في كثير من الأوقات، يمكن أن تتسب أزمة نقص السكر في الدم إلى حدوث العديد من العواقب الصحية الوخيمة. ومع ذلك، يمكن أن يؤدي روتين إتباع نظام غذائي علمي إلى دعم سبل الوقاية والعلاج الفعالين لنقص السكر في الدم. لذا، سنتعرف الآن على أفضل العناصر والأنظمة الغذائية المناسبة لمرضى السكري عند الرغبة في علاج نقص السكر في الدم.
بعض العناصر الغذائية الهامة لمن يعانون من نقص السكر في الدم
يحتاج الأشخاص المصابون بنقص السكر في الدم للانتباه إلى آلية الحفاظ على مستويات السكر في الدم مستقرة من خلال النظام الغذائي المتناول حيث يتم تحديد هذا الأمر من خلال الانتباه إلى بعض العناصر الغذائية المهمة.
تتمثل هذه العناصر في الآتي:
أولا: الكربوهيدرات المعقدة
الكربوهيدرات المعقدة
تعد الكربوهيدرات هي المصدر الرئيسي للجلوكوز داخل الجسم، وخاصة الدماغ والجهاز العصبي، فعند حدوث المعاناة من أزمة نقص السكر في الدم، فمن الممكن أن يساعد الإمداد السريع بالكربوهيدرات التي يتم امتصاصها بسهولة في رفع نسبة السكر في الدم إلى مستوى آمن.
ولكن يجب الآخذ في عين الإعتبار أنه في حال اختيار الكربوهيدرات المعقدة في هذه الآونة، فسوف يساعد ذلك على ارتفاع نسبة السكر في الدم ببطء وبشكل مستقر مع تجنب ارتفاع نسبة السكر في الدم ثم الانخفاض المفاجئ.
تتواجد الكربوهيدرات المعقدة في بعض الأطعمة مثل الحبوب الكاملة (الأرز البني والشوفان والخبز الأسود) والبقوليات والفواكه وما إلى ذلك، فعلى سبيل التوضيح يتم هضم هذه النوعية من الأطعمة بشكل أبطأ، مما يساعد هذا على إطلاق الجلوكوز في مجرى الدم ببطء، وتجنب التسبب في ارتفاع السكر في الدم بصورة سريعة ثم التعرض للنقصان مرة أخرى.
يجب أيضا معرفة أن الألياف الموجودة في الكربوهيدرات المعقدة تساعد أيضا على إبطاء امتصاص السكر وخلق الكثير من مشاعر الامتلاء لفترة زمنية أطول.
ثانيا: البروتينات
البروتينات
لعنصر البروتين تأثير بسيط على نسبة السكر في الدم ولكنه مهم في الحفاظ على مشاعر الشبع، مما يساعد هذا الأمر بشكل رئيسي على التحكم في تناول الكربوهيدرات. بالإضافة إلى ذلك، يقوم هذا العنصر بالمشاركة في إنتاج الأنسولين والهرمونات الأخرى التي تساهم وبشكل أساسي في تنظيم مستويات السكر في الدم.
الجدير بالذكر أيضا، أنه عند القيام بهضم البروتين مع الكربوهيدرات، فسوف تبطئ هذه الآلية من عملية امتصاص الجلوكوز في مجرى الدم، ومن ثم يمكن أن يساعد ذلك في التحكم بكمية الكربوهيدرات المستهلكة أثناء الوجبات، مما يساهم في الحفاظ على استقرار نسبة السكر في الدم.
تشمل مصادر الغذاء الغنية بالبروتين اللحوم الخالية من الدهون والأسماك والبيض والبقوليات ومنتجات الألبان قليلة الدسم والمكسرات.
