمثل في الـأتي:
أولا: الخصائص المضادة للالتهابات
تعد الالتهابات المزمنة التي من الوارد أن يتعرض لها الجسم من أهم عوامل الخطر المسببة لأمراض القلب والأوعية الدموية ومن يمكن أن يؤثر على مستويات الكوليسترول.
لذا، فقد تساعد الخصائص المضادة للالتهابات لشاي البابونج في القضاء على هذه المشكلة الصحية، ويرجع ذلك أساسا إلى مركبات الفلافونويد والمركبات الأخرى ذات الدور الفعال في تقليل الالتهابات وربما خفض مستويات الكوليسترول الضار في الدم.
ثانيا: التأثيرات المضادة للأكسدة
عند معاناة الجسم من الإجهاد التأكسدي، فمن الممكن أن ينتج على هذا الأمر حدوث حالة من أكسدة الكولسترول LDL حيث تعد هذه الخطوة من الخطوات الرئيسية في عملية تطور تصلب الشرايين بسبب تراكم البلاك.
بصورة عامة يمكن أن تساعد مضادات الأكسدة الموجودة في شاي البابونج في تحييد الجذور الحرة وتقليل الإجهاد التأكسدي، مما يترتب على هذا الأمر حماية الكوليسترول الضار من الأكسدة والعمل على تدعيم صحة القلب.
ثالثا: الحفاظ على صحة القلب العامة
أظهرت العديد من الأبحات التي أجريت على المشروبات العشبية، بما في ذلك شاي البابونج ، أن الاستهلاك المنتظم لهذا المشروب الرائع يمكن أن يساهم في الحفاظ على صحة القلب بشكل عام حيث يتم تحقيق هذا من خلال تحسين الدورة الدموية وخفض ضغط الدم بصورة آمنة وصحية وفعالة.
كيف نتناول هذا الشاي في النظام الغذائي اليومي لدعم فقدان الدهون في الدم؟
نستطيع اللجوء إلى هذا شرب شاي البابونج الرائع في أوقات مختلفة وعلى مدار اليوم حيث يتم تنفيذ هذا من خلال الآليات التالية:
– قبل النوم: يشتهر شاي البابونج بآثاره المخففة للتوتر ، مما يجعله خيارا رائعا للشرب قبل الذهاب إلى الفراش والخلود للنوم.
– مع نظام غذائي متوازن: يمكننا أن نقوم بالجمع ما بين شاي البابونج مع نظام غذائي صحي للقلب مثل الأنظمة الغذائية الغنية بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتين الخالي من الدهون، وهذا لدعم عملية التحكم في الكوليسترول بشكل عام.
يجب العلم أنه في حين أن شاي البابونج قد يقدم عددا من الفوائد الرائعة والهام لصحة الجسم، إلا أنه يفضل أن يتم تطبيقه على نمط حياة عام يتضمن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، واتباع نظام غذائي متوازن ، والخضوع لفحوصات منتظمة للسيطرة على الكوليسترول وإذا لزم الأمر يكون هذا تحت إشراف طبي من قبل الطبيب المختص.