طفلك الصغير يجب أن تأتي عليه فترة يمر فيها بمرحلة انتقالية جديدة في حياته بحيث يترك مااعتاد عليه كمصدر في التغذية سواء كان حليب الثدي أو الحليب الصناعي ليتم فطامه وتحوله إلى الأطعمة المهروسة والتي تبدأ الأمهات في إدخالها تدريجيا إلى النظام الغذائي للطفل بداية من سن أربعة أشهر جنبا إلى جنب مع الحليب فلايتم الأمر مرة واحدة, وبطريقة مباشرة وبما أنها من عمليات النمو الطبيعية الأساسية التي يمر بها جميع الأطفال فإن حدوث أي تأخير في توقيت حدوثه أو تأجيله يرتبط بإصابة كلا من الأم والطفل بالعديد من الأضرار على الصحة النفسية ويطلق على تلك الحالة الفطام المتأخر . وسوف نقدم أضرار تأخر الفطام على صحة الأم والطفل
أضرار تأخر الفطام على صحة الأم والطفل
يعد الفطام من الأمور الضرورية في حياة الطفل ولكن ماذا إن حدث متأخرا ؟ سوف تنشأ بالتأكيد عدد من الآثار السلبية الجسيمة سواء على صحة الأم والطفل والتي سوف نوضحها خلال السطور التالية
العوامل المؤثرة على عملية الفطام
قد يكون لديكي كأم مرضعة عدد من الأسئلة الشائعة بشأن التوقيت المناسب لفطام طفلك ويتوقف ذلك على مجموعة عوامل على النحو التالي :
المرحلة العمرية : بناء على التوصيات التي اتفق عليها خبراء التغذية والتي ليست من قبيل الصدفة بل بناء على تجميع لعدد من الآراء حول التوقيت المثالي والصحي لفطام الأطفال والتي تقترن ببلوغ الطفل سنتين من العمر ورغم ذلك فإن بعض الآباء يفضلون تحديد المرحلة العمرية لفطام الطفل بحلول سن 18 شهرا في حالة إبداء الطفل استعداده
الحالة الصحية للطفل: في حالة معاناة طفلك من أي مشكلة مرضية كامنة فمن الضروري الرجوع إلى الطبيب لاستشارته قبل الشروع في التأكيد على قرار الفطام وأنه قد حان الوقت لإتخاذه
الحالة النفسية للطفل: فيما يتعلق بملامح التطور النفسي الطارئة على الأطفال والتي تعد من الأمور النسبية التي تتفاوت بين طفل وآخر حيث يبدى بعض الأطفال استعدادهم المبكر للفطام إلا أن الآخرون ربما يكونوا في حاجة لوقت أطولحتى يصبحوا جاهزين لتقبل الأمر
نفسية الأم: تتطلب جوانب التأثير على الصحة النفسية للأمهات المرضعات, والتي تجعل المرأة تعاني من ضغوطات وتوترات إلى الحرص على تجهيز نفسها جيدا من أجل فطام طفلها حيث أن معظم النساء مع اقتراب الطفل من مرحلة الفطام سوف يسيطر عليها شعورا بالقلق وفقدان الأمان وقد ينتقل هذا الإحساس إلى الطفل مما يزيد من الصعوبات التي تقف حائلا أمام عملية الفطام
الظروف الاقتصادية: يمكن أن يتسبب ضيق ذات اليد وصعوبة الظروف الاقتصادية القاسية في تأجيل فطام الطفل نتيجة لعدم إمكانية توفير وجبات الطفل اليومية التي توفر له العناصر الضرورية فيما بعد الفطام .
