يعتقد الكثير منا أن تمارين اليوغا هي مزيجا من تمارين الحركة والتنفس فقط، ولا علاقة تربط بينها وبين أنماط التغذية الصحية. الجدير بالذكر، أن هذا الإعتقاد غير صحيح على الإطلاق لأن هذه النوعية من التمارين تتطلب التغذية السليمة لتحقيق أفضل النتائج حيث يساعدنا روتين اختيار الطعام المناسب قبل التمرين وبعده في زيادة القدرة على التحمل، وإبقاء العقل في حالة من الوعي والإدراك والتعافي بشكل أسرع. بناء على هذا، ولتحقيق أقصى المنافع من تمارين اليوغا، فقد قررنا أن نتعرف اليوم على أفضل وأهم الأطعمة المعنية بزيادة كفاءة هذه التمارين بشكل أو بآخر.
ما أهم أنواع الأطعمة الداعمة لتمارين اليوغا؟
أولا: الموز
الموز
تعد فاكهة الموز من أفضل الفواكه الغنية بالكربوهيدرات والتي تعتبر مصدرا سريعا للطاقة دون التسبب في الشعور بالثقل قبل أداء تمارين اليوغا.
من الهام معرفة، أنه بفضل محتوى عنصري البوتاسيوم والمغنيسيوم اللذان يتواجدان في الموز، فسوف يترتب على ذلك دعم استقرار ضغط الدم ومنع الشعور بتقلصات العضلات أثناء أداء هذه النوعية من التمارين.
يجب العلم أيضا، أن فاكهة الموز تأتي على عكس الأطعمة الدهنية، لكونها سهلة الهضم، ومن ثم يمكن لممارسي اليوغا تناول وجبة خفيفة منها قبل التمارين دون القلق بشأن وقوع بعض التأثيرات السلبية على المعدة.
لهذه الفاكهة أيضا دورا مساعدا في الحفاظ على استقرار مستويات السكر في الدم حيث يعد هذا الأمر مفيد بشكل خاص عند ممارسة اليوغا في الصباح وفي حال عدم تناول الجسم للأطعمة الكافية. إلى جانب هذا، فمن الممكن أن يساعد روتين الجمع بين الموز مع القليل من المكسرات أو زبدة الفول السوداني أيضا على زيادة كمية البروتين والدهون الصحية ودعم الكفاءة البدنية قبل أداء هذه التمارين.
ثانيا: بذور الشيا
بذور الشيا
تعتبر بذور الشيا مصدر غني ورائع من أهم مصادر التغذية النباتية مع إحتوائها على نسبة عالية من أحماض أوميغا 3 الدهنية والألياف والبروتين.
على سبيل التوضيح، عندما تنقع بذور الشيا في الماء، فتحدث لها حالة من التوسع، وتشكل طبقة هلامية طبيعية، مما يؤدي هذا الأمر إلى إبطاء هضم الكربوهيدرات، ومن ثم سوف يشعر الجسم بالكثير من مشاعر الإمتلاء لفترة زمنية أطول، مما يحافظ هذا على استقرار نسبة السكر في الدم.
يمكننا بكل سهولة دمج بذور الشيا في نظامنا الغذائي قبل تمارين اليوغا حيث يتم تحقيق هذا عن طريق إضافتها إلى العصائر أو الزبادي أو صنع الحلويات البسيطة بها، فالجدير بالذكر أن روتين تناول وجبات خفيفة من هذه البذور قبل التمارين بحوالي 1-2 ساعة يساعد على تجديد الطاقة الكافية دون التسبب في ثقل المعدة، بالإضافة إلى أنها تعتبر أيضا خيارا رائعا للتعافي، وذلك بفضل قدرتها على توفير الماء والإلكتروليتات والطاقة بطريقة لطيفة وفعالة.