ثالثا: الألياف الغذائية
الألياف الغذائية
تعمل الألياف على إبطاء عملية الهضم وامتصاص الجلوكوز، مما يساعد هذا على استقرار نسبة السكر في الدم بعد تناول الوجبات الغذائية، فعلى سبيل التوضيح تشير بعض الدراسات إلى أن الألياف القابلة للذوبان يمكن أن تساعد في تحسين حساسية الأنسولين، ومساعدة الجسم على استخدام الجلوكوز بشكل أكثر كفاءة، والتقليل من خطر الإصابة بنقص السكر في الدم بسبب مقاومة الأنسولين.
تتوفر الألياف في الخضروات الخضراء والفواكه والبقوليات والحبوب الكاملة، ولكن يجب على المرضى الانتباه عند تناول الأطعمة المحتواه على هذا العنصر الغذائي حيث ينصح بأهمية تناولها ببطء لتجنب المعاناة من مشاكل الجهاز الهضمي والتي من الوارد أن تتمثل في الانتفاخ وعسر الهضم، بالإضافة إلى أهمية شرب كمية كافية من الماء لزيادة كفاءة نشاط الألياف بشكل ملحوظ.
رابعا: الدهون الصحية
الدهون الصحية
على غرار عنصري البروتين والألياف، فسوف تعمل الدهون على إبطاء هضم وامتصاص الطعام بما في ذلك الكربوهيدرات حيث يساعد هذا الأمر على إطلاق الجلوكوز في مجرى الدم بشكل أبطأ، مما يقي من أزمة الارتفاعات المفاجئة ونقص السكر في الدم.
ثبت أن أنواعا معينة من الدهون الصحية، وخاصة الدهون الأحادية غير المشبعة والمتعددة غير المشبعة مثل أحماض أوميغا 3 الدهنية تعمل على تحسين حساسية الأنسولين التي تساعد الجسم على استخدام الجلوكوز بشكل أكثر كفاءة، بالإضافة إلى دورها المفيد أيضا للحفاظ على صحة القلب.
تشمل مصادر الغذاء الغنية بالدهون الصحية المفيدة للأشخاص الذين يعانون من نقص السكر في الدم زيت الزيتون وزيت الكانولا والأفوكادو والمكسرات (اللوز والجوز) والأسماك الدهنية (السلمون والماكريل والأنشوجة).
نصائح هامة يجب مراعاتها لتجنب حدوث نقص السكر في الدم
نصائح هامة يجب مراعاتها لتجنب حدوث نقص السكر في الدم
1) العمل على تناول الطعام في الوقت المحدد مع مراعاة عدم تفويت الوجبات خاصة وجبة الإفطار لأن نسبة السكر في الدم عادة ما تكون منخفضة بعد مرور فترات الليل بدون تناول الطعام.
2) القيام بتناول الوجبات الخفيفة باعتدال وفي أوقات محددة يوميا حيث يساعد هذا في منع مستويات السكر في الدم من الارتفاع أو الانخفاض بسرعة كبيرة.
3) الجمع بين عنصري البروتين والدهون الصحية للعمل على إبطاء امتصاص الكربوهيدرات وزيادة مشاعر الشبع.
4) تعتبر الخضروات والفواكه من المكونات المهمة للنظام الغذائي الذي يساعد بشكل رئيسي على استقرار نسبة السكر في الدم وهذا بفضل المحتوى العالي من الألياف المتواجد في هذه الأطعمة وانخفاض مؤشر نسبة السكر في الدم وتواجد الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة. إلى جانب هذا، تعمل الخضروات والفواكه ذات السعرات الحرارية المنخفضة على إدارة الوزن، وهو أمر مهم أيضا للتحكم في نسبة السكر بالدم.
5) القيام بقراءة ملصقات الطعام بعناية مع ضرورة الإنتباه إلى محتوى الكربوهيدرات والسكريات والألياف في الأطعمة المعلبة.
6) تجنب المشروبات السكرية والحلويات والأطعمة المصنعة والكربوهيدرات المكررة وهذا لأنها من الممكن أن تسبب ارتفاع السكر في الدم بشكل سريع.