سوف يتخذ الآباء تلك العوامل كمعايير يمكنها مساعدتهم في تحديد أنسب توقيت لفطام طفلك , أما في الحالات التي تكوني فيها أكثر قلقا أو لديك مخاوف كامنة فمن الضروري الحصول على استشارة طبية من قبل طبيب تغذية
علامات دالة على أنه قد حان وقت فطام طفلك
توجد بعض المؤشرات التي تشكل علامات تصدر من قبل طفلك وتشكل إعلانا على استعداده لتناول الطعام بشكل جيد وعندئذ تتوافر إمكانية فطامه لدرء أي أضرار
- أصبح بإمكان الطفل تناول مصادرغذائية متنوعة
- استغراق الطفل في نوم مطول خلال فترات الليل دون الإستيقاظ للحصول على وجبة رضاعته
- انخفاض رغبة الطفل في الرضاعة الطبيعية
- شعور الطفل بالإستقلال, واتجاهه إلى اللعب بمفرده دون أن يكون دائم التعلق بأمه
اقرأ أيضا ماهي أنواع الفاكهة التي يجب تقديمها لطفلك لأول مرة؟
أضرار تأخر الفطام على الأمهات
الشعور بالخجل والإحراج :قد يسيطر عليكي شعورا بمزيد من الحرج عندما تجلسين في جمع من الناس ويقوم طفلك الذي يتجاوز عمره عامان بطلب إرضاعه أمام الناس خاصة في أثناء تواجدك في الأماكن المزدحمة الأمر الذي من شأنه التسبب في إحراج الأم الذي يتخلله شعورا بالخجل
استهلاك المزيد من الوقت والجهد: تشعر الأم بكثير من الإرهاق مع إطالة فترة الرضاعة مما يجعل معظم الأمهات يواجهن صعوبات جسيمة خاصة إذا كان لدى طفلك أشقاء آخرين حيث يتطلب الأمر منها رعاية مكثفة أو الإنخراط في العديد من الأعمال المنزلية.
تشقق الحلمات
تعاني كثيرا من الأمهات خاصة مع زيادة عمر الطفل وفشل محاولاتها في جعل الطفل يتخلى عن التشبث بحلمة الثدي ومع قيام الطفل بعض الحلمة سوف يترتب على ذلك معاناة الأم من تقرحات وآلام وتشققات تسبب لها الإنزعاج والضيق نتيجة تلك الحلمات المحتقنة
أضرار الفطام المتأخر على نفسية الطفل
لايجب أن يكون الفطام مبكرا جدا أو متأخرا جدا حتى لايؤثر ذلك على نفسية طفلك ويشمل ذلك:
- التعلق الشديد بالأم فكثيرا من الأطفال نتيجة الإرتباط والقرب الشديد من الأم يسيطر عليهم شعور الخوف من قلق الإنفصال عنها حيث يخلق اعتماد الطفل على حليب الأم كمصدر للتغذية من خلال مص الثدي روابط عاطفية بين كلا من الأم والطفل مما يجهله أكثر تعلقا بحضن أمه مما يعوق قيام الأمهات بمختلف المهام المنزلية
- مواجهة الأطفال لصعوبات الإختلاط والتكيف مع البيئة المحيطة من حولخ فسوف يشعر طفلك مع الرضاعة الطبيعية أنه أكثر قربا منك وأكثر شعورا بالأمان بين أحضانك ولن يصيبهم أي مكروه عند يكونوا بجانب أمهاتهم وتتمثل الصور الشائعة قلة رغبة الأطفال في الاندماج في محيطهم بغرض استكشاف العالم الخارجي أما في حالات الفطام المتأخر فإن الطفل يصبح أكثر إدراكا لذاته مما يسبب صعوبات في التأقلم مع البيئة الخارجية وعلى وجه الخصوص عند بدء مرحلة الدراسة .
- مع استمرار الطفل في الرضاعة الطبيعية بما يتخطى توقيت فطامه فإنه من المتوقع أن تواجه حالة من الأرق الليلي ويظل يعاني من اضطرابات مابين النوم والإستيقاظ ويمتد التأثير على جودة النوم بعمق الأمر الذي يؤثر سلبا على مستويات الطول والنمو الفكري للأطفال.
- علاوة على ذلك فإن الرضاعة الليلية سوف تزيد معدلات إصابة الطفل بمشكلات تسوس الأسنان نظرا للمذاق الحلو للحليب
أبرز الطرق الآمنة لمساعدة الطفل على الفطام
لكي تحققي نجاحا في فطام طفلك دون أي معوقات تؤدي بالطفل إلى الفطام المتأخر عليكي إتباع الأساليب التالية :
- وضع خطة مسبقة وفعالة لفطام الطفل
- يجب أن يكون مقياس التوقيت الأفضل للفطام بالنسبة لكي ولطفلك قائما على مدى تمتعه بصحة جيدة دون أن يشعر بأي مشكلات صحية
- يجب أن يتم الفطام وفقا لجدول زمني للمساعدة في التقليل التدريجي لوجبات الرضاعة ,وفي الوقت نفسه اتخاذ أساليب بديلة لتوفير الدعم للطفل
- مراعاة تقليل وتيرة ومدة الرضاعة الطبيعية بشكل تدريجي
- لاينبغي أن يتم إيقاف الرضاعة مرة واحدة بل يجب أن تضعي خطة يقوم أساسها على تقليل عدد الوجبات تدريجيًا بشكل يومي , على أن يحل محلها الطعام المهروس أو الحليب الصناعي.