إقرأ أيضا: فوائد ممارسة تمارين اليوغا للمرأة في مرحلة ما بعد الولادة
ثالثا: زبدة الجوز
زبدة الجوز
عند الحديث عن زبدة الجوز مثل زبدة اللوز أو الفول السوداني أو الكاجو، فيجب العلم أنها مصدر غني بالبروتين النباتي، وهو بروتين ضروري للحفاظ على العضلات وتجديدها عند ممارسة اليوغا بانتظام، بالإضافة إلى ذلك فتحتوي هذه الأطعمة على دهون غير مشبعة مفيدة للقلب والدماغ.
يجب العلم، أنه بفضل قوامها الناعم وسهولة هضمها، يمكن استخدام زبدة الجوز كوجبة خفيفة قبل التمرين لتوفير الطاقة دون الشعور بالشبع حيث تكفي ملعقة كبيرة من زبدة الجوز مع خبز القمح الكامل أو الموز لجلسة يوغا فعالة.
بعد التمرين، من الممكن تجديد الطاقة ومحاربة انهيار العضلات من خلال الاستمتاع بزبدة الجوز مع الحليب النباتي أو العصائر. بالرغم من ذلك، فيوصى بأهمية استخدام العصائر الخالية من السكريات وهذا لتحسين الفوائد الصحية.
رابعا: الشوفان
الشوفان
فيما يخص حبوب الشوفان، فهي مصدر معقد للكربوهيدرات التي تعمل على توفير طاقة مستدامة ومستقرة طوال جلسات اليوغا، فعلى عكس السكر المكرر، لا تسبب هذه الحبوب زيادة مفاجئة في نسبة السكر بالدم، مما يساعد هذا الأمر على البقاء في حالة من الأستيقاظ والوعي أثناء التدريبات البدنية.
بالإضافة إلى ذلك، فتحتوي حبوب الشوفان أيضا على بيتا جلوكان، وهو نوع من الألياف القابلة للذوبان التي لديها القدرة على دعم الهضم وتنظيم الكوليسترول في الدم والحفاظ على الشعور بالامتلاء لفترة طويلة حيث يعد هذا خيارا رائعا خاصة إذا كنا بحاجة إلى وجبة خفيفة ولكن لا يزال لدينا ما يكفي من العناصر الغذائية قبل التدريب.
للحصول على فوائد إضافية، يمكننا إقران الشوفان بحليب الجوز أو الفاكهة الطازجة مثل العنب البري أو الموز أو ملعقة كبيرة من زبدة اللوز حيث توفر جميع هذه التركيباتما يكفي من البروتين والدهون الصحية ومضادات الأكسدة وتدعم من عملية التعافي وتزيد من القدرة على التحمل لممارسي اليوغا.
خامسا: البيض المسلوق
وجبة الإفطار بالبيض المسلوق وصحة الجسم
كما نعلم جميعا، أن البيض المسلوق هو غذاء غني بالبروتين والأحماض الأمينية الأساسية التي يحتاجها الجسم لبناء العضلات واستعادتها بعد اليوغا.
على وجه التحديد، وبالنسبة لأولئك الذين يمارسون اليوغا عالية الكثافة أو الموجهة نحو القوة، فيعد طعام البيض هنا هو الخيار الأنسب لهذه الفترة الزمنية.
من الهام أيضا معرفة، أن البيض يعمل على توفير فيتامينات ب، وخاصة فيتامين ب 12 ، الذي يساعد على تعزيز عملية التمثيل الغذائي للطاقة ، ويحسن من وظيفة الأعصاب، ويقلل من التعب والإرهاق. إلى جانب هذا، فتحتوي البيضة المسلوقة أيضا على كمية معتدلة من الدهون الصحية، والتي تساعد في امتصاص الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون.
علاوة على ذلك، يتميز البيض المسلوق بكونه سهل المعالجة ومريحا على المعدة ولا يسبب الانتفاخات، ومن ثم فمن الممكن أن يتم تناوله بعد التمارين الرياضية لدعم التعافي، أو تقديمه مع الخضروات الخضراء وخبز القمح الكامل قبل التمرين للحصول على وجبة خفيفة متوازنة من الناحية الغذائية.